الذكريات التي تلوِّح لنا لا قيمة لها أمام آلام الأطفال وكبار السّن |
بواسطة نادية ميرة • #العدد 2 • عرض في المتصفح |
صباح السّعادة، صباح التّفاءل، صباح الطّرقات المليئة بأحلامنا الورديّة التي تطرق أيّامنا كلّ حين🌸🌸
هذا العدد سيكون مختلفا قليلا عن التّقسيم الذي قسّمتهاستثناءا وإلهامافلا تحزن 🥰🥰 |
|
الأماكن لها حصّة من آلامنا وآمالنا أيضا |
يأتيك هذا العدد متأخرا بيوم ليس استخفافا بك يا قارئي الجميل، إنّما بسبب حصول عطب في مستندات غوغل التي رفضت أن تشرّع بابها على مصراعيه حتى أقطف لك ما وعدتك به، اعتدت أن اكتب عليها كل ما يجول بين جنبات روحي من قصص وأفكار لمقالات وماشابه وهاهي اليوم تخيب ظنّي. |
لا بأس، ظننت أنني لن أكتب لك هذا العدد لكن بسبب نشرة الأستاذة دليلة وعددها الأخير الذي قرأته عصر الجمعة الماضي قررت كتابته من جديد، و ها أنا ذي أكتب على محرّر أداة هدهد مباشرة، بعد أن قررت الخروج قليلا عن التّقسيم الذي قسّمته لنشرتي في هذا العدد. |
في مثل هذا اليوم من الأسبوع الماضي ذهبت إلى مستشفى فرانس فانون، الطريق إلى البليدة يصبح شاحبا كلّما مررت به، إنّه يذكّرني بأشخاص لم يعد لهم وجود، بأشخاص كانو ذات يوم كلّ شيء واليوم هم غائبون عن ساحات معاركي الطاحنة التي تقوم يوميا في غيابهم. |
لا شمس أشرقت بعد غيابهم، لا نهار تغلّب على ليل غربتهم، ولا شاهد على ما حدث أنه قد حدث فعلا، سوى هذا الألم الذي ينخر دهاليز ذاكرتي، ما بقي يذكّرني أنه حدث هي فقط هذه الذكريات التي تعبث بأوتار عقلي. |
و اليوم تحديدا مضى عامان على اكتشافي المرض الذي ضاجع إحدى عينيّ، حين علمت تلك الحقيقة ذات صباح في إحدى عيادات العيون كنت وحيدة، واليوم أنا وحيدة، وفي كل مرّة دخلت إلى غرفة العمليات كنت وحيدة أيضا. |
تقول أمي ما يدوم على حالو غير ربي سبحانو، أي يجب أن نؤمن بمبدأ الأغيار، فالكل يسير في طريقه إلى التّغيّر المستمر على حسب ظروفه واحتياجاته وقناعاته وأهم شيء مصالحه هكذا هي سنّة الحياة التي تؤمن بها أمّي، وأخالفها دائما. |
فأنا أؤمن أن الأرواح التي نسكن إليها و نرى فيها أنصافنا الجميلة حتى على بشاعتها يجب أن تكمل معنا الطريق إلى النّهاية، يجب أن تبقى حتى تهوّن مشقّة الرّحلة و وحشة الطريق، لا أحد يملك أحقيّة إفلات أيدينا دون أن نسمح له بذلك أو حتى دون أن يخبرنا عن أسبابه. |
أفكر في كلّ هذا وأنا جالسة على إحدى الكراسي أنتظر دوري، الشّيء الجميل في مستشفياتنا العزيزة أنها تعلّمك الصبر على طوابير لا نهاية لها، فيها تتصفّح وجوه النّاس وتقلّب صفحات حياتهم. |
كنت أنظر إلى الأطفال الذين كانو يركضون في ساحة قسم العيون، أمهاتهم كلّ تحكي قصة طفلها. |
هبة طفلة في الثامنة لديها انسداد في القنوات الدمعية، أيمن يدرس في المتوسط أذناه لا تستوعبان الأصوات دون تلك الأجهزة المساعدة على السّمع وفوق هذا تقول أمه أن لديه انفصالا في الشبكيّة، آدم تضررت قرنية عينه جراء حادث. |
