رحلة مع "خواطر بلا صخب" من قناة توّاق

بواسطة مريم الهاجري #العدد 44 عرض في المتصفح
البدايات/ النهايات الجميلة، ليست كل شيء!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حيَّ الله المتابعين الجدد، والقدامى، أسأل الله أن يوفقني لما فيه الخير.

لإعداد هذا العددمن نشرتي البريدية، تواردت الخواطر على عقلي،  ولأغوص في العمق، قاومتُ تلاطم الأمواج، وأَجَلْتُ النظر في الكتب والقنوات، وبين أخذٍ وجذب، جالت فيه أفكاري، وتسابق بعضها منتصرًا، ثم تراجع واندثر  😣 وقفتُ هناك.. كتبتُ ما لا بأسَ به، وما في جعبتي أكثر، ثم لمّا.. -ودون قصدٍ مني ولا حول- وصلني إشعارٌ من قناة د. محمد القحطاني في التليجرام عن رسالةٍ يبدو أنها تتحدث عما يجول بخاطري، وعجزت أحرفي عن صياغته 🙂

انتزعت الوقت لقراءة رسائل القناة حتى أصل لتلك الرسالة الذهبية انتزاعًا، كنت أقرأ فيغلبني النعاس لأكرر نفس العبارة مرات ومرات 😵‍💫 فلا الوقت يُسعفني، ولا رسائل القناة القيّمة تستحق تجاوزها، وأخيرًا وصلت إلى الرسالة الذهبية، وكل رسائل القناة.

كنت أتوق إليها لأستقي منها شيئًا يُثري العدد، يُعينني على التعبير وتوضيح الصورة، وإذا بها كُلٌ لا يتجزأ، ألماسةٌ فاتنة، أينما قلّبتها سطع بريقها، وأضاءت حروفها معانٍ عظام في نفسي، ولأول مرة في تاريخ "عمـــــــــــــق" -وعلى غرار ثلاثون فائدة إدارية لـ د. غازي القصيبي رحمه الله أو إرشادات الحياة القصيرة لـ جاكسون براون، سأتوقف عن الحديث والتعليق، وأترك لكم نص الرسالة من قناة توّاق دون تحرير من قِبَلِي، فدونكم إيّاها:

صورة لجدار قديم، فيه بابٌ متهالك وساعات قديمة، أمامه كرسي قديم، تعبر بدقة عن محتوى النشرة من بنترست

صورة لجدار قديم، فيه بابٌ متهالك وساعات قديمة، أمامه كرسي قديم، تعبر بدقة عن محتوى النشرة من بنترست

|• خواطر بلا صخب •|

• القضايا الكبرى لا تُقاس بحجم الانتصار اللحظي، بل بمدى قدرتها على خلق واقع أفضل. انتصارك في قضية ما ليس نهاية المطاف، بل هو بداية رحلة طويلة من الإصلاح والبناء؛ النصر المؤقت لا يضمن بقاء الحق، لكن الجهد المستمر يصنع الفرق.

• التاريخ يعلمنا أن الأمم لا تُبنى حين تنهار، بل حين تعيد تعريف نفسها أمام تلك الانهيارات، وأعظم الإنجازات تأتي من أشد المحن، وما يُميز الناجين ليس أنهم تفادوا الضربات، بل أنهم تعلموا الوقوف بعدها.

• كثيرًا ما يخطئ الناس في فهم طبيعة البلاء؛ ينشغلون بالشكوى، ويهدرون وقتهم في تحليل الأسباب، وكأنَّ الحديث عنها سيعيد الأمور إلى نصابها، لكن خفايا البلاء تهدف إلى شيء أسمى: تنقية النفوس، واختبار الإرادة، وتهذيب الرغبات، وحسن معرفة الله.

لا تُسلّم لعاصفة القلق التي تقتحم أجواء حياتك حين تتعقد الأمور، فالأزمات الكبرى ليست مكانًا للانهيار، بل للثبات المدروس، وإنما تضعف النفوس حين تظن أن الحلول تأتي دفعةً واحدة، بينما الواقع يعلمنا أن الأمور تُبنى لبنةً لبنة، ونَفَسًا بعد نَفَس.

النقاشات حول من يتحمل المسؤولية في الأزمات الكبرى لا تكاد تنتهي، لكنها غالبًا لا تحرك ساكنًا، إذا كنت خارج دائرة الفعل المباشر، فدع النقد المُفرِط، وركّز على ما يمكنك أن تفعله لتحسين الوضع، و القضايا التي تستحق الدفاع عنها هي تلك التي تتجاوز لحظتها الزمنية.

• من أخطر ما يهدد القضايا الكبرى أن تتحول إلى مادة جدل، تضيع في التفاصيل الصغيرة وتنحرف عن مسارها الأصلي، والعاقل يرفع القضية الشريفة من وحل الخصومات.

• علينا أن نفرّق بين ما هو مقدور عليه وما هو خارج الإرادة. هناك أشياء عليك أن تواجهها، وأخرى عليك أن تسلّم بها، والقلق الزائد على أمور لا يمكنك تغييرها هو عبء إضافي على روحك التي تحتاجها صافيةً للعمل.

