في عالم يتغير بسرعة: كيف نحافظ على استقرارنا الداخلي؟

صباحكم وردي جميل كقلوبكم، أتمنى أن تكونوا دائما بكل خير، وأن تستفيدوا من هذه النشرة ولو بجزء صغير منها.

لنبدأ بسم الله ....

الاستقرار النفسي.... موضة أم حقيقة؟ 

نجد في كل مكان على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة محتوى مدربون الحياة والأطباء النفسيين، كلاما عن أهمية الاستقرار النفسي، والسلام الداخلي، وأشياء من هذا القبيل...

كثرة الكلام عن هذه الأشياء جعلت البعض يرى الأمر مبتذلا، بل ومضحكا، فإننا في عالم يزداد تعقيداً وتسارعاً كل يوم...

ولكننا في الحقيقة نجد أنفسنا في سباق مع الزمن، التقنية تتطور بسرعة، وتوقعات الحياة تتغير، ونحن مطالبون بالتكيف مع كل هذا التغيير.

ونفهم أن هذه الأشياء التي يعتبرها البعض مضحكة ضرورة وليست رفاهية... 

كيف نحافظ على استقرارنا الداخلي في وسط هذا  الزحام؟

التوازن بين الماضي والحاضر والمستقبل:

بالتأكيد سمعتم كثيرا عن العيش والاستمتاع في اللحظة الحالية، ويتساءل البعض، كيف أعيش في اللحظة الحالية فقط؟ دون تفكير في مستقبلي؟ أو الرجوع للماضي؟

في الحقيقة التركيز على الحاضر والآن ليس معناه أبدا أن ننسي كل شيء آخر، على العكس تماما، فالتركيز الزائد في الآن فقط أمر غير صحي على الإطلاق، لأن البعض قد يأخذه بشكل سيء فيستمتع بالآن حتى لو كان هذا الأمر سيضره لاحقا..

الحل في فهم التوازن بين الآن وأمس وغدا، أستمتع بالحاضر، مع التعلم من الماضي، والتخطيط للمستقبل.

المرونة النفسية:

من منا لا تواجهه أزمات في حياته؟ أو يصاب بإحباط في مرحلة ما ، وكأن كل ما يفعله ليس له أي أهمية؟

المرونة النفسية هي القدرة على التكيف مع التحديات والضغوطات التي نواجهها في حياتنا، دون أن نفقد توازننا الداخلي.

هي القوة التي تمكننا من الاستمرار في الحياة والتعلم من التجارب الصعبة بدلاً من الانهيار والبكاء والصراخ.

المرونة النفسية أبدا  لا تعني أن نتجاهل مشاعرنا السلبية، بل تعني قبولها والتعامل معها بشكل صحي، أن نفكر، هل الأمر يستحق حقا؟ أم يمكننا تجاوزه والتركيز على ما هو أهم؟

رحلة في كتاب:

بما أننا نتحدث عن النفسية، فكتاب العدد هو "المرونة النفسية" للمؤلفين كارين ريفيتش وأندرو شات:

يتحدث الكتاب بصورة بسيطة وسهلة عن كيفية التكيف مع الضغوطات التي تواجهنا كل يوم، ويعرض لنا نقاط ومهارات عملية لتساعدنا على بناء مرونتنا النفسية مثل:

• التعرف على نمطك الفكري: فهم الأنماط الفكرية التي تؤثر على ردود أفعالك.

• تنظيم  المشاعر : القدرة على التحكم في المشاعر السلبية.

• إعادة النظر من زاوية أخرى: تغيير طريقة التفكير في المواقف الصعبة.

• التحكم في ردود افعالك المندفعة: اتخاذ قرارات مدروسة بدلاً من ردود الفعل السريعة.

• التفاؤل "الواقعي": التركيز على الحلول الإيجابية الواقعية.

• التواصل الفعّال: بناء علاقات داعمة ومتينة.

• تحديد الأفكار التلقائية: تعلم كيفية التعرف على الأفكار التي تنشأ تلقائياً في المواقف الصعبة وتحليلها.

• تقييم المرونة الشخصية: استخدام أدوات لتقييم مدى مرونتك النفسية الحالية.

• التعلم من التجارب السابقة: استخدام الدروس المستفادة من الماضي لتعزيز المرونة.

• التدريب المستمر: التأكيد على أن بناء المرونة يتطلب ممارسة مستمرة وتطويراً طويل الأمد.

• تحقيق الأهداف: تحديد أهداف واضحة والعمل بمرونة لتحقيقها.

المرونة النفسية تماما كعضلاتك، تحتاج لتمرين وتدريب مستمر، تظل معك طوال حياتك، لذا احرص على العمل عليها بشكل دائم.

والآن موعدنا مع أفكار الصديقة فكرة الكتابية: 

سامحوني في فقرة ماذا قرأت أو سمعت الفترة الماضية، لأنه لم أسمع شيئا جديدا ، ستكون موجودة بإذن الله المرة القادمة.

كان هذا كل شيء لليوم، أتمنى أن تكون النشرة قد أعجبتكم وأفادتكم، سأكون ممتنة للغاية إن شاركتموها ليستفيد أصدقائكم ومن تحبون.

شاركوني ماذا تفعلون لتحافظون على استقراركم النفسي ومرونتكم النفسية؟ 

دمتم بكل ود، أراكم فى العدد القادم...