نشرة مريم بازرعة البريدية - العدد #2 |
بواسطة مريم بازرعة • #العدد 2 • عرض في المتصفح |
وما أدراك ما همزة (إنّ)
|
|
مرحبًا .. هل تذكرون أنني توقّفتُ عند حركة همزة (إنّ) في النشرة السابقة؟ اليوم سنتحدّث عنها بإيجاز. |
ذكرتُ في النشرة السابقة أنني كنت أفكّر في ضبط همزة "إن" بالحركة المناسبة؛ ذلك لأنّها قد تكون مفتوحة وقد تكون مكسورة حسب مواضع معينة. |
وقبل أن أتحدّث عن ذلك المبحث، خطر لي أن أوضّح أن الاهتمام بالفصحى وقواعدها من نحو وإملاء وخلافه إنّما ينبع من قيمتها في نفوسنا؛ فهي ليست قواعد صارمة نحب أن نلتزمها لأنّنا نحب التعقيد أو لنشعر بأننا مميزين مثلًا. لا، بل لذلك الالتزام أسبابه، والتي حاولت أن أفسرها بأنّها: |
١. أسباب قيميّة: إنّنا نحترم لغتنا ونحترم قوانينها، كما يحترم الناس قوانين أي شيء كالمرور والعمل والدوام، والسفر وأنظمته. |
٢. وأسباب جماليّة: تكمن في أننا لو كسرنا القاعدة لتأذى سمعنا وفسد مزاجنا، ولو انتشر الخطأ لكان ذلك أدهى وأمرّ لأننا سنعتاده - فنحن بشر- ولن نعُد نلاحظه أو نشعر به؛ لافتقاد الحس و اضطراب ميزان تلك الجماليات اللغوية السمعية. وكل شيء جميل إنّما صار جميلا بقدر ما يُلتزم فيه بميزان جمالياته وقوانينها. ، كالخط العربي والتصميم البصري و الأداء الصوتي وغير ذلك. |
٣. وأسباب دينية: وهي أن لغتنا العربية دين، فبها يُفهم القرآن والحديث والأحكام الفقهية، وكما قال الفقهاء: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، أترك الاستنتاج لكم. |
٤. بالإضافة إلى المتعة العقلية: هل أنت ممن يستمتعون بحل مسائل الرياضيات؟ إن كنت كذلك فاعلم أن حل المسائل النحوية بقياس الكلام على قواعد النحو له متعة عقلية مشابهة لمتعة حل المسائل الرياضية. |
وعليه دعوني أعلّمكم شيئا ربّما تجهلونه، وأذكركم إن كنتم قد نسيتم بدرس يتعلق بحركة همزة إنّ ، فهي قد تأتي أنّ بفتح الهمزة، وقد تأتي إنّ بكسرها. وبالطبع نتحدث عن إن الناسخة التي تدخل على الجملة الاسمية فتنصب الاسم ويسمى اسمها، وترفع الخبر ويسمى خبرها وفي رأي أنها تعمل فقط في الاسم ويبقى الخبر مرفوعًا على الأصل. |
لنبدأ بأبرز مواضع كسر همزة إنّ: |
١. أن تكون في بداية الكلام، ومن ذلك: إن العيونَ التي في طرفها حورٌ، وإن العلا حدّثتني وهي صادقةٌ، إنّ الرسولَ لنورٌ يُستضاء به. ولا إشكال فيها ولا صعوبة لإننا حتى في كلامنا العامي نكسر همزة إن. |
٢. أن تقع بعد القول وما تصرّف منه، وهذه الحالة كانت تعجبني عندما درسناها في المدرسة، وكنت أسعد عندما أكتشفها في آيات القران الكريم وكأنني قد عثرتُ على كنز، ومن ذلك: "قال إني عبدالله"، "قل إني أمرتُ .. ". |
٣. أن يكون في خبرها لام مؤكدة، كقوله تعالى في سورة العاديات: (أَفَلَا يَعْلَمُ … إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) |
هذه أبرز ثلاثة مواضع لكسر همزة إنّ، وأظن هذا القدر من المعلومات حولها كافيًا. |
أنا مؤمنة بإن إتقان القليل هو الطريق إلى إتقان الكل؛ لأنه يكوّن لديك قاعدة معرفية تستند إليها، و يمكنك أن تبنيَ عليها أو تضيف إليها؛ لذلك أكتفي بذكر ثلاث حالات، ولو أكثرت في ذكر الحالات و استقصيتها لما استفاد القارئ شيئا، لأن الكلام الكثير يُنسي بعضه بعضًا. |
حياتكم طيبة 🌱 |
التعليقات