فن العلاقات

بواسطة مريم الهاجري #العدد 24 عرض في المتصفح
كن لطيفًا.. ولتتذكر الأماكن لطفك قبل البشر!

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله

أرحب بكم في عدد جديد، ومختلف نوعًا ما.. مختلف في موضوعه، ومختلف في توقيته.. تعذر نشره في الثامنة صباحًا كالمعتاد، كان عندي اختبار نهائي اليوم، وقدمته بكل امتياز بفضل الله.. والآن أنشر لكم هذا العدد، فحي هلا.

من خلال بحثي البارحة لإعداد هذا العدد، وجدت تدوينة من تدويناتي التي لم ترَ النور، وأحمد الله على ذلك، كما أحمد الله كثيرًا على وجود أختي الكبرى -نجلاء- في حياتي.

في تلك التدوينة ذكرت أني تعرضت لموقف ما، وأردت وضع النقط على الحروف -كما يقولون- ولكن نجلاء بحكمتها منعتني، مع إشعاري بالقوة في نفس الوقت، وهنا تكمن حكمتها. قالت: (لا تخسري فلانة لأي سبب كان)، وكأنما أيقظتني من غفلة!

لا يخفى أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، لابد أن يخالط ولو عدد قليل من الناس، هؤلاء ليسوا -بطبيعتهم البشرية- منزهين عن الأخطاء، وكما قال أبو العتاهية:

أتطلُبُ صاحبًا لا عيبَ فيهِ            وأي الناسِ ليسَ لهُ عيوبُ

الديوان

بعض الناس سمح، لين، تحب معشره. وبعضهم متوازن في علاقاته، وبعضهم فضٌ غليظ.

وأنت على كل حال لست مسؤولاً عن أحد منهم، أو عن تغييره، أنت مسؤول عن نفسك فقط!

صورة معبرة عن اختلاف الناس في طبائعهم وسلوكهم

صورة معبرة عن اختلاف الناس في طبائعهم وسلوكهم

وأنت في علاقاتك مع ثلاث أطياف من البشر:

🔹من تخفض لهم جناحك، تتودد لهم، ولا تنظر لما تعتقد أنه خطأ منهم، أو تجازيهم عليه مهما يكن. (الوالدان وإن علوا).

🔹من تخفض لهم جناحك، تتودد لهم، وتغفر زلاتهم قدر المستطاع، وتغض الطرف عنها، وتعاملهم بالحسنى. (أسرتك المقربة: إخوة، زوج، أعمام، أخوال).

🔹من تكون لطيفًا سمحًا هينًا لينًا معهم، تبذل لهم المعروف، ولا تنتظر شكره لسمو أخلاقك، وفي ذات الوقت لا تسمح بالتطاول على حقوقك وظلمك، وإن كانت المعاملة بالحسنى هي الأولى في كل حال، وبها يستقيم حال المرء، وبالتالي حال المجتمع؛ ولكن في بعض الأمور والحوادث تحتاج إلى الحزم منعًا للمتطفلين وقليلي المروءة والذوق.

ختامًا، أحب التركيز على النقطة التي نبهتني لها نجلاء، (لا تخسري فلانة أبدا)!

قدر ما تستطيع، اصنع حولك عدد كبير من الأحبة، وقلل عدد الأشخاص الذين تتعارض أفكارك ورؤاك معهم، لا خير في الخصومة، مهما يكن، اسعَ إلى أن تجد أرضية مشتركة بينك وبين الآخرين، ولو كانت أرضية اللطف في العلاقة، واحترام وجهات النظر.

وتذكر أنك لا تطلب من الناس أن يكونوا نسخة منك، ولا ترجو أن يكونوا أعداءك ولا على خلاف معك بالطبع.

في لهجتنا المحلية وصف يقال للشخص الهين اللين (ما يوجع أحد، حتى القاع اللي يمشي عليه). أعرف أشخاصًا بهذا الوصف، ومع ذلك يملكون من قوة الشخصية، وثبات الرأي، وقوة البأس والعزيمة، ورباطة الجأش ما جعلهم وجهاء في أقوامهم.

قوة الشخصية لا تعني العنف والفضاضة.

واللين واللطف لا يعني الخنوع والضعف.

طاب مساءُكم 

أشكرك حيث وصلت معي إلى هنا، أرجو أن العدد كان خفيفًا مفيدًا، إن أعجبك فشاركه مع الآخرين ليستفيدوا، وإن أحببت الاطلاع على المزيد من نشرتي فاضغط زر الاشتراك ومرحبا بك.

مشاركة
عـمـــــــــق

عـمـــــــــق

على سبيل الفضول والبحث والطموح كل اثنين ستشرق "عمــق" بها شيئًا من قناعاتي وقراءاتي وعاداتي كي نرتقي معًا

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من عـمـــــــــق