النهاية... |
بواسطة قَبس • #العدد 10 • عرض في المتصفح |
اللّهمّ بك أصبحنا وبك أمسينا، وبك نحيا وبك نموت وإليك النّشور 🌤️
|
|
![]() |
نعتقد أنها النهاية… |
نهاية نشرة “قَبسْ” والتوقف عن الاستمرار في الكتابة فيها. لم نعد نجد مُتعة في الكتابة، والبحث عن أفكار، والنشر الأسبوعي، فلا يوجد دعم كافٍ ولا نسمع ضجيج من يُصفق لنا في كل خطوة نخطوها. لا تعليقات متروكة منكم، ولا قلوب إعجاب نتزود بها. جفّت أقلامنا ورُفعت الصُحف. |
أنا “🧭”، وأود القول بأنه كم كان سهلًا اختلاق العديد والعديد من الأعذار، والدخول في فقاعة من الوهم، وإيقاعكم في شِباك مآسٍ لا وجود لها من خلال لعب دور الضحية. |
*للتنويه* |
هذه النشرة لا تُبيت النية للإساءة إلى شخص أو التقليل من أيّ معاناة مر بها كائنًا من كان. نحنُ هنا للحديث عن مفهوم عقلية الضحية (Victimhood Mindset) وهو ما يختلف تمامًا عن مفهوم الضحية (Victim). |
“يشير مفهوم الضحية إلى الشخص الذي مارس عليه آخرون مظلمة ما، أما مفهوم عقلية الضحية فهو ميل الشخص إلى رؤية نفسه باعتباره ضحية على الدّوام، أي كأنها تتحول إلى هُويّة، لا إلى حالة مؤقتة متعلقة بحدث ما تعرّض له هذا الشخص” |
أتذكر جيدًا كل الحوارات التي تصاعدت في منحنيات لم يستوعبها عقلي حتّى الآن، وأتذكر كيف تحوّلت شكوى أو معاناة مُعينة من كونها على الهامش إلى متنٍ ثقيل حينما مرّوا بها. أتذكر أيضًا كل الطاولات التي قُلبت بشكل هستيري في محاولات بائسة من أشخاص تفننوا في ارتداء دور الضحية. ولا أنسى كل الحلول التي قُدمت على طبقٍ من ذهب، وقوبلتْ برفضٍ قاسٍ بحجةٍ أنها تقلل من شأن معاناةٍ فريدةٍ نادرة يُستحال أن تلقى لها شبيهًا في الكون، ولو أجتمع العالم أجمع لحلّها لعجزوا عن ذلك. |
في الحقيقة، سأتجاوز حكرهم لمفهوم التعاطف لأنفسهم، والنخبويّة الأخلاقية التي تعتريهم، والسعي المستمر لنيلّ شهادة “الضحية” لاتخاذها سبيلاً للهروب من حقيقة عجزهم. لكني سأقف مندهشة عند عزمهم المتفاني في استدعاء مظالم الماضي وطرحها على طاولة الحاضر في كل مجلس كان. |
نحن في أرض هذه الحياة عُرضة لجميع أنواع العقبات والصعوبات، ومن الممكن أن تتطلب الحياة منا يومًا أن نكون ضحايا لشخص معين أو لشيء معين. فلا حياة رغيدة وهانئة بالمُطلق، فالإنسان خُلق في كبد، مما يعني أن كل الناس من حولنا تعاني في حياتها بشكلٍ أو بآخر، وكل الناس تكافح للاستمرار. لكن لنا صلاحية استخدام كرت التذمر حينما تمرّنا موجة من المشاعر السلبية جرّاء التعب، وهذا أمر طبيعي إلى حدٍ ما. لكن من الضروري أن ندرك الحد الفاصل الذي يعني عُبوره وقوعنا في كمين عقلية الضحية. برأيي، لو أزحنا زاوية المِنظار الذي نُبصر به تضاريس الظروف وحوّلنا نظرتنا إلى الحياة من الشُح إلى السخاء، لأدركنا أن بعض المواقف ليست من الضروري عوامل تجعل منا ضحايا، بل هي حصتنا من مدرسة الحياة للصقل والتعليم. |
هل تعرف ذلك الشبح الذي تخافه، والمُختبأ خلف شاشات الجفون المُغمضة في وقت الاستحمام؟ ذلك الشبح الذي يتلاشى فور فتح عينيك؟ تمامًا مثل ذلك الشبح، ستتلاشى المصائب التي تبنيتها وحرصت على رعايتها، حتى كبر حجمها وتحول من ذرة صغيرة إلى حجرة تعيق استمراريتك. |
لو تعلمت كيف تضمد جروح الماضي وتكمل المسير، وكيف ترى المصاعب درسًا لا قيدًا، وعندما توقف صنبور الانتقاد وتتخلص من براعة المجهر في إيجاد العيوب، لمللت لعب دور الضحية. |
ملاحظة: صدرنا رحب وغرفتنا واسعة لاستقبال أي تعليق أو موضوع ودك نتكلم عنه🚪📬 |
التعليقات