نشرة ياقوت البريدية - من أنا؟ #2

من أنت؟ سؤال قصير وإجابته عميقة، ولو بحثنا  عنه ،سنجهز غواصتنا لنبحر في ذاتنا لنرى من نحنُ .

قبل فترة مضت ما يقارب الثلاث سنين ، كانت هناك مسابقة لصورة وهذا وصفي إليها وكأن الغراب مُخاطبًا الرجل قائلًا من أنت؟

من أنتَ؟ 

- أنا الذي خانهُ شعوره وأتى إليكِ مُحملاً بما رجا قلبهُ من فيضان حُزْن عظيم،  حُزنٌ لو تحدثتُ عنه لانَطَلق لِساني دون توقف وكأنهُ مُصابٌ بِجرح دامي يسيلُ غرازة لا يُمكن إيقافهُ إلا بِعَقْد متين من الحديد حتى لا يستطيع أحدهم الوصول إلى تِلك الندبات التي خلفتها هذهِ الجروح،  قبل أن تُدمع العين من مُحاولة وصول أحدهم إلى هذا الماضي الأليم الجريح الذي جردني من ثيابي وكساني جروحٌ تغطي جسدي بأكمله أليس هذا ظُلمٍ بحقي!  ألا يعلم جسدي بأنني أحاول جاهِداً ألا يرى أحد هذهِ الكدمات؟  ،  حتى لا يستوقفني أحدهم ويسألني ماذا حل بِك؟  . 

كيف يمكن أن نتحرر  إلى ما نود أن نكون عليه؟🤔

ابحر في ذاتك كي تؤمن بنفسك وتستوطن نفسك ، لأننا وحدنا نستطيع العثور على نفسنا ، نحنُ من نرسم طريقنا في هذهِ الحياة ، نرشدُ أنفسنا.

سألتُ البعض " من أنت؟"👨🏻👩🏻

ر قالت : أنا من قال لها بائعُ الورد في الطرقات يبدو عليكِ الإشتياق، فهل لكِ أن تشتري وردة تهدينها لهُ؟ أنا من سألها الكُّتاب هل أنتِ هي التي تحدثتُ عنها في كتابي؟.

ف قالت : أنا نور من قلب عتمة سُرقت من الكثير،كثيرًا ما يُنادي بنجمه لعلهُ يشاركه انطفاء وهج الليالي فيضيء ما جعله البشر مبلد بالسواد.

ش قالت : انا تلك الروح التي تقوم بالخير و تأمل الشر ، انا تلك النفس التي ترجو العُلا و تنظر للدُنى ، انا ذاك العقل الذي كل الحقول لكنه لا يثمر ، و ذاك القلب الذي ينبض بالحياه و سرعان ما يموت.

ش قالت :أنا ركام الأيام ،عصارة سنين من عمري ، أنا بر الأمان لمن حولي ، أنا خط البداية لمن هم بعدي.

ز قالت : أنا البحر .

آ قالت : أنا الغموض يكسو جسدي .

تعددت الإجابات وتختلف الشخصيات، وهنا تكمن معرفة الإنسان لنفسه، أسأل نفسك الآن كيف أصبحت هكذا؟ ما الذي جعلني أصل إلى هذهِ المراحل؟

إذا كنت لا تفهم نفسك لا تنظر للخلف ستدخل في متاهة لامتناهية ، انظر أمامك ارسم طريقك للذهاب إلى ما أنت عليه ، لا تضيع نفسك وتجلس بائس ، ما زال هناك أمل كبير،فهذهِ الأحيان تسعنا جميعًا. 

عن نفسي وجدتُ نفسي في الغربة عندما كنتُ ذاهبة لأكمل شهادة البكالوريوس ، وجدتُ أنني بتُ أعلم من أكون ، لو ظللت مكتفة اليد لن أبرح من مكاني  ، لن أتمكن من أكون قائدة يومًا ما ،فنحنُ نكون متعلمين اليوم وغدًا قادة المستقبل .

نحنُ من نسمع لأنفسنا ،وحدنا نعلم ما مررنا بهِ في تلك الليالي المهلكة للقلبِ والله قريبُ مجيب الدعواتِ ، أقترب من الله كي يطمئن قلبك وتشعر بالسكينة ،بعدها ستعلم من أين تبدأ بمسيرة حياتك التي تضع أسسها وقواعدها . 

سأضع بعض الأفكار :

ربما تساعدك هذهِ الخطوات : كنتُ دائمًا أخلو بنفسي مع الله وأتقرب كثيرًا لمناجاة الله ، بعدها بتُ ارسم في مذكرتي اليومية خريطة مفاهيمية لمشاعري كي أكون على دراية بتفسير هذهِ المشاعر وهذهِ الصور تشرحُ ذلك 

ستتمكن من فهم هذهِ المشاعر ولماذا حدثت ، لم أكن صامتة طول الوقتِ كي لا أكون من الأشخاص الذين يؤخد حقهم منهم وهم صامتون ، تحدث وكأنك عُصفت من الحياة وأنت قوي لا يهزمك شيء ، أبقى ثابتًا على كُل رأي .

قالت لي فتاة عابرة أنها ليست ما تود عليه وإنما ما تود أن تكون عليه،إنما ما يودوهُ الناس ، هذا لا يليق بما تكون عليه ، سيجعلها ذلك تنفر من الأشخاص ، ستعتزل العالم كُله ، لن تتمكن من الوصول إلى ما تريد إلا بعد حين ، لا تجعل من الآخر أناني على حساب نفسه وينسى من تكون أنت !!!

أثبت نفسك لتكون مبتهج مسرور الروح مليء بالشغف 🤩✨، كُن ملفت الحضورِ.

شُكرًا لقرائتك نشرة ياقوت البريدية ،انتظرني في العدد القادم يوم الخميس القادم.