نشرة فلفل وردي - العدد #3 حتى لا يبتلعني الفراغ!

14 يونيو 2025 بواسطة عهود #العدد 3 عرض في المتصفح
ما كنت أتخيل إن الفراغ شعور ثقيل بهالشكل، مو لأن ماعندي شي أسويه بس لأني ما كنت أدري شنو المفروض أسوي.. أقعد بالساعات بدون هدف، أفتح الجوال، أتنقل من تطبيق لتطبيق، ومن فيديو لفيديو، وكل يوم ينتهي وأنا أحس إن الوقت مر بس ما صار شي.
كنت عاطلة عن العمل، وإلى حد كبير... كنت عاطلة عن الحياة.

الغريب إن أكثر شي كنت أشتاق له ما كان “وظيفة” بالمعنى التقليدي، لكن كنت أشتاق للشعور بأن لي دور، بأن لي معنى، بس بدل ما أبحث عن هذا الشعور صرت أهرب منه لدرجة إني أنهيت متابعة ٦ مواسم من مسلسل Chicago Med الطبي بمجموع ١٢٠ حلقة - أحس صرت مؤهلة أشخّص المرضى - ومو لأن العمل لهالدرجة خُرافي ولكن عشان أسكِّت الصوت اللي أسمعه داخلي وشعور انتظار شي يطلعني من الفراغ...

أفكاري كانت: إذا لقيت شغل، إذا بدأت مشروع، إذا تغير وضعي... ببدأ وأسوي وأفعل، وكنت أقنع نفسي إن الظروف هي السبب، مع إن الحقيقة إني كنت أنتظر الشي اللي في خيالي، الشي المثالي اللي يخليني أتحمس وأتحرك، لكن مع الوقت بدأت ألاحظ إني صرت أرفض أي فكرة ما تشبه “الصورة الكبيرة” اللي ببالي، كأني حاطة سيناريو معين، وأي شي غيره؟ ما يستاهل أبدأ فيه.

وفي يوم قلت لنفسي: لو هذي هي ظروفي ولو ما في شي خارجي بيصير الحين، شنو الشي اللي ممكن أسويه من مكاني الحالي؟ من الأشياء اللي عندي، من قدراتي أنا؟ وهذا السؤال غير كل شي.

سويت روتين بسيط، ما كان "إنتاجي" بالمعايير اللي يحطونها الناس، بس كان روتين يخليني أبدأ يومي بإحساس أفضل، بديت أركز على الأشياء الصغيرة اللي تخليني حاضرة: تعلم هواية جديدة، وجبة أطبخها لنفسي، كتابة عدد للنشرة، وحتى قعدتي بالحوش مع قططي صرت أقدرها.

اللحظات اللي نحسبها "بسيطة"، أحيانًا تكون طوق النجاة من دوّامة الفراغ، وهالتجربة علمتني مو لأني “عاطلة عن العمل” يعني ما لي قيمة، بس يمكن هذي المساحة اللي قدامي تنتظر أمليها بشي مني مو من برّا.

***

الفراغ يخوّف لأنه يعطيك وقت تسمع فيه كل شي - حتى الأصوات اللي ما تهم - بس لما تنشغل بأشياء فيها نية حتى لو كانت بسيطة، يبدأ عقلك يهدأ وقلبك يبدأ يشوف إن فيه احتمالات، مو بس نهايات مثل ماكنت تظن!

إحدى المهارات اللي أقضي فيها معظم وقتي مؤخراً ^ـــ^

إحدى المهارات اللي أقضي فيها معظم وقتي مؤخراً ^ـــ^

سؤال النشرة:

كيف تحمي نفسك من الفراغ؟

م. طارق الموصللي1 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة فلفل وردي

نشرة فلفل وردي

“فلفل وردي” هي مساحتي اللي أكتب فيها أفكاري بعيدًا عن زحمة الخوارزميات. هنا أدوّن تأملاتي واكتشافاتي الصغيرة وكل شيء أشوفه يستحق يطلع للنور. اخترت الاسم رغم إني ما أحب طعم الفلفل، بس مرات الأشياء اللي ما نحبها أو نختلف معها تكون هي اللي تضيف نكهة خاصة لرؤيتنا وتلون حياتنا بألوان جديدة. هالنشرة هي محاولتي لتذوق الحياة، حتى في اللحظات اللي تكون حادة شوي مثل الفلفل.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة فلفل وردي