الليالي العشر الفاضلات وليلة القدر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

مبارك عليكم العشر الفاضلات، التي تُعد خير ليالي الدنيا، وإن كان رمضان أفضل الشهور، فهذه الليالي العشر أفضل ليالي رمضان، فيها ليلة القدر، و{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. قال القرطبي في تفسيره لهذه الآية: 

"وفضيلة الزمان إنما تكون بكثرة ما يقع فيه من الفضائل . وفي تلك الليلة يقسم الخير الكثير الذي لا يوجد مثله في ألف شهر . والله أعلم .

وقال كثير من المفسرين : أي العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر"

في هذه الليلة ما دعا مسلم بدعوة إلا استُجيبت له.  "فقد صح عن رسول الله ﷺ أنه قال: {من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه}. متفق على صحته. وقيامها يكون بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن وغير ذلك من وجوه الخير. وقد كان النبي ﷺ يخص هذه الليالي بمزيد اجتهاد لا يفعله في العشرين الأول. قالت عائشة رضي الله عنها: "كان النبي ﷺ: يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها". وكان أصحاب النبي ﷺ ، وكان السلف بعدهم، يعظمون هذه العشر ويجتهدون فيها بأنواع الخير."(من إجابة الشيخ ابن باز عن فضل ليلة القدر)

في أي تاريخ تكون ليلة القدر؟

إن تحديدها على وجه الخصوص غير معلوم، ولكننا متأكدين من أنها إحدى الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان، ومن فوائد عدم تحديدها بتاريخ معيّن، أننا نجتهد في العبادة أكثر طيلة الأيام العشر، وكأنها برنامج مكثف، فتعتادها قلوبنا وأبداننا، مما يجعل استمرارنا عليها -كلها أو بعضها- بعد رمضان أمر أيسر من ذي قبل.

فلنجتهد بالصلاة والقراءة والذكر والدعاء والرجاء فالله أحنُّ وأبرُّ وأكرم. فلو أن الواحد منّا صلّى في كل ليالي العشر وقرأ ودعا ربه، فلا بد وأنه سيوافق ليلة القدر، وسيستجاب له، وأفضل الدعاء فيها ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة حينما سألته في الحديث الصحيح: 

 {قلتُ : يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن علمتُ أيَّ ليلةِ القدرِ ما أقولُ فيها ؟ قال : قولي : اللهمَّ إنك عفوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي}

اللهم بلغنا ليلة القدر، ووفقنا للقيام فيها، وتقبل منا.

اللهم الْطف بنا وبعبادك المستضعفين في الأرض، اللهم كن لهم عونًا ونصيرًا، اللهم انصرهم، واجبرهم، واربط على قلوبهم، واجمع كلمتهم على الحق والتوحيد، واختم رمضان لهم بالنصر والتمكين يا رب.

أشكرك حيث وصلت معي لختام العدد الرابع من أعداد نشرتي الرمضانية.. تقبل الله منا ومنكم، مشاركتك للعدد ستكون في ميزان حسناتك بإذن الله. وإلى العدد الخامس والأخير من الأعداد الخاصة برمضان، أستودعكم الله.

فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته