ما بين الابتعاد والعودة.. شيءٌ تغيّر في داخلي |
3 يونيو 2025 • بواسطة إبراهيم حمزة • #العدد 15 • عرض في المتصفح |
هذا ما اكتشفته في المسافة بيني وبين المحتوى
|
|
لفترة طويلة، كان كل ما أفعله تقريباً يدور حول صناعة المحتوى أخطط، أكتب، أنشر، أراجع، أراقب الأرقام، وأحاول أن أحافظ على حضورٍ مستمر |
لكن في خضم هذا الاستمرار، بدأت أشعر بشيءٍ غريب: كأنني موجود، لكن ليس بالكامل كأنّ ما أكتبه صحيحٌ ونافع، لكنه لا يُشبهني تماماً وكأنّ صوتي، الذي بدأت به، قد تغيّر دون أن أشعر |
كنت أقاوم هذا الإحساس بصمت أُقنع نفسي أن هذا طبيعي، وأنه مجرد "مرحلة"، أو ضغط مؤقت.. لكن داخلي كان يعرف الحقيقة: ما أقدمه لم يعد يُعبر عني، ولا عن الطريقة التي أريد أن أكون فيها حاضراً |
فاخترت أن أبتعد. لا لأختفي، بل لأراجع المسار، وأستمع لنفسي من جديد.. بعيداً عن الضجيج، بعيداً عن الأرقام، بعيداً حتى عن "الواجب" |
وفي هذا الغياب، تغيّرت أشياء كثيرة.. أعدت التفكير بكل شيء: من أنا الآن؟ ماذا أريد أن أقول؟ ولمن؟ ولماذا؟ واكتشفت أنني لم أعد أريد أن أقدم محتوى فقط لأنني "أعرف"، أو "أستطيع" بل أريد أن أقدمه حين يكون في داخله صدقٌ كافٍ، يجعلني مرتاحاً وأنا أكتبه.. وواضحاً وأنا أرسله للعالم |
لهذا السبب، أنا هنا مجدداً لكن لستُ العائد نفسه، ولا الكاتب نفسه.. عدتُ لأتكلم بطريقة مختلفة، بنبرةٍ أنضج، وبخطٍّ يشبهني أكثر |
في الرسائل القادمة، سأشاركك هذا التحول ليس كدرس، ولا كخطة جاهزة.. بل كرحلة شخصية، قد تجد فيها شيئاً من رحلتك أيضاً |
شكراً لأنك ما زلت هنا وشكراً أكثر إن قررت أن تبقى |
كُن واضحاً، وإن تأخرت |
التعليقات