نشرة ياقوت البريدية - ليش لا ؟ممكن

17 أغسطس 2024 بواسطة فاطمة #العدد 8 عرض في المتصفح
 ممكن فِرصة ،اغتنم الفرصة قبل فواتها" وقولهم: "لا تفوتك الفرصة".

قبيل يومين أو ثلاثة كنتُ أتحدث مع إحدى الصديقات عن كيف يمكن أن نسمح برجوع أشخاص في حياتنا ؟ من هنا استنتجنا عدة أسئلة بعد النقاش الذي طال وتوصلنا إلى كلمة " فرص

فرص الحياة 

يقول القانون ٣٤ : تذكر أنك لست محدودًا بفرصة واحدة أو مستقبل معين ؛ الحياة أوسع من أن تتمسك بشيء ظنًا منك بأنهُ قد يتكرر . 

 الحياة هي الساحة التي تضم في جوانبها وحناياها وزواياها ودولها وجوها وأمورًا وحياة وفرصًا قد تأتي إلينا مرة وقد تتكرر وقد لا تعود وبالمثابرة تعود..!الفرصة تحتاج منا الانتباه إليها وانتظارها واستثمارها وتحويلها لواقع وما يخدم الأهداف..

قد تأتي لنا فرص كثيرة ونستثمرها ونستفيد منها إلا إن هذه الحياة بحجمها وضخامتها لا تخلو من أعداد وأعداء من البشر اللذين لا شغل لهم إلا الحسد وانتزاع الفرص من بين يد الغير لعدم الاستفادة والاستثمار والفرح بالفرصة التي جاءت إليهم..وقد يحولون طريقها من أن تكون أمامك!

الحياة دائمًا تقدم لنا فرص ثانية تسمى غدًا ،وقالت لي إحدى الصديقات عن الفرص في الحياة أنها تراها بطبيعة الحال متقلبه بالتالي أغتنام الفُرص ممكن يكوّن لي أمان ومعروف أن فُرص الحياة قليلة ولا تُعاد كرتها مرة أخرى فإنك واعيًا وقتها لتستثمرها فأنت أحسنت الإختيار، قد تتعثر والأمل يختفي والفرص تضيع لكنها لا تنتهي لذا تفاءل ولا تيأس أبدًا.

الحياة فرصها لا تتوقف مع ثقتك وتوكلك على الله وكل إنسان يُساق إليه رزقه مع إرادته وإصراره.

حديثي ليس مقتصر على الفرص في العمل أو الدراسة أو أشياء أخرى ماذا عن الفرص في العلاقات بين الأصدقاء بين الأقرباء والأحب إلى القلب؟ ماذا سيحدث عند تقديم فرص هل يراه الآخرين تنازل ؟ 

 عندما نلتفت إلى الوراء قليلًا ونعود إلى الواقع لا نرى المستقبل أمامنا فنحنُ استحضرنا الماضي للحاضر نبقى بخطواتٍ ثابتة لا نتحرك فهذا يدل على أننا عندما نقدم فرصة في علاقة سيئة جدًا لن نستطيع أن نتشبث بها بل سنستمر في الهمِ والغمِ ، سيضيع العمر كله هباءً منثورا دون طاقة لأنك تهدر وقتك في لا شيء ،في العدم لأنك سمحت بهذهِ الفرصة القاتلة لك، ستفقد نفسك وإن أردت عودتك سيكلفك الكثير والكثير حتى تسترجع عمرك .

كيف لك أن تسمح بإجبار نفسك على الآخرين ؟حتى وإن كُنت ترى أن هذا هو الصديق الوحيد الذي بقى لديك حتى اللحظة الأخيرة التي كنت تقول ستتغير الظروف ستتغير الحياة ، وتضع ألف عذر وتصنع مبررات ، دعني أقول لك ربما الإنسان نفسه هو الذي يصنع الظروف كي يرحل عنك أو عن الآخرين ، أو من الممكن أن يكون هذا صديق يتسلى ويلعب على جراح الغير وجراحك مِن ضمنها أنت أجل أنت ، عندما تعطي فرصة في مكانٍ لا رجاء منه يسقط جزء منك وتنهار كلك في النهاية ، عند الإنهيار من الذي سيمد يدهُ لك ؟ هل هو أنت أم الذي سنحت له حياتك بقتلك وأنت حي ؟

يقول البعض أتقتل الودِ بعدم إعطائك الفرص ؟ نحنُ لا نقتل الودِ يقول الاقتباس : سلامًا لِمن صان الودّ وحَفَظَ الوصل ، صديقًا كان أم حبيبًا لا يغيرهُ تقلبُ المزاج ولا شدّة الظروف ، يظلُ هذا الشخص الذي كان ومازال في حناياك لن يرحل عن ذكراك لكنك رحلت لأنك اخترت راحة نفسك بدلًا من العيشِ مُجبرًا على تحملِ الغلطات والتغاضي عنها .

وهل تمحو هذا الصديق أو الحبيب إلى آخره بأثر غلطة بسيطة ؟ إذ أن أثرُ الغلطات البسيطة ممكن أن يُغفر ، وماذا عن الغلطات البسيطة التي يتليها غلطةٌ لا تُغتفر؟ هل ستسمح لنفسك بالرحيل أم البقاء .! أسأل نفسك:

“هل الامر يستحق فعلاً فرصة ثانية؟”

 • هل بعد الكذب والخداع يمكن أن تستطيع فرصة أخرى انقاذ الوضع؟

 • هل بعد الخيانة يمكن لفرصة اخرى ان تكون صك غفران وتمحو ما تقدم وما تأخر من ذنب؟

 • هل رغم اختلاف الطباع وصعوبة العيش يمكن لفرصة اخرى ان تكون بمثابة نقطة تواصل تجمع الطرفين؟

 • هل بعد التحرر من طوق السيطرة والتحكم يمكن لفرصة اخرى ان تكون حرية وتحرر لك؟

عند التفكير سترى أين وضعت نفسك فعليك الهرع لحلِ أزمتك .

وأنا يلازمني منذ صغري دافع غريب يحركني نحو منح فرصة ثانية لمن لا توجد ولن تكون لهم فرصة ثانية، ولا يزال هذا الدافع يحركني بشكل مستمر حتى وقت كتابة هذه الكلمات ، كثيراً ما أكون الخاسر الأكبر ولكن غالباً ما تكون المكاسب أكبر.

أتمنى بكم قراءة ممتعة ومفيدة ألقاكم مرة أخرى في نشرة بريدية الشهر القادم بإذن المولى.

نشرة ياقوت البريدية.

 

مشاركة
نشرة ياقوت البريدية

نشرة ياقوت البريدية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة ياقوت البريدية