نشرة ياقوت البريدية - تهتُ وصنعتُ #10

30 يوليو 2025 بواسطة فاطمة #العدد 10 عرض في المتصفح
“تائهٌ أنا بين طرقٍ كثيرة، لا أعرف أيُّها يُشبهني، وأيُّها سيبتلع ما تبقّى مني.

مرحبًا من جديد،

يمكن لأننا نكبر ونستوعب أكثر، نبدأ نرجع لورانا، نشوف بعض الأيام بعيون مختلفة.

فيه لحظات نظن إنها راحت هدر، وأوقات تمنينا لو تصرفنا فيها بطريقة أحسن،

بس صدقني… بعض الضياع ما كان ضياع، وبعض الخسارات كانت تدريب.

في هالكلام، وبهالرسالة، أشارككم اليوم تأمل بسيط عن:

 أيام أضعتها وأيام صنعتني

“في كل مرة نرجع فيها للوراء، نمر على أيام نتمنى لو لم تحدث… وأخرى، رغم صعوبتها، صنعت فينا شيئًا لا يُنسى. الحياة ليست قائمة إنجازات فقط، بل قائمة نضوج. هناك لحظات لم نُحسن فيها التصرف، وأخرى أحسنت هي تشكيلنا.”

  فيه أيام تمر كأنها ما كانت، نحس إنها راحت من عمرنا بدون فائدة، نرجع نتذكرها ونقول: “يا ليتني تصرفت غير”، أو “ليه ما سويت كذا وقتها؟”.

بس يوم نفكر بعمق شوي، نكتشف إن حتى هالأيام اللي حسبناها ضاعت… هي جزء منّا، ويمكن هي اللي بدت تصنعنا، من حيث ما نعلم.

“أحيانًا، ما نسميه ضياع… هو في الحقيقة وقت كانت الروح فيه تعيد ترتيب فوضاها.”

أيام ضياع هي الأيام اللي نكون فيها تائهين، بدون هدف، نأجل، نكسل، نخاف، أو نعيش في علاقة تستنزفنا.

بس لما نتذكرها، نلوم نفسنا كثير.

وهني المشكلة… جلد الذات ما يفيد، بس الفهم هو اللي ينقذنا.

لأن حتى هالأيام علمتنا شي، أو على الأقل وضحت لنا وش نبي نبتعد عنه.

لحظات تعب، مواقف خذلان، قرارات خذيناها على خوف، بس صارت هي المفصل الحقيقي اللي غيّر مسارنا.

ممكن موقف بسيط، بس علمنا درس عمر.

ممكن كلمة، بس فتحت عيننا.

كل شي له أثر، حتى الأشياء اللي حسبناها عادية.

“ليس هناك ضوءٌ لا تسبقه عتمة، ولا قوة لم تسبقها هزيمة.”

أكيد نندم… هالشي طبيعي.

بس السؤال: هل نندم علشان نتغير؟ ولا نندم ونجلس نجلد نفسنا؟

الفرق كبير.

الندم اللي يفيد، هو اللي يخلينا نتحرك، نغفر لأنفسنا، ونبدأ من جديد.

أما لو بقينا نعيد المشهد براسنا بدون فايدة… ما استفدنا شي.

“لا أحد يخرج من الحياة نظيفًا، نحن نمشي بخدوشنا، ونكمل.”

أحيانًا نحسب إننا نعيش، بس إحنا في الحقيقة نهرب.

نهرب من وجع، من مواجهة، من كلمة لازم نقولها أو قرار لازم ناخذه.

اللي يفرق، هو إننا نصير واعيين، مو كاملين.

الوعي هو البداية الحقيقية.

“الوعي لا يُرجع الماضي… لكنه يعيد صياغة الحاضر.”

أي، فيه أيام أضعتها، وأيام صنعتني، وكلها كانت ضرورية.

ما كنت بوصل لهني، لو ما مريت بهناك ، لو ما طحت ما تعثرت ما قعدت في القوقعة اللي خصصتها لنفسي ما صنعت نفسي

ما فيه أحد ما تضيع منه أيام، بس الأهم… وش سوّيت بعد ما وعيت؟

لأن كل يوم جديد، هو فرصة نكتب فيه نسخة أفضل منّا.

“الضياع اللي يوصلك لنفسك… مو ضياع.” الضياع اللي تحصل نفسك فيه معناه كسبت نفسك بكل ما ملكت قوة

يمكن ما نقدر نرجع نعيد الأيام، بس نقدر نعيد نظرتنا لها.

الأيام اللي حسبناها ضاعت… يمكن كانت تحفر فينا طريق ما كنا نشوفه وقتها.

وكل لحظة عشتها، حتى لو ما كنت راضي عنها، شاركت في رسم ملامحك اليوم.

المهم، لا تعيش أسير للأمس…

عيش بوعي، حتى ما تتحسف على بكرا.

“كل يوم تعطينا الحياة فرصة جديدة نبدأ، بس الأهم… نبدأ بروح تعلمت، مو بروح ندمت.”

خِتامًا أتمنى أن تركت أثرًا فيك يجعلك تُغير من نفسك لتضيء في هذهِ الحياة …… نلقاكم في نشرة أخرى دمتم بخير .

مشاركة
نشرة ياقوت البريدية

نشرة ياقوت البريدية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة ياقوت البريدية