نشرة ياقوت البريدية - عُقد

20 يونيو 2024 بواسطة فاطمة #العدد 7 عرض في المتصفح
عُقدك النفسية هي سجنك الأبدي

سلام عليكم 🙋‍♀️، عدنا لكم بموضوع يُلامس القلوب ويفتحُ جراحًا للبعض ، عُذرًا للجميع فهذا موضوع له أهمية كبيرة في المجتمع .

دائمًا ما يقول البعض أوه لديه عقدة نفسية! كنوعٍ من التعبير عندما يحدث أمر ما بينك وبين الشخص نفسه من تصرفات أو تناقضات يمر فيها في حياته ، لكن هل تساءلت يومًا ما عن ماهي العقد النفسية وأسبابها وكيف تؤثر على الحياة الاجتماعية؟

العقدة النفسية هي أنماط حسية وفكرية " محرفة " غير سوية تؤدي إلى سلوك غير طبيعي وتكون عادة عميقة الجذور في نفس الشخص المصاب بها. تؤثر العقدة النفسية على كيفية رؤية الشخص لنفسه ، وكيف يتصرف تجاه الآخرين ، ويمكن أن تكون لها تأثير كبير على حياة ذلك الشخص.هذه العقدة تؤثر في سلوكه وشعوره وجسمه، ومن هذه الآثار القلق الذي يغشاه او الشكوك التي تنتابه واضطرابات جسمية نفسية المنشأ والأشخاص الذين يشعرون بوجود عقدة ما لديهم فذلك نتيجة لما يقوله الناس.

 «العقدة النفسية» تعد من أخطر المكونات المؤثرة على السمات الشخصية.. وإذا كانت للإنسان سمات شخصية إيجابية وأخرى سلبية فإن العقدة النفسية لا شك تَسِمُ صاحبها بسمة سلبية، لأنها تحمل في طياتها إعاقة داخلية تسجن صاحبها داخل شرنقتها ولا فكاك منها، وسوف تؤثر غالباً على مستقبله.

وكيف تنشأ العقد ؟ 

تنشأ من الصغر ، فبعض الأطفال يقوم أهاليهم بتهديدهم وتخويفهم من أمر معين أو عدة أمور، أو فئة معينة من الناس كالطبيب والشرطي او المدرس ، و ذلك رغبةً من الأهل في أن يهدأ الطفل ويكف عن سلوك معين او عن الالحاح عن طلب معين او للتوقف عن البكاء و الصراخ ،قد تتكون لديه هذه العقدة النفسية و التي تحمله على الاستمرار في الشعور بالخوف من جميع الأشخاص الذين كان يهدد بهم و مهما كبر واحتل مناصب مرموقة.

الموت، والألم، والخوف، والخيانة هي أكبر العناصر المسببة للعقد النفسية.. ويأتي بعدها الفقر، والثراء، والتربية، والتعليم.. ثم تأتي بعدها بقية المؤثرات التي تُحدث عقداً نفسية.. هذه العقد النفسية تكون عادة مدفونة في العقل اللاواعي للإنسان، تلك الخزانة العظمى التي توجه السلوك اليومي له.. فحالة اللاشعور التي تصدر من العقل اللاواعي للإنسان هي المُوَجِّه المتحكم في دوافع التفكير اللحظي لديه.. وتمثل العمق الذي لا يراه الشخص ذاته ولا يدري به، لكنه يتحكم في تصرفاته وأهوائه ورغباته ومخاوفه، وفي المحصلة يؤثر على حياته كلها.

العقد النفسية بعضها ظاهر وبعضها باطن، وبعضها يَخْفى حتى على صاحبه ولا يظهر إلا في اللحظات الحرجة.. ومن الصعب أن يكتشف الإنسان أن لديه عقدة نفسية للوهلة الأولى ما لم يتم تنبيهه إليها، أو يفطن لذلك من خلال عقد المقارنات الموضوعية مع الآخرى.