كلّهم أطفال في عمر الزهور، لم أستطع استيعاب آلامهم، وقفت بعيدا قليلا، تذّكرت سؤالي الذي أسأله دائما لأمي، لماذا لا أجد في المستشفيات أشخاصا بعمري، كل المرضى إمّا أشخاص طاعنون في السّن أو أطفال صغار وما أكثرهم رضّع؟ |
تربت على كتفي و تقول بصوتها النّاعم بحنان ملائكي احمدي الله إذ أنه ابتلاء حميد على مساوئه التي ترينها،لكن يؤلمني جدّا رؤية الأطفال في تلك الحالة، أشعر بالآلام التي يشعرون بها، هل هذا عدل؟ طوال طريق الرّجوع وأنا أفكر هل هذا عدل؟ |
تلاشت كل تلك الذكريات البائسة التي كنت أستعيد كواليسها حتى أستعيد الشعور الجميل الذي عايشته يوما مع أشخاص من كارتون، أمام هذه القصص وهذه الوجوه أنستني نفسي حتى. |
حسنا أنا أستحق أن أنتظر لمدة ست ساعات ثم تقول لي الطبيبة انّك لست أولوية ارجعي لطبيبك أفضل، لكن ما ذنب ذلك العجوز الذي ينتظر عمليّته مند أربعة شهور وهو يحضر كلّ شهر صائما على أمل أن يدخلوه إلى المشفى لكنّهم لا يفعلون. |
ما ذنب تلك العجوز التي منذ شهر ماي وهي ترجع للمستشفى كلّ شهر أيضا، متحملة أعباء رحلة من غليزان إلى البليدة، رحلة غير آدمية لامرأة تأتي وحيدة في طريق لمدة سبع ساعات لتنتظر ست أو سبع ساعات أخرى ثم لا تأتي الطبيبة؟ ماذنب كل هؤلاء الأطفال؟ |
تتكاثر الأسئلة في رأسي، ويمضي اليوم، ثم تتوالى الأيام ولا أجد الأجوبة التي تنصفني حقّا. في هكذا مواقف تتلاشى الذكريات أمامنا، نتحرّر من قيود آلامنا، لنستعبد آلام الآخرين، فاللّهم اشفهم وخفّف عنهم وهوّن كربهم برحمتك يا رب العالمين. |
*** |
💡 فكرة بصريّة |
للمشي فائدة كبيرة في العمليّة الإبداعيّة، وهذا ما ذكرته في إحدى المقالات على مدونتي [قبل أن أنسى شرّفني بزيارتك لمدوّنتي]، لذا لا تغفل... لا تغفل واستثمر في المشي واتخذ منه عادة للتفيكر والتأمل والإبداع والتّخلّص من طاقتك السّلبية. |
كل الأفكار العظيمة تولد أثناء المشي |
*** |
🗯️ اقتباس |
يعرفني الكل على أنني شخصية عصبية تقلق وتغضب من أتفه الأمور، أدرك في قرارة نفسي أن هناك مواقف لا تستحق أن أتصرف فيها بكل تلك العصبيّة، لكن مع ذلك أغضب. |
الاقتباس اليوم من حلقة الغضب من بودكاست كنبة السبت. |
هناك من الغضب نوعين، الغضب اللحظي الذي يحدث مع كل الناس، مثلا تغضب من شخص لأنه دفعك فوقعت...وهناك نوع آخر من الغضب وهو خوف من الفقد... وهو عبارة عن تكدّسات من الماضي ومشاعر سلبيّة لا نستطيع تجاوزها او لم نتعلّم التّعايش معها. |
*** |
______________________________________ |
انتهى عدد اليوم أيها المميّز إن أععجبك شاركه مع غيرك🔃 |
لتكبر أسرة نشرتي وأتقدّم أكثر. |
سأكون سعيدة أيضا بانتقاداتك ورأيك فلا تبخلني بكلّ ذلك |
ألقاك في العدد المقبل بإذن الله |
______________________________________ |
*** |
مدوّنتي الصّغيرة ستُسعَد بزوّار لطيفين ومميّزين مثلك فلا تبخلها بذلك حتى تكبُر 😍😍 |
التعليقات