عـلامات قبول العمل، والطرق المساعدة على ذلك

بواسطة مريم الهاجري #العدد 31 عرض في المتصفح
صدقني لن يفوتك شيء مهم تتحسّر عليه كفوات شهر مضاعفة الأجور والحسنات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مَنَّ الله علينا بالأسبوع الأول من رمضان في أجواء روحانية دافئة، فله الحمد؛ إنها مِنَّةٌ عظيمة أن يتفضل الله علينا بقلوبٍ منيبة، مخبتة، تحفُّها بركة رمضان، ومشاعر الشوق إلى الجنان، مما يزيدها تقربًا إلى الله.

والمسلم في رمضان يتقلّبُ في نعم الله الكثيرة، والأنواع الجليلة من نوافل الطاعات التي تُزكي نفسه، وتُريحها بعد هموم العام التي أرهقتها.

في رمضان يحظى المسلم بشرف الزمان الذي تتضاعف فيه الحسنات، وما أجمل  قول الشيخ عبد العزيز ابن باز -رحمه الله- في ذلك. فلا ينبغي لنا أن نتساهل في هذا الزمن الشريف بتتبّع المُلهيات التي ستحل بالطبع أماكن النوافل، إن لم تؤثر على الفرائض والواجبات. -وكما نعلم جميعًا-، فكل ما يكون ويُعرض في رمضان سيكون ويُعاد بعده، صدقني لن يفوتك شيء مُهمٌ تتحسّر عليه كفوات شهر مضاعفة الأجور والحسنات، فلو عملت حسنة لتضاعفت في رمضان أكثر من مضاعفتها في غيره، فهل يليق بالعاقل الفطون أن يُضيّع مثل هذه الفرصة!

لقد عرف الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك، فكما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري: {كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أجودَ الناسِ بالخيرِ ، وكان أجودَ ما يكون في شهرِ رمضانَ حتى ينسلِخَ ، فيأتيه جبريلُ فيعرضُ عليه القرآنَ ، فإذا لقِيَه جبريلُ كان رسولُ اللهِ أجودَ بالخيرِ من الرِّيحِ الْمُرسَلَةِ}. عرف رسول الله فضل رمضان ومضاعفة الحسنات فيه، فضاعف العمل رجاء الثواب، وهو -بأبي وأمي- خير من يُقتدى به، صلوات الله وسلامه عليه.

إن أعمال البر عمومًا وفي رمضان خصوصًا تُعزّز الرحمة والتسامح في النفوس، وتُرقق القلوب. كذا مجالس رمضان يحفُّها الحب والطمأنينة والسكينة، سواء على مائدة الإفطار أو بعد التراويح، قلوبٌ خاشعة ذاكرة، يجدُر بها التذاكر والتدارس والحثُّ على الخير، واكتساب الأجر، وحفظها من كل ما قد يجرح الصيام، أو يُقلل من حرمة الشهر الفضيل.

صورة من بنترست تعكس الأجواء الروحانية في رمضان بتصميم يجمع مساجد ومصحف وهلال

صورة من بنترست تعكس الأجواء الروحانية في رمضان بتصميم يجمع مساجد ومصحف وهلال

تذكرة:

إننا نعمل في رمضان، ونرجو من الله القبول، فكيف نعرف هل قُبلَ منا عملنا أم لا، وذلك أمرٌ غيبي؟

لقبول العمل علاماتٌ وأسباب، فأما قبل العمل:

  1. الحرص على إتمام صورة العمل وهيئته، على أحسن صورة وأجملها وأتمّها، وأن يكون متابعًا فيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم تمام المتابعة قدر الإمكان.
  2. الحرص على الإخلاص وصدق النية. مع التذكير بأن ما ابتُلي به المسلمون اليوم من تصوير ونشر لأعمال البر قد يصاحبه الرياء مما يؤدي إلى بطلان هذا الشرط 😔
  3. الانكسار بين يدي الله، وعدم الإدلال بالعمل عليه، وإخفاؤه وعدم التحدث به وذكره للناس.
  4. الإلحاح على الله بالقبول والرضا وعدم الرد.

وأما بعد العمل:

  1. انشراح الصدر، وانفساح القلب بعد أن انزاح عن كاهله ما كان يُثقله من أدران، قال تعالى في سورة الشرح: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ}.
  2. المسارعة في العبادات، والخفة إلى الطاعات، وعدم استثقال القربات.
  3. التوفيق للعبادات والطاعات، فإن من جزاء الحسنة الحسنة بعدها.
  4. أن يكون الحال بعد الطاعة أحسن منه قبلها، فيكون حالك بعد رمضان أحسن منه قبل رمضان؛ قال ابن عطاء: "من وجد ثمرة عمله عاجلاً، فهو دليل على وجود القبول آجلاً".
  5. ومن أعظم علامات القبول، المداومة على فعل الخيرات، وعدم الانقطاع عن العبادات، والاستقامة على القربات، فإن {أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ} كما روى الإمام البخاري عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم.

رزقنا الله وإياكم حسن العمل وحسن القبول.

إشراقة:

رمضان شهر الدعاء، لنحرص على الدعاء بالخير لنا ولأهلينا، وأحبابنا ومن له حق علينا، وللمسلمين المستضعفين في الأرض الذين لم يهنؤوا بصيام رمضان حتى الساعة، جبر الله مصابهم يا رب.

أشكرك حيث وصلت معي إلى ختام هذا العدد، لا تنسى مشاركته مع الآخرين إن رأيته مفيدًا لتكسب الأجر، والاشتراك إن لم تكن مشتركًا لتصلك أعداد رمضان وما بعده بحول الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة
عـمـــــــــق

عـمـــــــــق

على سبيل الفضول والبحث والطموح كل اثنين ستشرق "عمــق" بها شيئًا من قناعاتي وقراءاتي وعاداتي كي نرتقي معًا

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من عـمـــــــــق