لم تكتملْ!! |
بواسطة مريم الهاجري • #العدد 41 • عرض في المتصفح |
"الجزء الناقص من أي شيء، ومن حياة أي إنسان قد يكتمل بك" مريم الهاجري
|
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
صباح جميل.. يشرق بأرواحكم المتفائلة، ليبث فيها الحياة والأمل. |
لكل إنسان في هذه الحياة قوانين ذهنية افترضها هو لنفسه -ربما لم يفرضها عليه أحد-؛ يعيش بها حياته سواءً كان واعياً بذلك أم لم يعِ!. فتصرفاته وردود أفعاله تقع تحت تأثير هذه القوانين التي تحكمه في كل لحظاته؛ وأنا بالطبع ممن يخضع لهذه القوانين في أول وهلة ولست عنها بمعزل. |
في صيف 2022 وحينما أنهيت مهامي وفي طريق عودتي للمنزل مررت بمكان أقضي فيه بعض الوقت (تغيير جو)، وبما أن لي ذائقة في الفن التشكيلي لفتت انتباهي لوحات تُزين جدران ذاك المكان، بعضها تقبلته، وبعضها رفضته -بيني وبين نفسي طبعًا لأني أؤمن بحرية أن يعمل الإنسان ما يريد ما لم يخالف شرعاً ولا قانوناً ولا عُرْفا-. كان وقتاً جميلاً جداً كنت أحتاجه كثيراً، كان قصيراً ولكنه كان كافياً. |
وحينما أردت الخروج استوقفتني هذه اللوحة التي وللوهلة الأولى لم تَرُقْ لي، إنني أتساءل ماذا يشعر به الرسام حتى أخرجها بهذا الشكل؟ 🤔 يكفي أنها كانت مطموسة الملامح -حينما كنت أنظر إليها من بعيد- إلا أن شيئًا يجذبني إليها، فاقتربت لأتأكد من سبب اشمئزازي من هذه اللوحة لأتفاجأ بشيء آخر غير الملامح المطموسة؛ فاللوحة لم تكتملْ!!. |
يا إلهي .. إنها لم تكتمل!! والملامح حينما اقتربت منها ليست مطموسة بالكامل! في الحقيقة أنني توقفت.. نعم لقد توقفت أمامها؛ أتعلم دروساً عميقة من هذه اللوحة الغير مكتملة.. فبالرغم من كثافة ألوانها في الأعلى، إلا أنها بيضاء تمامًا في الأسفل.. لم تكتمل.. ولم يُعبها ذلك، بل ربما تكون قد قطعت بحارًا ومحيطات حتى وصلت إلى هنا.. وأُنفق لأجلها مئات الريالات.. |
يناديني: هيّا نخرج. |
لكني بقيت في سكون أتأمل أمام هذه المعلّمة الصامتة، أشياء كثيرة أرسلها الفنان -والذي لا أعرفه- عبر هذه اللوحة.. ولا أدري هل قصد مالك هذا المكان بشرائها ما كان يقصده الرسام برسمها! أم اشتراها لأنها أعجبته ويراها ديكورًا جميلًا؛ فيما لا أراه أنا، ولن اشتريها لو كنت مكانه حتى بعد ما أعطتني هذه الدروس القيّمة لأني لازلت أشمئز منها لأنها لم تكتمل. |
💡 تعلمت من هذه اللوحة التي لم تكتمل قواعد ذهبية أهديكم بعضها: |
|
كتبتُ كثيراً، ومع ذلك أرى أن هذا العدد لم يكتملْ! |
وأنت.. في ردهات الحياة وجوانبها الغير مكتملة، كيف تتعامل مع الأشياء الجميلة غير المكتملة، هل رأيت جمالها؟ هل استشعرت عظمتها.. هل أحسست بعمق النقص الذي حفرته في حياتك، واتخذت الخطوة في إكماله، أو التكيُّف بدونه؟ أسئلة.. الإجابة عنها ربما ترسم لحياتك طريقًا مكتملًا... |
فيما بعد علمت أن هذه اللوحة إنما هي نسخة غير مكتملة من لوحة الفنان الهولندي يوهانس فيرمير والتي تعُدّ واحدةٌ من أشهر اللوحات في عالم الفن العائدة للعصر الذَّهبي الهولندي، واسمها لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي، لم يُثبت التَّاريخ الحقيقي للَّوحة لأن الفنان اكتفى بالتَّوقيع خلفها ولم يؤرِّخها، إلَّا أنَّ الباحثين حددوا بشكل تقريبيٍّ تاريخها والذي يعود إلى 1665. |
إن كانت هذه اللوحة قد أثارت فضولك.. كما أثارت فضولي، وفضول الباحثين والمؤرخين، يسعدني أن تشاركني فضولك هذا في التعليقات.. |
أشكرك حيث وصلت معي إلى هنا.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
لطلب خدمات الكتابة |
التعليقات