بين صخب الإجازة وروتين العمل

بواسطة مريم الهاجري #العدد 37 عرض في المتصفح
حينما وقفت هناك.. على آخر عتبات الإجازة.. بين الوداع والشوق.. سال قلمي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أيام جميلة، لم يكن للروتين فيها حضور، صاخبةً حينًا، وهادئةً حينًا، كأمواج الساحل حينما تضطرب وتموج، ثم تهدأ قليلًا لتعاود الاضطراب الجميل، هكذا كانت الإجازة التي أوشكت على الرحيل، وكأنني أُراها تحزم أمتعتها.. فهل ستترك لنا شيئًا من بقايا ذكرياتها.. لنستذكره حينما تشتد علينا وطاة الروتين!

                                                             ***

أهلًا بكم متابعي "نشرة عمق البريدية"، نعود إليكم مجددًا بعد الإجازة، في هذا العدد الذي يودّعها، ويستقبل أيام النظام المحبب إلى قلبي.. 

هذه الإجازة فرضت نفسها عليّ فرضًا.. ولأنني أرغب في العيش بسلام؛ لم أُقاوم سلطتها، واتخذت نظام المرونة.. فمضت بأحسن حال والحمدلله.. يفيدني كثيرًا اتّباع حكمة المثل "يُمنى ما تقواها صافحها"، ووالمثل الشعبي الآخر: "إن طاعك السوق وإلا فطعه"، أي إن لم يكن السوق بحسب ما خططت له ورسمت، فاتّبع نظام السوق ولا تسرْ بعكسه.

                                                           ***

تصميم "العالم ينتظرك" لنشرة عمق ببرنامج كانفا

تصميم "العالم ينتظرك" لنشرة عمق ببرنامج كانفا

في هذا العدد سنعرج سريعًا على عدة نقاط مهمة تساعدنا بحول الله على بداية عام دراسي جديد.

تأثير الإجازة 🎊

بحمد الله انقضت الإجازة، قد تكون هادئة، شبه روتينية لا جديد فيها عند البعض، سوى أنها كانت منطقة فاصلة بين عملين، وربما كانت كئيبة فلم يستشعروا فائدتها ونعمتها، أو ربما كانت مليئة بالأحداث السعيدة/ المؤلمة، التي غيّرت فيها الروتين، بل قد تكون هزّته هزًّا ورجّته رجًا،  وربما غيّرت خريطة حياة البعض منّا؛ وهنا تكون العودة للنظام والروتين، ممتعة وسعيدة للبعض، مثلي -بفضل الله- حيث أن الإجازة انتشلتني من إرهاق العام وشحنتني طاقة للعمل من جديد، وقد تكون العودة للنظام والروتين صعبة عند البعض، وهؤلاء يحتاجون أن يتأملوا ويرسموا أهدافهم ويحددوا أولوياتهم لبداية جديدة -بحول الله-.

جميعنا سيعود بعد الإجازة محملًا بمشاعر اكتسبها من أحداثها، وعى بذلك أم لم يعِ! ولبداية جديدة، علينا أن نكون واعين بمشاعرنا، حتى السلبي منها، لا بأس! فنحن بشر لا روبوتات؛ حينما نُدرك وقع الأحداث علينا، ونعي مشاعرنا المتأثرة بها، تكون لنا القدرة على إدارة هذه المشاعر، وتحقيق التوازن النفسي، وهو المطلوب في النهاية لحياة سعيدة؛ فما كان من أخطاء يمكن إصلاحها، أصلحناه. وما لا يمكن إصلاحه، نتعايش معه ونتجاوزه، وما كان من آلام أصابتنا، لا يد لنا فيها، صبرنا عليها، ورضينا بقضاء الله فينا، {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}. نتقبل الواقع المُرّ الذي لا يمكننا تغييره، ولا تحسينه، ونجعل منه عتبةً في سلم السعادة والنجاح، لا عقبةً تُعيقه! ولنتخذ من النسيان، هذه النعمة الكبيرة، ردءًا لكل الأخطاء والآلام، وكما قال الشاعر الأمير خالد الفيصل:

يا نعمة النسيان يا رحمة اللهلولاك أنا عزّاه وش كان سويت

خالد الفيصل

وما كان من إنجازات، أو مشاعر فرح، ونفوس متزنة وسعيدة ظفرنا بها في الإجازة، فلنحافظ عليها، ولنستثمرها كوقود للعام الجديد، وشرارة نجاح أخرى في قطار السعادة، لنحافظ على الجذوة مشتعلة، ولا نسمح لقسوة الروتين بإطفائها.