العقد النفسية متعددة ومتنوعة، بعضها يظهر في كل حالات الشخص اليومية، وبعضها الآخر لا يظهر إلا في الحالات الخاصة.. ومن العقد النفسية: عقدة حب الظهور، وعقدة حب إيذاء الآخرين، وعقدة قابيل، وعقدة حب السيطرة، وعقدة المظلومية، وعقدة التضحية، وعقدة الشبق، وعقدة الخوف من المستقبل، وعقدة العنصرية، وعقدة أوديب، وعقدة الاسترجال لدى النساء، وعقدة الشعور بالنقص، وعقدة الشعور بالذنب، وعقدة السرقة، وعقدة الخوف من المرتفعات أو الأماكن المغلقة أو البحر.. وهناك عشرات العقد الأخرى. 

 - هل تعرف أنت ما هي عقدتك النفسية؟

تؤثر العقدة النفسية على كيفية رؤية الشخص لنفسه ، وكيف يتصرف تجاه الآخرين ، ويمكن أن تكون لها تأثير كبير على حياة ذلك الشخص. من غير المعروف كيف يكتسب الشخص العقدة النفسية ، سواء كان ذلك شيء يولد معنا أو أن بيئتنا تساعد في تشكيله.

 كيف نجنب أبناءنا العقد النفسية ليكونوا سعداء مستقبلاً؟

عندما نكون حازمين كآباء مع أبنائنا فنحن نعلمهم كيف يعيشون حياة منتجة وسليمة عاطفياً.. يقول الدكتور «سكوت بيك» المختص بعلم نفس الطفل «أن الحزم يساعد على تقليل معاناة الحياة».

ويؤكد الدكتور «براد شو» في كتابه «العودة إلى الطفولة» أن إذا تعلم الأطفال كيف يقولون الحقيقة، وكيف يؤجلون اشباع رغباتهم.. ويكونون صادقين مع أنفسهم.. وأن يكونوا شخصيات مسؤولة كل ذلك سوف يمنحهم الاحساس بالفرح والمتعة.

إن الأبناء بحاجة إلى آباء يكونون قدوة لهم في سلوكهم من خلال تصرفاتهم السليمة.. لا أن يحاضروهم بالمثل والأخلاق ولا يمارسوها في حياتهم.. لأنهم يتعلمون مما يمارسه أباؤهم لا ماذا يقولون.

وكذلك يضر الآباء المتشددين أبنائهم.. عندما لا يدعون لهم مجال للتعبير عن آرائهم.. لأنهم يتعودون على إخفاء مشاعرهم وآرائهم خوفاً من غضب وعقاب آبائهم... وستظل هذه العقدة في نفوسهم عندما يكبرون فلا يعبرون عن آرائهم الحقيقية لأنهم يخافون من غضب مدرسيهم أو مدرائهم.. مثلما كانوا يخافون من آبائهم.. ويصبحون منافقين في أعمالهم.. رغباتهم مكبوتة وعدما يكبرون يصبحون مثل آبائهم لأن هذا الأسلوب هو ما تعلموه في التعامل مع آبائهم المتشددين وهذا النوع من الأطفال يتعود على المماطلة ويشعر دائماً أنه خجول ومذنب.. ومتعصب في آرائه بطريق مرضية.. ومسيطر جداً في شؤونه الخاصة.. ومطيع ومستسلم ومنافق مع من يعمل معه ويخبئ مشاعره الخاصة عن أصدقائه.

وكلما ازداد والداه في تدليله في طفولته.. سيشعر أكثر بعدم الأمان وعدم الثقة في نفسه في حياته المستقبلية مع ما يصاحب ذلك من تعاسة وتعذيب لأفراد عائلته.

حياة مليئة بالكثير والكثير من هذهِ العقد التي تصاحب الإنسان كلما حاول علاجها كلما كان اخف عليه .. 

الأمر ليس بسيط ولكن يحتاج إلى صبر وعناية خاصة.. قراءة ممتعة أراكم في النشرة القادمة.

- ياقوت.

نشرة ياقوت .1 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة ياقوت البريدية

نشرة ياقوت البريدية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة ياقوت البريدية