• الحلول العظيمة غالبًا تأتي من خطوات صغيرة متتابعة، أرجوك لا تُهلك نفسك بأنك لم تحقق النصر الكامل دفعةً واحدة، فالطريق إلى النجاح مليء بالمحاولات الصغيرة التي لا يراها أحد.

• الناس تركب سفينة الغالب دون دعوة، فالانتصار له لغة لا تحتاج إلى ترجمة، يقرأها الجميع ويتحركون وفقها بلا حاجة لإقناع، يا صاحبي القوة تملك الجاذبية، والناس تبع للغالب، يُقبلون عليه بالرضا أو بالاضطرار، كأنما النصر يُلقي في النفوس تصديقًا بسلامة الطريق.

• إن محاولة تغيير عقول خصومك أشبه بمحاولة إقناع الريح أن تغيّر اتجاهها، لا تضيع وقتك في كسب الجدال معهم؛ بل اعمل على خلق الواقع الذي يجعلهم يعيدون النظر، فالحقيقة التي يفرضها الواقع أقوى من أي بيان أو حجة.

لا تتعجل في نشر رؤيتك أو حكمك على ما يجري، القضايا العميقة تحتاج إلى صبر وتأمل وتأنّي، والنصر الحقيقي ليس في إثبات صحة رأيك أمام الناس، بل في التأثير الفعلي على الواقع، و النصر هو أن ترى ميدانك يتغير للأفضل، لا أن ترى أعداد “الإعجاب” تتزايد، وإياك أن تقيس نجاحك في معالجة القضايا بعدد من وافقك أو صفق لك.

• وظيفة المصلحين ليست فقط في معالجة الواقع، بل في بناء الأساس الذي يمنع المشكلة من التكرار، و القضايا الكبرى لا تنتهي بالنصر الظاهر فقط، بل بترسيخ قيم تجعل ذلك النصر مستدامًا.

• ‏الحكمة ليست في إدخال الجميع تحت رايتك، بل في تثبيت القلوب التي تؤمن بعدالة قضيتك وتستعد للتضحية من أجلها، فالناس يميلون حيث تميل الريح، لكن الثابتون هم من يغيرون مجرى التاريخ.

• العمل الجماعي هو روح النجاح في القضايا العظيمة، لكن العمل الجماعي لا يعني ذوبان الهوية الفردية. اعمل مع فريقك، لكن لا تفقد بصمتك ورؤيتك الخاصة، فالانسجام لا يعني التطابق.

• الحقيقة أن لكل قضية مناصرين من نوعين: من يتحمس في البداية ويخبو عند أول عثرة، ومن يبقى ثابتًا مهما تكاثرت عليه الخطوب، و القضايا العظيمة تحتاج النوع الثاني؛ لأن الحماس وحده لا يصنع التاريخ، لكن الصبر والعمل يكتبان كل شيء.

• من أصعب ما تواجهه القضايا العادلة أن بعض أتباعها يسيئون لها أكثر من خصومها. الخطاب العاطفي غير الناضج، والتصرفات المندفعة، قد تشوه القضية أكثر من حجج أعدائها. كن واعيًا بأنك تمثل القضية التي تؤمن بها، وكل خطوة منك إما أن ترفعها أو تهدمها.

• التفاؤل في معالجة القضايا ليس رفاهية، بل ضرورة، و القلوب المثقلة باليأس لا تقود الأمم.

• اللهم ارزقنا البصيرة في قضايانا، والعزيمة على نصرة الحق، والرحمة في التعامل مع الناس، ولا تجعلنا ممن يشغلهم الجدال عن العمل، أو يفتنهم النصر عن الشكر، أو يخذلهم الإخفاق عن المثابرة.

- توّاق

••••

جزى الله كاتبها وناشرها خيرًا.

وهي وإن كانت تتحدث -فيما بدا لي- عن الأوضاع في سوريا الشقيقة، جمع الله كلمة أهلها على التوحيد، وبارك مساعيهم -وهو ما توافق مع فكرة هذا العدد-  إلا أني أرى فيها رسائل عميقة لجوانب عدة في حياتنا، وفيها أيضًا رسائل شخصية لمن اعتبر.

في ختام هذا العدد أرجو أن يكون اختياري هذا الأسبوع مفيدًا.. جرّب أن تناقش كل محور من المحاور السابقة مع فريقك، أو مع أسرتك فيما يتناول أمورهم، أو بينك وبين نفسك.. واحكم بعد أن تُمعن النظر في حالك.. يسرني أن تشاركني رأيك في التعليقات، ومشاركة العدد مع الآخرين ليعُمَّ النفع.

وإن كنت مشتركًا جديدًا فحيّاك الله، أنا مريم الهاجري، مدربة وكاتبة، ومحرر أدبي ومدقق لغوي.. نسأل الله البركة والتوفيق والسداد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لطلب خدمات الكتابة
مشاركة
عـمـــــــــق

عـمـــــــــق

على سبيل الفضول والبحث والطموح كل اثنين ستشرق "عمــق" بها شيئًا من قناعاتي وقراءاتي وعاداتي كي نرتقي معًا

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من عـمـــــــــق