نشرة ياقوت البريدية - العدد #11 |
22 سبتمبر 2025 • بواسطة فاطمة • #العدد 11 • عرض في المتصفح |
الرحمة !
|
|
في عالم يزداد صخبًا يومًا بعد يوم، ومع زحمة الحياة وضغوطها، يمكن للبعض أن يظن أن القسوة حصن يحميه، وأن الرحمة ضعف يعرّضه للخذلان. لكن الحقيقة أعمق من ذلك بكثير… الرحمة قوة لا يمتلكها إلا الكبار بعقولهم وقلوبهم، وهي سر من أسرار بقاء الإنسانية. |
قال الله تعالى: |
﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف: 156] |
رحمة الله هي الأصل، وهي المقياس الذي علينا أن نستمد منه تعاملاتنا. فإذا كان رب العالمين قد كتب على نفسه الرحمة، فكيف نتعامل نحن بغيرها |
القسوة قد تغيّر شكل الناس من الخارج، لكنها لا تصلح الداخل. أمّا الرحمة فهي تدخل القلوب وتُعيد بناءها. |
النبي ﷺ كان أرحم الناس حتى مع من أساؤوا إليه، والله سبحانه قال له: |
﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ﴾ [آل عمران: 159] |
يعني أن اللين والرحمة هدية من الله، وليست ضعفًا كما يظن البعض. |
لماذا نحن بحاجة للرحمة أكثر من أي وقت مضى؟ |
لأن وراء كل وجه عابس قصة مجهولة، ووراء كل كلمة قاسية جرح لم يلتئم. |
الرحمة لا تُغيّر الأحداث، لكنها تغيّر الطريقة التي نواجه بها الأحداث. |
قال الله تعالى: |
﴿كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾ [الأنعام: 54] |
تخيّلوا… خالق السماوات والأرض جعل الرحمة دستورًا في كل شيء، فكيف نجرؤ نحن على أن نجعلها استثناءً؟ |
كيف نزرع الرحمة في حياتنا؟ |
• كلمة حلوة قد تغيّر يومًا كاملاً. |
• لين الموقف قد يذيب جليد قلوب متحجّرة. |
• مساعدة صغيرة قد تُعيد الأمل لشخص على وشك السقوط. |
• التغاضي عن الزلات أحيانًا أعظم من ألف عتاب. |
• الدعاء للآخرين سرّ بينك وبين الله يفتح لك أبوابًا من الرحمة لا تتوقعها. |
الرحمة ليست مجرد خُلق، بل هي أسلوب حياة، هي اللغة العالمية التي يفهمها كل قلب، مهما اختلفت ثقافاته أو لغاته. |
قد تظن أن لمستك الصغيرة من الرحمة لا تغيّر شيئًا، لكن الحقيقة أنها قد تعيد إنسانًا من حافة الانكسار، وقد تكون سببًا في أن يشملك الله برحمته يوم لا ينفع فيه إلا رحمته. |
فلنكن رحماء… فالرحمة أقوى من كل القسوة في هذا العالم. |
التعليقات