هل تعيش وفي يدك مطرقة؟ |
16 يونيو 2025 • بواسطة مريم الهاجري • #العدد 68 • عرض في المتصفح |
الحياة جميلة ويكمنُ جمالها في بساطتها..
|
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. |
رفقاء الدرب.. وشركاء النجاح.. حياكم الله وبارك في أعماركم وأعمالكم وأهاليكم.. ومرحبا بالمشتركين الجدد، حللتم أهلًا ونزلتم سهلًا، ما أجمل أن تجد قُبيل كتابة كل عدد مشتركين جددًا يُزينون قائمة أهلك وأصدقائك، فلكم كل الشكر والتقدير. |
*** |
قبل 3 سنوات كتب مشاعري ورؤاي هذه جرّاء مواقف تحدث أمامي ولا تروق لي.. واليوم، مع إطلالة الإجازة الصيفية علينا.. ربما تتكرر مثل هذه المواقف، لذلك عزمت أن ترى أفكاري النور بعدما تجاوزت الثالثة من عمرها. فرفقًا بي وبمشاعري.. فأنا لا أفرضها عليكم، ولكنها وجهات نظري التي تزوركم كل اثنين، فبكرمكم أحسنوا وفادتها. |
*** |
![]() صورة لمطرقة بيد قاضٍ، من بنترست |
(هذا رأيي ولا أحب أن تناقشني فيه)،، |
إنه شعور ورأي الأغلب من بني البشر، ولا ضير في ذلك ما لم يخالف شرعًا أو قانونًا أو عرفًا. إننا لا نحاسب الناس على مشاعرهم ولا قناعاتهم أو آرائهم، لسنا موكلين بذلك، تمامًا كما لا نحب أن يحاسبونا أو يناقشونا. المشكلة ليست هنا، المشكلة هي الغياب الحقيقي للوعي، فحينما تُنصّب نفسك مناظرًا أو مناقشًا لقرارات الآخرين وأفكارهم ومشاعرهم وآرائهم، ومفنّدًا لها بسبب عدم اقتناعك بها، فأنت في الحقيقة تفرض عليهم قراراتك وأفكارك ومشاعرك وآرائك دون وعي منك بذلك.. فمن الذي أعطاك هذا الحق ومنعهم منه؟! هذه حقيقة يجب الانتباه لها، بل هي جوهر الحقيقة في هذا الموضوع؛ فالحق الذي تهبه لنفسك لا ينبغي أن تسلبه من غيرك. |
من زاوية أخرى، أحيانًا تتمسك بصحة رأيك وخطأ رأي الشخص المقابل، وترى أنّ عليه الاقتناع برأيك وتبنّيه والعمل به وترك رأيه هو، ويكون هذا في موضوعٍ يجب أن لا يختلف فيه اثنان؛ كطريقة اختارها الآخر ليقضي بها شأنا من شؤونه ولا تؤثر عليك ولا على غيرك -تأثيرًا ذا بال- لا من قريب ولا من بعيد سوى أنك تُحب له الخير وهذه الطريقة لا تعجبك! بصراحة: يا للعجب! تفرض وجودك ورأيك في حياته ولا ترى هذا تدخلًا صارمًا منك وقمعًا لشخصيته ورغباته؟! |
كل ما سبق أضعه في كفةٍ، وأن يكون الشخص الآخر من كبار السن في كفةٍ أخرى؛ شخصٌ قد بلغ الخمسين أو تجاوزها قليلًا أو كثيرًا، ثم تجيء أنت لتُفنّد آراءه وتُبيّن خطأها وتُلغيها وتطلب منه بأدب أو فضاضة -كلاهما سيّان- أن يتركها ويتبنى آرائك وتوجهاتك! |
خمسون عامًا أو تزيد ربما وصلت الثمانين أو التسعين.. |
خمسون عامًا من العمل والكدّ والألم والأمل.. |
خمسون عامًا من اللقاءات والتعارف بالأشخاص والقبائل والمسؤولين.. |
خمسون عامًا من الخبرات والتجارب والمشكلات المحلولة والمعلّقة.. |
خمسون عامًا من الآهات المكبوتة والمُعلنة.. |
خمسون عامًا لو دُوِّنت مذكراتها ربما أثرت المكتبة العربية.. |
ثم تجيء أنت بكل الحب تطلب منه ترك كل ذلك وبكل إصرار لأنه في نظرك لم يعد مناسبًا، وعليه تبّني خبراتك - الأقل طبعًا- ووجهات نظرك التي لم تُبنَ على دراسةٍ أو تجربةٍ أو حتى نظرية!. |
على أي أساس طلبتَ منه هذا وبهذه الصورة وبأي حقٍ قدمته له؟ |
وأشد ما يؤلمني في الموضوع، هو طلب مثل ذلك في أمور بسيطة جدًا والاشتداد في طلبها من كبير السن والمعمّر. |
هذا الذي بلغ من العمر ما بلغ، أليس من حقه أن يعيش حياته كما يحب؟ |
أن يتصرف في شؤونه كما يحب ما لم يخالف شرعًا ولا قانونًا ولا عرفًا؟ |
هذا الذي قاسى في الحياة ألوانًا من الأذى والألم، ومرّت به الحياة صيفًا لاهبًا أو شتاءً شاحبًا، أليس من حقه أن يبحث عن بعض نسمات الربيع كما يريد قبل أن يموت! |
أيّه الأحبة.. الحياة جميلة ويكمنُ جمالها في بساطتها.. |
لنبتعد عن المثاليات ونعيشها بعفوية، بعيدًا عن التعقيدات، أو على الأقل.. لنسمح للآخرين أن يعيشوا حياتهم كما يحبون بلا منغصات من تدخلاتنا (المُحبة) لهم. |
خمسون عامًا كفيلة برسم حياة هادئة ووادعة لأصحابها. |
بقلم: مريم الهاجري |
الدمام.. ٨ شوال ١٤٤٣ |
٩مايو ٢٠٢٢ |
التعليقات