استفاقة رنــــا! |
| 17 نوفمبر 2025 • بواسطة مريم الهاجري • #العدد 88 • عرض في المتصفح |
|
بعض المرايـــــا أصدق من أنفسنا!
|
|
|
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. |
|
حياكم الله جميعًا.. رفقاء الدرب.. والمشتركون الجدد..أسأل الله أن يعينني على تقديم الفائدة لكم.. |
|
هل تجدون صعوبة في التفاعل مع ما أكتبه لكم؟ إن كانت الإجابة نعم.. فأرجو منكم مراسلتي هنا وشرح المشكلة، لأتواصل مع الموقع لحل الإشكال.. وكما أني أكتب لأجلكم.. فإن تفاعلكم يشكل وقودًا لي لأستمر. |
| *** |
|
وقفتْ أمام المرآة.. لتُفاجئها الأخيرة: "تبدين جميلة حتى وإن كبرتِ!" |
|
صدمتها الكلمة الأخيرة.. حدّقت جيدًا في الخيال الذي تعكسه المرآة.. "يا الله.. إنها أنا.. حقًا لقد كبرت!" |
|
مشتْ رنـــا في الممر الطويل لتدخل غرفة أبنائها.. وتفتح الدواليب.. لقد تغيرت مقاساتهم فعلًا.. وهذه ساعات الصباح المرحة تفتقد ضجيجهم.. لقد ذهبوا للمدرسة.. ولم يعودوا صغارًا! |
|
يا إلهي .. كيف مضت السنون ولم أستمتع بطفولتهم! لا.. بل لم أستمتع بحياتي! |
|
خرجت رنـــا تجرُّ خُطاها إلى مكتبها متحسّرة.. ما الذي فعلته وماذا أنجزت؟ |
|
أطلقت تنهيدة طويلة.. ثم شرعت تبحث عن شيء.. لا تعرف ما هو.. ولا عمّا تبحث.. حتى وجدته؛ إنه سجل أفراحها.. جلست على كرسيها تقلّبه، تفتح الصفحات بالجملة.. لتجد تهاني والديها بتخرجها، وفخرهما بها.. ثم تبريكات زواجها.. وبينهما وبعدهما صفحات وجدت فيها تهاني تميزها في العمل خلال حفل التكريم السنوي، ووجدت الكثير من التهاني والتبريكات لإنجازات عظيمة كان من أهمها تكوين الأسرة ومجاهدتها لرعايتها.. |
|
أرخت كتفيها المشدودتين.. وأمالت رأسها مبتسمة: فلتكبري يا رنـــا.. صحيح أن العمر قد مضى سريعًا.. ولكنه قد مضى جميلًا.. بكل قسوته وشدائده.. لم يكن سيئًا دائمًا.. كما أنه لم يكن باسمًا في كل حين. |
|
ثم فتحت دفتر مذكراتها لتكتب.. |
|
أنا رنـــا..كنت صغيرة كل همّها أن تلعب.. ألعب مع أمي المشغولة، وأبي المنهك.. وإخوتي وبنت جارنا ومع القطة.. |
|
ثم كبرتُ.. لأهتمَّ بدراستي، ثم زوّجني والدي بمن ارتضاه لي.. وكوّنت معه أجمل أسرة.. نسيت فيها نفسي، كنت أُخططُ لأحلامي.. ولرعاية أسرتي، وأكبر همي أن لا يطغى أحدهما على الآخر.. لكني نسيت نفسي! |
|
نعم.. لقد نسيت أن أستمتع بأطفالي.. وبحياتي الخاصة.. نسيت أن أتعبّد ما دمت شابة صحيحة، نسيت أن أعيش اللحظة مع إخوتي وصديقاتي.. |
|
هل تلاشت مشاعري أمام صناديق أهدافي الجامدة؟! |
|
ليتوقف كل شيء الآن.. |
|
كيف لم أشعر بمضي السنين، وتعاقب الليل والنهار حتى نطقت لي المرآة.. أأشفقتْ عليّ؟! |
|
لا.. لا تُشفقي عليّ.. نعم كبُرتُ.. |
|
ولن يتوقف أي شيء.. |
|
لكنني أدركت حجم التغيير.. وأنه يجب أن أعيش اللحظة.. ولا أجري لأجلها وحسب.. فهناك اهتمامات تعلو على كل الاهتمامات! |
|
رنــــــــــــــــا |
| *** |
|
هل هذه استفاقة رنا... أم استفاقتنا كلنا؟ |
| للتواصل وطلب الخدمات |
| تجدني هُنـــــا |

التعليقات