لما كرهت وهجرت هاتفي الجوال.

29 يوليو 2025 بواسطة د. هلال الهلال #العدد 151 عرض في المتصفح
قصتي مع هجرة الشاشة الزرقاء

من يومين، نظرت إلى بنتي بعد محادثة طويلة بيننا وقلت:

“شنو قاعدين نسوي؟

حرفيًا، شنو هذا اللي صاير؟”

كنا نتحدث عن إدماننا الغريب للهواتف الذكية.

قطعة زجاج صغيرة، بس كأنها تبلع عقولنا.

أول ما نصحى…

آخر شيء قبل النوم…

حتى وإحنا في الحمّام…

خلال ساعات العمل…

وحتى والمصيبة الأكبر؟ بين أولادنا.

هالنقطة هذي جرحتني.

صار أكثر من مرة بنتي تحاول تكلمني، وأنا عيوني عالشاشة…

أرفع رأسي ألاقيها ساكته، ووجها فيه نظرة خيبة أمل.

اوه.

ظليت أفكر:

هل فعلاً هالتليفون هو بس يسحب وقتي؟

يسحب مزاجي، هدوءي، وطاقتي؟

فتحت إعدادات الجهاز…

استخدامي اليومي؟

4 ساعات و44 دقيقة.

لحظة صمت رهيب

حسيت إني “خربان” من الداخل.

والأخطر؟

قريت دراسة تقول المراهقين يوصل استخدامهم إلى 8-10 ساعات يوميًا.

شيء مرعب على عقل وبعده ما اكتمل نموه.

أنا و بنتي صحينا. قررنا نعدّل. خاصّة مع اخوانها. بس هالقرار خلاني أفكر أكثر…

حذفت السوشال ميديا، بس…

نعم، حذفت الإنستجرام، التيك توك، وغيرها…

بس ما اختفى الإدمان…

بس بدل ما أضيع وقتي في الريلز، صرت أضيع وقتي في:

  • تحديث الإيميل أكثر من مرة
  • تفقد مجتمع “زاوية” كل شوية
  • مراقبة إحصائيات اليوتيوب
  • قراءة الأخبار السوداوية

وهذي النتائج:

  • أشتغل أقل… بس أحس إني دايم مشغول
  • الشغل يدخل بيتي… وحتى وقت راحتي
  • إذا الأرقام حلوة؟ دُوبامين
  • إذا الأرقام سيئة؟ قلق
  • وفي النهاية؟ أحس إن العالم مكان خانق

وأعرف شيء واحد:

لو ما عالجت هالعادة… بخسر وقتي، وطفولة عيالي، وكل لحظات الحياة اللي ما تتعوض.

بس لحظة… أنا أحب مجتمعي!

و هنا تكمن المعضلة.

أنا أحب مجتمعي، أحب أتجاوب، أتابع، أسمع، أكون متاح…

أعرف الفرق بين رد خلال 15 دقيقة، ورد بعد 48 ساعة.

لكن في المقابل؟

كنت ألقى نفسي ماسك الجوال في الليل، في الويكند، في وقت كنت متعهد فيه إني ما أشتغل.

في وقت الدوام؟

أقفز بين المهام، أتابع زاوية كذا مرة باليوم.

هل في حل؟

بين الاستجابة… والرعاية الذاتية

تعلمت مع الوقت:

ممكن تبني مجتمع عظيم، وترد على 100 رسالة باليوم… بس تدفع الثمن من صحتك، أعصابك، وأهم علاقاتك.

أيام نمو إنستجرام عندي، كنت أرد على كل DM شخصيًا.

بنيت سمعة رائعة: “Helal يرد دايم.”

بس على المدى البعيد؟

هل فعلاً هذا الشيء يخدمني؟

الجواب الصادق؟ لا.

أنا اليوم أحاول أوازن…

أكون حاضر، بدون ما أذوب.

أعطي، بدون ما أختفي من نفسي.

هل تقدر تتعلق بكلامي هذا؟

أدري إن كثير منكم يمرون بشي مشابه… خصوصًا صناع المجتمعات، المستشارين، اللي قلوبهم كبيرة.

خلونا نتعلم نحب “الناس” بدون ما نكره “ نفسنا”.

واخيرا شاركوني رحلتكم في اسنتجرام او X او تيليجرام

هلال

مشاركة
زاوية النجاح الشبه اسبوعية

زاوية النجاح الشبه اسبوعية

نشرات بريدية تعليميه اسبوعية لمقدمي الخدمات العرب

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من زاوية النجاح الشبه اسبوعية