                                                                    ***

العودة للنظام والروتين ⏰

أمامنا أكثر من 9 أشهر ستسير فيها الحياة تقريبًا على وتيرة واحدة، وهذه نعمة كبيرة من الله، تساعد في التخطيط، ووضوح التصور للخطط، والانضباط في التنفيذ، لمن استغلها بصدق.

إننا أمام بدايات جديدة بكل المقاييس، التغير والتطوير بأيدينا نحن، ونستطيع أن نبدأ بداية جديدة؛ إذا ما ألقينا نظرة متفحصة على نتيجة العام الماضي بشكل عام، أو في أمر معيّن نقصده، سنجد أننا أمام منعطفين: النجاحات والإخفاقات؛ ففي حالة الإخفاق التي قد نكون مُنينا بها في أمر ما، من الطبيعي أن نُلحق اللوم بالمتسبب، سواءً كان أنفسنا أو غيرنا، لكن لا نجحف في ذلك، ولا ينبغي أن نقف عنده كثيرًا؛ ليكن لومًا يؤدي إلى نتيجة وكفى، ثم ندرس أسباب هذا الإخفاق، لنكتشف الحلول المانعة لتكراره.

وفي حال النجاحات، يجدر بنا معرفة جوهرها، وما ساعد في تحقيقها، فهل من الأفضل تكرار الطريقة نفسها؟ أم تطويرها؟ أو تغييرها؟ لا يليق بنا أن نُخفق بعد أن نجحنا، والسبب الإهمال أو سوء التدبير.

                                                ***

الوعي الاستهلاكي 💵

مع بداية العام الجديد، نجد أننا بحاجة لشراء حاجات كُثر، سواء فيما يتعلّق بحاجيات المدرسة، أم غيرها، وقد أدرك التجار ذلك، فانهالت العروض على كل شيء، حتى ما لا علاقة له بالدراسة؛ وهذا جميل في الحقيقة، وكما أن لدينا تُجارًا أذكياء، يجدر بنا أن نكون متسوقين أذكياء 😉ولا ننجرف في سيل العروض لنتفاجأ بعجز الميزانية، وتكدّس المشتريات. الأمر بكل بساطة تحديد الاحتياجات وفق الميزانية المخصصة لها. ثم الاستفادة من العروض مع مراعاة الجودة، لأن السعر المناسب في السلعة الرديئة، يكلفك سلعة أخرى بعد مدة قصيرة، في حين أن الجودة تضمن لك عدم الإنفاق المتكرر لنفس السلعة. ولا يعني وجود العروض شراء ما لا حاجة له، لا بد من تفعيل المتسوق الذكي بدواخلنا. قد يُفيدك مقالي هذا في تحقيق الوعي الاستهلاكي.

                                                  ***

استراتيجية الدراسة الناجحة 📚

جميل أن تجلس الأسرة جلسة البدايات الجديدة، تتجاذب فيها أطراف الحديث حول الدراسة، الهموم والأحلام، المخاوف والرغبات، المشكلات والحلول، في هذه الجلسة، يشعر الأبناء بأهمية العام الجديد، ويشعرون بوجود الآباء بقربهم، ومساندتهم، وأنهم يشعرون فعلًا بهم، ويهتمون لأجلهم. من الطبيعي أن ينوي الأبناء أن يبدؤوا البدايات الجديدة بنشاط وحماس، ولكن الحديث مع والديهم، يجعلهم يستشعرون ذلك بصدق. فحينما تنطفئ جذوة الحماس، بضغط الروتين وصعوبات الحياة، سيشعل لهم ذلك شمعة الأمل من جديد.

مفيد أن يشعر الأبناء بحزم الآباء المقترن بالمرونة، المعترف بالقدرات الفردية. فهذا يجعلهم يسعون لبذل أقصى قدراتهم، وهذا المطلوب، أن يسعون وعلى الله تدبير العمل، ومما يجدر بنا هو توجيه الأبناء إلى الاجتهاد والعمل، مقترنًا بالتوكل على الله، ممزوجًا بالدعاء في كل حين. البداية الصحيحة تُسهم وبشكل كبير في تحقيق نتائج مرضية بحول الله.

عام دراسي سعيد، وبدايات مشرقة ناجحة أرجوها لكم.

                                                                                     مريم الهاجري

لطلب خدمات الكتابة والتدريب الشخصي


مشاركة
عـمـــــــــق

عـمـــــــــق

على سبيل الفضول والبحث والطموح كل اثنين ستشرق "عمــق" بها شيئًا من قناعاتي وقراءاتي وعاداتي كي نرتقي معًا

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من عـمـــــــــق