دروس ذكية لكل طالب: كيف تعيد Google تعريف مفهوم التعلّم؟ |
27 سبتمبر 2025 • بواسطة د. فادي عمروش • #العدد 148 • عرض في المتصفح |
أجرت Google تجربة واقعية شملت 60 طالبًا، أظهرت نتائجها تحسّنًا ملحوظًا لدى المجموعة التي استخدمت النظام الجديد. فقد سجّل هؤلاء نتائج أفضل في الاختبارات الفورية، واحتفظوا بالمعلومات لفترة أطول عند إعادة التقييم بعد ثلاثة أيام
|
|
في خطوة لافتة لإعادة تشكيل المشهد التعليمي، أعلنت Google عن نظام تعليمي جديد يحمل اسم "Learn Your Way"، يرتكز على الذكاء الاصطناعي التوليدي لتخصيص الكتب الدراسية بما يتلاءم مع قدرات واهتمامات كل طالب. هذا الابتكار لا يهدف إلى إلغاء دور المعلم أو الاستغناء عن الكتاب المدرسي، بل يسعى إلى إعادة تقديم المعلومات بطريقة أكثر فاعلية وارتباطًا بالمتعلم، عبر تكييف المحتوى بحسب شخصية الطالب ومستواه الدراسي. |
لطالما واجهت الكتب الدراسية التقليدية انتقادات بسبب اعتمادها على نموذج الطالب "المتوسط"، حيث تقدم نفس الأمثلة ونفس اللغة لجميع المتعلمين دون مراعاة للفروق الفردية. هذه الطريقة قد تؤدي إلى شعور بعض الطلاب بالملل أو الصعوبة، وبالتالي إلى ضعف ارتباطهم بالمحتوى وفقدان حماسهم للتعلّم. |
ردّ Google على هذه الإشكالية تمثّل في تطوير نظام "Learn Your Way"، الذي يُعيد صياغة النصوص الدراسية بما يتناسب مع المرحلة التعليمية والاهتمامات الخاصة لكل طالب. الفكرة الجوهرية تقوم على أن الدرس الواحد يمكن أن يُعرض بعدة طرق، بحيث يتلقى كل طالب النسخة الأنسب له. على سبيل المثال، في درس عن قانون نيوتن الثالث، يمكن لعاشق كرة السلة أن يفهمه من خلال مثال يشرح ارتداد الكرة، في حين يُقدَّم للطالب المهتم بالفنون عبر مشهد حركة اليد والفرشاة على اللوحة. |
![]() مثال لدرس |
النظام لا يكتفي بتعديل النصوص فحسب، بل يحوّل المحتوى إلى شرائح تفاعلية، دروس صوتية، خرائط ذهنية، نصوص متضمّنة بأسئلة فورية، وملخصات مرئية تساعد على التذكّر السريع. هذا التنوّع في أشكال العرض يهدف إلى تفعيل مشاركة الطالب وتحفيز حواسه المختلفة، مما يعزز الفهم ويزيد من فرص الاحتفاظ بالمعلومة. |
وعلى صعيد التطبيق العملي، أجرت Google تجربة واقعية شملت 60 طالبًا، أظهرت نتائجها تحسّنًا ملحوظًا لدى المجموعة التي استخدمت النظام الجديد. فقد سجّل هؤلاء نتائج أفضل في الاختبارات الفورية، واحتفظوا بالمعلومات لفترة أطول عند إعادة التقييم بعد ثلاثة أيام، وأعرب أكثر من 90٪ منهم عن رغبتهم في استخدام النظام مرة أخرى. |
يرجع هذا النجاح إلى عدة عوامل، من أبرزها ربط المحتوى باهتمامات الطالب، وتقديم الدروس بوسائط متنوعة تتجاوز النصوص الجامدة، فضلًا عن إشراك الطالب في العملية التعليمية عبر أسئلة تفاعلية، إلى جانب التقييم الذكي الذي يرصد نقاط القوة والضعف بشكل فوري. بهذه المبادرة، تضع Google حجر الأساس لتحوّل جذري في مفهوم التعلّم، يفتح الباب أمام تجربة مدرسية أكثر مرونة وإنصافًا وتلاؤمًا مع عقول الجيل الجديد. |
التعليقات