نشرة ياقوت البريدية - الخُلق والأخلاق #4

3 أبريل 2024 بواسطة فاطمة #العدد 4 عرض في المتصفح
وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقيَتْ ، فَإِنْ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا.

مساءُ الخير ، عُدنا بعد انقطاع دام حوالي الأشهر مع كُل عودة إشراقة يوم جديد .

مُباركُ عليكم ما تبقى من الـ شهر رمضان الفضيل 🌙🕋،  أعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركة 

كثيرًا ما نسمع في مجتمعنا " صاحب الناس  ذو الخُلق الحسّن"فقيه وهنا ما أعنيه أن أحد مراكب النجاة حسن الخلق ، وأساس الأخلاق أن تمتنع نهائيًا عن عدة أشياء .

كنت دائِمًا أفكر في هذهِ الكلمات ووقعها على الشخص ، الأصل في الإنسان هو الخلق الحسن الطيّب الذي يضمّ جميع الفضائل، لكنّ ما إن يبدأ الطفل يكبر بالعمر حتى تُصبح لديه الأخلاق المكتسبة من البيئة المحيطة والأهل والأصدقاء، وربّما تتلوث فطرته السليمة ويكتسب أخلاقًا سيئةً بسبب سوء التربية وأصدقاء السوء، وربما حافظَ على فطرته السليمة إذا نشأ في بيئة صالحة تحثه على الخير وتُعلّمه مكارم الأخلاق .

يجب أن تنعكس الأخلاق الفاضلة على الأفعال وطريقة التعامل بين الناس، وألّا تكون مجرّد أخلاقٍ بالاسم، فالإنسان الذي يُنادي بالصدق عليه أن يكون صادقًا في جميع أقواله وتعاملاته وألا يُناقض نفسه أبدًا، ومن المعروف أنّ الإنسان صاحب الأخلاق الحسنة يستقي أخلاقه من دينه أيضًا؛ لأنّ الدين هو الأخلاق، والقدوة الحقيقية في الأخلاق الفاضلة هو النبي -عليه الصلاة والسلام-، إذ قال: "إنّما بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق"

بالأخلاق يحيا المجتمع ويُصبح مجتمعًا صالحًا؛ لأنّها أساس صلاحه والقوام الذي ترتكز عليه، ويلتفت أبناؤه إلى البناء والعمل والتطوير بدلًا من الالتفات إلى التشاحن والتباغض وحل المشكلات، فمجرّد أن يكون أبناء المجتمع أصحاب خلقٍ فاضل تختفي المشكلات العادية من المجتمع، ويُصبح مجتمعًا فاضلًا يحمل رسالةً ساميةً، ويتمنى الجميع أن يكون مثله، يقول أحد الشعراء: والمرءُ بالأخلاقِ يسمو ذكْرهُ وبها يُفضلُ في الورى ويوقرُ لهذا فإنّ البداية تكون بالفرد ثم بالبيت والأسرة ثم بالمجتمع، وليس من الخطأ أن يتم تدريس الأخلاق وتعميمها وتكثيف الحديث عنها وتعريف الناس بين الصالح منها وبين غير الصالح، والأهم من هذا نشر معاني الأخلاق الفاضلة في وسائل الإعلام من إذاعة وتلفاز، وحتى من خلال الدراما التي يجب أن تُركّز على القضايا الأخلاقية.

ينهض الإنسان بأخلاقه الحميد، الأخلاق الحميدة الفاضلة سببٌ في أن ينهض الإنسان بنفسه ومجتمعه، وهي أيضًا سببٌ في تحقيق رفعة الإنسان وقبوله بين الناس، فالشخص صاحب الخلق الطيب ينال محبة الآخرين ويعتبرونه قدوةً لهم، ويسعون إلى التقرب منه؛ لأنّهم يستأمنون أنفسهم وأموالهم معه، ولا يخافون منه غدرًا، ويثقون بأقواله وأفعاله، وهذا كلّه يُسهم في تحسين العلاقات بين الناس ونشر المحبة والتكافل والتعاطف.

نشرة ياقوت .1 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة ياقوت البريدية

نشرة ياقوت البريدية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة ياقوت البريدية