المرة الأولى |
بواسطة قَبس • #العدد 9 • عرض في المتصفح |
اللّهمّ بك أصبحنا وبك أمسينا، وبك نحيا وبك نموت وإليك النّشور 🌤️
|
|
![]() بمُناسبة حُلة نشرة قبس الجديدة وبقاءها صامدةً حتى الآن نُهديكم هذه النشرة. |
هل تتذكر؟ |
لحظة ركوبك للطائرة للمرة الأولى. |
أو طريقة تعرّفك على أول صديق. |
أو رهبة وقوفك لتكون متحدثًا ومُلهمًا. |
أو تجربة أول يوم دراسي في مسيرتك. |
أو ربكة اليوم الأول في عملك. |
“كل شيء تمضي به للمرة الأولى سيترك فيك شعورًا لا يتكرر، ولن تعيشه من جديد وإن تكرر عليك الأمر نفسه. أنت الآن بإمكانك أن تغمض عينيك وتراجع كل لحظاتك الأولى السعيدة.” روان ناصر |
كل واحدٍ منا عاش أحداثًا كثيرةً وتجارب متنوعةً، وامتلك قصةً خاصةً به، ولكن جميعنا نشترك في تجربة المرات الأولى. فلو تجولنا في مخزن ذاكرتنا، لأدركنا كم تكدس بالألبومات المليئة بالذكريات والحكايات الكثيرة والقصص المثيرة، ولضاع بصرنا في شريط اللحظات التي تخزنت لأسبابٍ يخفق لها القلب وتشدو لها الروح. لكن سيكون التوقف مختلفًا في ذلك الممر بالذات، حيث حُفظت مشاعر المرة الأولى مُرفقةً بخفقات قلبٍ متسارعة، وأنفاسٍ مسلوبة، وصوتٍ متهدج. |
هذه الرهبة التي ترافق بداياتنا كانت حاضرة حتى قبل انطلاقة “قَبسْ”. |
أتذكر تمامًا حوارنا قبل الانطلاقة: |
طيب، وإذا خلصت أفكارنا؟ |
طيب، لو ما التزمنا؟ |
طيب، هل بيكون فيه جمهور لنا؟ |
هذه التساؤلات الملازمة لكل بداية تُعمق فينا الشعور بالخوف والتردد، وعندما لا نجد إجابة واضحة، تزيد حِدة ذلك الشعور. |
وُلدت نشرة “قَبسْ” إثر تجارب عديدة فنحنُ نكتب لكم هُنا نِتاج مشاعر كثيرة عشناها.إن الأمر سِيان بالنسبة لنا جميعنا فلا أحد منا خالٍ. لذا بالنسبة لي أنا "🎁"، تُعدّ رهبة البدايات أكبر عائقٍ أمام تقدمي. ولم تقتصر على كونها مجرد عائق، بل أودت بي إلى هزائم نكراء لم تحظَ حتى بشرف المحاولة. |
لا تزال إحدى تلك الهزائم تطاردني كالشبح. فقد بذلتُ جهدًا وسعيتُ جاهدة، لكن حين أوشكتُ أن تطأ قدمي عتبة الباب، تراجعتُ فورًا و أوصدته إلى الأبد. وكان تعلّلي سخيفًا، لا يكفي لنسف كل الجهد الذي بُذل. |
لم أكن أعلم آنذاك أن حياة الإنسان سلسلة من التجارب، ولكل تجربة لحظةً أولى، ولا أحد ينجح في كل مرة. |
وكم من مرة شعرت فيها أنا "🧭" بأني ضئيلة أمام فكرة، مغامرة، تجربة، رحلة أردت القيام بها. وبعد عدة محاولات وسنين عيش في أرض هذه الحياة استطيع القول بأن ردع هذا الشعور هو الحل الأمثل فالامتثال إلى مُقترحات صوتك الداخلي بالتمهل ما هي إلا طريق مسدودة ستصل إليها لا محالة، لأننا لو تدبرنا في الأمر قليلًا لأدركنا بأن |
"التمهل ما هو إلا اسم حركي لفكرة التأجيل، والتأجيل يُودي بك في النهاية إلى إلغاء مشروعك" أسعد طه |
نصيحة من ابن سينا: |
"ادخل مخدعك وأغمض عينيك عن الخارج واسدد أذنيك عن ضجيج الهاوية وارجع إلى نفسك وأصغ إلى داخلك فتسمع صوتًا يناديك" |
لو فكرنا قليلاً في مسألة رهبة البدايات، بنستوعب أنها مجرد أوهام ألفتها عقولنا، حاجز هش صنعناه بأيدينا ثم صدقنا وجوده. كيف نخاف من شيء لم يسبق لنا تجربته؟! وكيف نسكر الباب في وجه احتمالات ما نعرف عنها شيئًا؟! مو واثق بقدراتك؟ اختبرها! خايف تفشل؟ اقرأ نشرة “هل نحن فاشلون؟” |
اعلم جيدًا أن مشاعر الخوف والقلق في المرات الأولى لا يمكن تخطيها، فهي جزء أصيل من التجربة الإنسانية. لكن الاستسلام لها هو العجز المحض. فالفرق بين الشخص الناجح والشخص الذي يتراجع هو أن الناجح اختار أن يكمل رغماً عن هذا الشعور، أما الآخر فاختار يسكر الباب استسلامًا للوهم وخوفًا من اللاشيء. |
ملاحظة: صدرنا رحب وغرفتنا واسعة لاستقبال أي تعليق أو موضوع ودك نتكلم عنه🚪📬. |
التعليقات