نقد سلسلة المثلية | الجزء 8 | ملاحظات على المقال 7

بواسطة أحمد أبوطالب #العدد 10 عرض في المتصفح
قراءة مركزة لمدة 10 دقائق

المقال السابع: ماذا كتب؟

لا أريد بحديثي عن الجانب العلمي فيما يخص المثلية الجنسية أن أكون كمن وضع المثلي في معمل لفحصه وإجراء التجارب عليه وانتظار النتائج لأقرر بعدها أأقبله أم أعاديه اجتماعيا.فمهما كانت المثلية بالمنظور العلمي وتصنيفها كمشكلة نفسية أو جسدية أو حتى كطبيعة بشرية فالمثلي في نظري هو انسان قبل أي اعتبار ولا يجوز التعامل معه كجزء من ظاهرة إجتماعية وإنما كجزء لا يتجزأ من النسيج الإجتماعي ككل.وبرأيي لا يجوز أبدا أن يكون التعامل بين البشر مبنيا على الإنتماء العرقي أو الديني أو المذهبي أو الميول الجنسي وإنما بناءا على القيم والحدود الإنسانية التي تعتبر أرضية مشتركة للتعامل بين جميع البشر بلا استثناء.ولكن وجب التطرّق للجانب العلمي الطبي كجانب لا يمكن تجاهله مع بقية الجوانب المذكورة سابقا كالديني والتاريخي.وفي حال صنّف العلم المثلية كمشكلة فعلا فليس لأحد التعامل مع هذه المشكلة سوى صاحب المشكلة نفسه وذووه المقربين.في الحقيقة لم يقف العلم موقفا واحدا في تصنيفه للمثلية وإنما كان متغيرا من حين لآخر مع تغيّر الدراسات والأبحاث وأراء العلماء.فقد انتقل العلم في الغرب من اعتبار المثلية على أنها مرض عقلي واضطراب نفسي إلى نهاية القرن التاسع عشر وقد كان من ضمن العلاجات المتبعة اخضاع المثلي لجلسات كهربائية لتصحيح الحالة العقلية له.ثم باعتبارها توجها غير اختياري ناتج عن عوامل بيولوجية وبيئية ونفسية.ومن جانب آخر قال العالم فرويد أن كل انسان يولد بنزعة ميول مثلي بلا استثناء وتكون للعوامل البيئية والنفسية الدور في إبرازها أو طمسها وقد عارضه كثير من العلماء آن ذاك.ثم أثبتت دراسات فيما بعد أن للمثلية جذور جينية وعوامل هرمونية ولكن لم يتم تحديد الجين المسؤول عنها وهل هو جين واحد أم مجموعة جينات.وقيل بأن أي طفل لا يحمل الجينات المسؤولة عن الميول المثلي فلا يمكن أن يصبح مثليا حتى وإن نشأ في طفولة غير طبيعية من سلوكيات أو تربية أو ظروف كالتحرش مثلا.فأي طفل لا يحمل جينات الميول المثلي فلا يمكن بشكل من الأشكال أن يصبح مثليا في المسقبل.وبالرغم من اتفاق أغلب العلماء آن ذاك بأن للمثلية أسباب جينية وهرمونية وبيئية إلا أن العوامل البيئية أيضا بقيت مجهولة دون تحديد واضح من قِبَلهم.ثم في سبعينات القرن الماضي قامت مؤسسة أطباء النفس الأمريكية بحذف المثلية من قائمة الأمراض النفسية ثم تبعتها منظمة الصحة العالمية بالإجراء نفسه.ووفقا لهذا الإجراء المهم بدأت كثير من دول العالم بترسيخ العدالة الإجتماعية والتي ضمت المثليين أيضا.ومؤخرا وقبل ثلاثة أعوام نشرت مجلة nature العلمية مقالا نفت فيه بأن يكون للمثلية أي سبب جيني!

كاتب المقال الأصلي RAHMAN🌻عَبْدُ الرّحْمَن

ملاحظات على المقال السابع:

  • بدأ الكاتب باعتبار أن المثلي هو إنسان. صحيح والقاتل إنسان، والسارق إنسان، والذي يغتصب الآخر انسان. فنحن نعرف أن كل هؤلاء إنسان ،ولكن إنسانيته لا تعني صوابية ما يفعل.
  • كرر مرة أخرى بان القيم والحدود الإنسانية تعتبر أرضية مشتركة. "هتلر" كان إنسانا وفعله إنساني وكانت النازية لديها منظومة أخلاقية إنسانية تسمح لهم بحرق من وضعوه في قائمة (الذي يأكلون ولا ينتجون - Useless eaters).
  • عدد النازيين كان كبيراً جداً في ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية، وكانت أفعالهم إنسانية بحسب الحدوود التي رسموها لحريتهم في التعامل مع الآخر. كيف نتعامل أخلاقياً مع هذا الفعل.
  • لو إنتصر النازيون في الحرب العالمية الثانية لأصبحت قوانينهم هي السائدة الآن، وسيكون مفهوم المحرقة عادياً جداً، لأنه فعل حر وإنساني.
  • ولو جادلنا بان فعلهم فيه إعتداء، أستطيع أن أؤكد لك بأنه سيكون هناك كم من المفكرين الذين سيبررون حرق (الذي يأكلون ولا ينتجون - Useless eaters) بحجة عدم قدرتهم على الإنتاج ومن الطبيعي أن نتخلص منهم.
  • مرة أخرىما هي حدود حرية الإنسان؟ من أين نأتي بالأخلاق؟

لإكمال القراءة: الجزء التاسع: ملاحظات على المقال 8

مشاركة
نشرة نقد الفكر الغربي

نشرة نقد الفكر الغربي

النقد مفهوم إيجابي معناه: تمييز الجيد من الرديء لأي شيء. فعندما تنتقد الفكر الغربي يعني ذلك: أنك تميز بين الجيد والرديء فيه لتختار الجيد وتتجنب الرديء. سنكتب عن عناويين مهمة ابرزها الإلحاد وغيرها من المواضيع الملحة.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة نقد الفكر الغربي