نشرة ياقوت البريدية - الغفران والمسامحة #6

24 مايو 2024 بواسطة فاطمة #العدد 6 عرض في المتصفح
المسامحة مِن أجل …؟

مرحبًا ، طرقنا باب العودة من جديد 🆕، عُدنا محملين بالكلمِ في جُعبتِنا فهل مِن قارئ ؟

في الأيام الأخيرة كنتُ أشاهد إحدى المسلسلات فحدث أمرٌ فيه وقالت الزوجة لزوجها لا يمكنني مسامحتك على ما فعلته ، كنت أرى أنك الشخص الوحيد الذي لن يجرحني يومًا ما ! لا يمكنني تخيل ما فعلت فكيف استطعت فعل ذلك . 

بتُ أفكر كيف يمكن للإنسان أن يسامح ويغفر؟ كيف يمكنه مواصلة الحياة ؟ قال فاروق جويدة :حينما تلتئم الجراح، يمكن أن نتسامح، ولكن كيف يكون التسامح وما زال بيننا نزيف يتدفق في الأعماق!

ما معنى أن أسامح ؟ أن أصفح عن من أذاني وأرحل ربما يبقى البعض لكنني أفضل الرحيل بعد فوات الأوان وسامح مرة مرتان وتتكرر الفرص حتى يذهب الحُب من القلب وترحل الثقة ونرحل نحنُ أيضًا ، أن أسامح يعني أن ألبس طوق النجاة من الغرق والحقد البغيض  ، التسامح صفة العظماء والأقوياء الذين يتملكون مشاعرهم ويضبطون أنفسهم في المواقف الصعبة التي تستوجب التحلي بالصبر والحكمة والتسامح، لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وفي الاتجاه المناسب.

وهل الغفران مثل المسامحة ؟  الغفران هو ان يسامح المرء شخصا أساء إليه، وقيل المحبة غير الأنانية هي أساس الغفران الصادق . هناك تشابه بين الغفران والمسامحة أنها لنفس الأسباب 

كيف سيؤثر التسامح على حياتي ؟ 

 للتسامح آثار نفسية إيجابية عديدة تعود بالفائدة على الصحة النفسية للفرد والمجتمع ككل. فالتسامح قيمة تساعد على الشعور بالسّلام الداخلي، وتعطي لأفراد المجتمع دفعة قوية للإحساس بالأمل وتجديد الشعور بالحب والخير. فلقد أدرك علماء النفس حديثاً أهمية التسامح وصلته الوثيقة بالسعادة النفسية لأن المشاعر الايجابية حتما تُوَلِّد حالة مِن السرور في المجتمع الذي هو نسيج اجتماعي مِن صُنع الإنسان ، وفي هذا النطاق نجد أنَّ البحوث التجريبية والوصفية ذات الصِّلة تؤكد وجود علاقة وثيقة بين الالتزام الأخلاقي وبين الصحة النفسية ؛ وأنّهما يتناسبان تناسباً طردياً.

لذالك لو وقفت أمام الأمور كلها حتى وإن كان وقع أثرها على النفس صعب لن تستطيع مضيء اليوم بخير ، ستهلك من قوة التفكير ، لا أقول تهاونوا في الأمور وسامح كل من أذاك ولكن هل تريد أن يكون بينك وبين باب الجنة حِساب عسير لأنك لم تسامح فالله يعفو من أنت حتى لا تعفو على المسامح ؟ ربما البعض يحمل في قلبهِ طيات المواقف المرهقة ويجلب الهم بنفسه لنفسه ولا يخرج من هذهِ الدوامة .

ها أنا ذا أكتب وأنا أتذكر المواقف التي سامحت الأشخاص عليها كلنا نغلط والقليل منّا يسامح .

الميزة تكمن في نفس الشخص ونقاوة قلبه .

عندما يخطئ أحد في حقنا أو يخزلنا نشعر بالحزن والشفقة على أنفسنا والغضب من ذلك الإنسان الذي تسبب في ذلك والرغبة في عقوبته واسترداد حقنا(معنويا او مادياً)

ولقد تضمن سؤالي ثلاث كلمات هن كل شيء 

  • نتعافى أي نبرأ من العلة التي تتمثل في الحزن والشفقة والغضب ونسترد توازنا نفسيا وجسديا
  • العفو أي التجاوز عن المخطئ في حقنا وترك ذلك الحق و ترك العقوبة أيضاً
  • التسامح أي التساهل والتعامل بقلب صافي كأن شئ لم يكن ولا نذكر المخطئ بما فعل في المستقبل بل ونحسن إليه إذا دعت الحاجة إلى ذلك

العفو يمحو الغضب الذي نشعر به تجاه ذلك الشخص

المسامحه تمحو الشعور بالحزن والشفقة على أنفسنا

العفو والتسامح يحتاج إلى إنسان سوي نفسيا لديه ثقة في نفسه

العفو والتسامح يجب أن يكون عن مقدره واستطاعه في أخذ الحق

العفو والتسامح يكون دائما لهدف أعظم (منها أننا نستحق الهدوء والصفاء النفسي)

العفو والتسامح يجب أن لا يترتب عليهم ضرر أكبر (مثلاً السارق والقاتل يجب أن يعاقب حتى لا يتساهل الآخرين في تكرار نفس الأمر)

قد نعفو ولا نسامح ولكن اذا سامحنا فذلك يتضمن اننا عفونا مسبقاً فالمسامحة من الإحسان والذي هو أشمل وأوسع من العفو.

قال تعالى:

الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٣٤) سورة آل عمران 

التسامح تجسيد السلام والتعايش الإنساني وقالت لي إحدى الصديقات : أسامح كي أعيش وليس للشخص نفسه .

أتمنى لكم قراءة ممتعة ومفيدة وحياة مليئة بالحب والتسامح ، نلقاكم مرةً أخرى في نشرة جديدة .

Instagram : Fatimaabbas_22

مشاركة
نشرة ياقوت البريدية

نشرة ياقوت البريدية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة ياقوت البريدية