نشرة ياقوت البريدية - ( العطاء)

15 ديسمبر 2023 بواسطة فاطمة #العدد 1 عرض في المتصفح
 " هل فاقد الشيء يعطي بكثرة أم لا يعطي؟،هل نعطي دون مقابل"

( عطاء وأخد ؟ أو أنانية أو ماذا يُكنى؟)

قال " مهماتا غاندي" جميل أن تعرف معنى العطاء والأجمل أن تعطي، ما هو العطاء ؟هو أن تعطي من ذاتك كي يكون جزءً منك وتكون كالهبة ، وأجزَلُ العطاء هو أوسعه وأكثره ، ويعود لك الخير بعد ذلك .

هل تعرف معنى أن تكون معطاءً ذا إحسان كثير وحسنات عظيمة لا يعلم بها إلا الله؟

رفرف بعطائك اللامنتهي فالعطاء إحدى الفضائل الإنسانية ،عش حياتك معطيًا وليس ممسكًا بيديك عن الجميع وعن نفسك ، لنفسك لك حق عليها فلم يُخْلَق هذا الإنسان ليعيش وحده مُتَنعِّما مُتَرفِّها مُفْرطا في الاستهلاك، مُشْبِعا أنانيته، مرضيا نهمه، دون أن يشارك مع غيره تلك النعم التي مَنَحها الله له. ، تعلم العطاء لأنه يورث الكرم والخير 

طريق العطاء قصير وهو أحسن الطرق مو شرط أن تكون غني لكي تعطي لا ، أعطي من النعم التي تملكها ،عندما تعطي أشكر الله"  لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ" وقال تعالى  {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} ففي هذه الآية تقديم العطاء المطلق على التقوى رغم أهميتها؛ لأن العطاء تعبير عن جميع القيم والمثل.

وحتى يكون لنا العطاء ثقافة فلا بد من اكتساب مهاراته، فالعطاء تَمَرُّن وتدريب وتعليم، وأساس ذلك يبدأ من البيت، حينما يرى الطفل ممارسة العطاء ماثلة أمامه يوميا، عندما يعطي أبيه و أمهِ وأخيه إلى آخره من الأهل هذا يكسب الطفل هذهِ العادة ..

وهنا نوازنها بين الإنسان الفاقد للشيء ، عندما يحرم الإنسان من شيء ما ولا يملكه ولا يُعطى سواء كان في أي عمر ، لا يخلو من العطاء عندما يمتلك مالًا أو أبناءً وأشياء كثيرة ، هناك اقتباس بعض انقسم الناس فيه إلى عدة أقسام بعضهم يؤيدونه بشدة والبعض الآخر لا وبعضهم معارضين لا معه وليس ضده 

الاقتباس :

من قال أن فاقد الشيء لا يعطيه

بل فاقد الشيء يعطيه ببذخ ..

لأنه أدرى الناس بمرارة فقدانه

هذهِ المقولة تطرق على مسامعنا دائمًا ، كثيراً ما نتمسك ببعض الأمثلة والحكم والمقولات ونؤمن بها وكأنها صحيحة تماماً وغير قابلة للنقاش أو التعديل فليس بالضرورة أن تكون تلك المقولات صحيحة وإنما تناسب بعض المواقف ولا تتناسب مع مواقف أخرى، بمعنى غير صحيحة في كل الأحوال والمواقف.كثيراً ما نردد مقولة «فاقد الشيء لا يعطيه» ومعنى هذه المقولة إن من لا يملك هذا الشيء لا يقدر على أن يعطيه لغيره والبعض يفسر المقولة بأن «من حرم من الشيء فإنه لا يعطي غيره من هذا الشيء الذي حرم منه».

من قال إن فاقد الشيء لا يعطيه؟ ففاقد الشيء يعطي وبزيادة في أغلب الأحيان، فالحرمان يدفع بالمرء إلى الإغداق على من حوله مما فقد كي لا يشعروا بما شعر، ولا يمروا بالمواقف التي عايشها فآلمته. فاقد الشيء يملك ما افتقده ولا يملك إلا أن يعطي منه وبكرم

اليتيم وذاك مجهول الأبوين عندما اعتصرته الليالي من الشوق إلى والديه، لن تجده إلا أباً عطوفاً، رحيماً على أبنائه، يخاف عليهم أن يتجرعوا من كأسٍ، هو قد عرف جداً مرارة طعمه، ومن ذاق مر الجهل، وظروفه لم تساعده على إكمال دراسته، حتماً ستجده يدفع أبناءه إلى إكمال دراساتهم، والجد والمثابرة والاجتهاد ليل نهار كي لا يتجرعوا ذل الهوان الذي تجرعه ،وإن تطلب منه ذلك أن يعمل مواصلاً ليله بنهاره ليدبر لهم تكاليف دراستهم، ويهيئ لهم السبل التي لا تجبرهم على ترك تعليمهم. وسيذكرهم بين الفينة والأخرى بأنه ما ندم يوماً كما ندم على إهماله لدراسته وعدم مواصلته إياها،من قال إن فاقد الشيء لا يعطيه أراد أن يبث في النفوس اليأس والتسليم بما هو كان، ولم يؤمن بأن الحياة لا تقوم على الأخذ فقط، بل على العطاء بسخاء، من قال هذه المقولة تمكن من أن يجعل أجيالا وأجيالا أسرى لفكرة ضيقة تحرمهم حتى من إخراج الجميل الذي فيهم، والرضوخ لواقع أغلبه سلبي محبط. تكرار هذه المقولة على الأسماع يثبط من الهمم، ويدفع الكثيرين إلى التسليم بعدم السعي، والركون إلى الكسل. ومن غير المعقول أن نجعلها شماعة لعدم السعي لتغيير الواقع بما هو أفضل وأجمل!.

كن على يقين أن:فاقد الشيء هو أكثر إنسان يعرف تماماً قيمة ما افتقده، ومدى حاجة الإنسان إليه، ومدى الانكسار والغبن الذي يعتري المرء بفقده، فستجده أول من يمد إليك يده لمساعدتك إن كنت بحاجة إلى ما قد فقده يوماً. ولك أن تتوقع إن كان ذاك الشخص أقرب إنسان له، ولدًا كان، أو أخا أو صديقا. فلا تؤمنوا بهذه المقولة ولا تسلموا بها ولا تعلموا أبناءكم إياها.

أنا أقول : فاقد الشيء أكثر شخص يعطي ما تمنى الحصول عليه.

شكرًا لقرائتك كلماتي ،أتمنى أن النشرة نالت إعجابكم، انتظرني في العدد القادم من نشرة ياقوت  

*** 

نشرة ياقوت .1 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة ياقوت البريدية

نشرة ياقوت البريدية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة ياقوت البريدية