نشرة إِلهَام - العدد #6

بواسطة إلهام |لسعيد #العدد 6 عرض في المتصفح
كدت أتخلى عن حلمي؛ وأنقذتني قصة على النت!

العنوان ليس لإثارة الإنتباه، ولا يتبع أسلوبًا تسويقيًا ما!

بل بالفعل لقد كدتُ استسلم وأُفلت يدي من التمسك بحلمي في دراسة مجال أطمح له وسعيتُ له بكل ما يحتاجه لأستحقه، لكنني صُدِمتُ حينما واجهني معظم أعضاء هيئة التدريس في الكلية وعلى رأسهم "العميد" بصدٍ عجيب في أنني لستُ أهلًا لأكون في هذه المجال ولا مكان لي في هذه الكلية!

شعرتُ وكأنّ صاعقة حلّت عليّ، لقد ظننتُ أنّ الجميع سيشجعني كما يفعل أهلي!
أقلها أن يتركون في شأني، لا أريد تشجيع ولا دعم، فقط يدَعوني أمضي في طريقي كما يفعلون مع زملائي، أن يتخلّون عن فكرة تهميشي وتهشيمي بمعول أفكارهم الغريبة.. لكن هيهات!

قاومتُ العام الأول، وخارت قواي في العام التالي حتى أوشكتْ على تصديق دعواهم
دعوتُ الله أن يلهمني رشدي ويدلني على الصواب.. سبحانه المحيط بكل شيءٍ علمًا.

بكيتُ خفية كثيرًا، وضحكت أمام الملأ كثيرًا؛ بإن الأمر عندي سيان ولا يهمني إن بقيتُ أو غادرت! وفي ليلة كسائر الليالي وأنا أحاول تشتيت ذهني عن التفكير في هذا الأمر وبينما كنتُ أبحث بشكلٍ عشوائي على متصفح جوجل عن مسمى حالتي الصحية؛ وجدت عنوانًا لفت إنتباهي وجذبني للنقر على الرابط وقراءة فحواه.

لقد كان لأحد المنتديات وعنوانه يلامس موضوع تفكيري بالضبط!
ولأنني لا أؤمن بالصدف بل بالقدر؛ ما زلتُ أقول لعلها رسالة من الله لي
فالله جلّ في سماه يسيّر الأسباب والرسائل كيفما يشاء ليصلنا ما يشاءه سبحانه

بالفعل قضيتُ وقتًا طويلًا أقرأ في ذاك القسم من المنتدى حتى وصلتُ لقصةٍ تكاد تكون قصتي مع اختلاف المسميات والزمان والمكان، سرحتُ مندهشة من هول ما قرأته، هل يُعقل أن أجد أشخاصًا أخرين يعيشون قضيتي؟!

أنتهيتُ من قراءة القصة؛ وبقيتُ واجمة، محدقةُ في سقف غرفتي وحالي يقول: 
إذن أنا أيضَا أستطيع فعلها!

لم تكن تلك القصة البسيطة جدًا وميض أمل وحسب بل كانت -بالنسبة لي_ إشارة واضحة تدلني على الطريق الذي يجب أن أسير عليه، كانت وميض نور يدلني كيف وأين أضع خطواتي، كانت اكتشاف جديد لداخلي يرى النور لأول مرة في تاريخه، بل كان بوصلة وصلة بيني وبين طموحي!

وهنا أقول: لقد أكملت تعليمي الجامعي في التخصص الذي أحلم به بسبب قصة لا تعلم صاحبتها أنّها تركت داخلي كل هذا الأثر حتى هذه اللحظة!

دعوني أخبركم أمرًا عن شخصيتي..

أنا أحب وأفضل أن أعمل بصمت، لا أحبُ الإفصاح عن أهدافي وخططي وما وصلت إليه، لا أشارك الرحلة، أنغمس فيما أنا ماضية فيه، وأتجنّب الأضواء كيفما كانت.. لكنني مؤمنة أنّ لقصص وتجارب الناس تأثير كبير على نفوسنا، ربما لأنني اختبرت ذلك بنفسي..!

لذلك أنا هنا أحاول أنّ أخبرك أمور في غاية الأهمية دون الإفصاح بشكلٍ كامل عن قصتي (سيأتي الوقت المناسب لأفعل إن شاء الله)، تتمثل هذه الأمور في التالي:

  1. إذا كنت ذا طموح وألتف العالم حولك لسرقته منك لا لدعمك؛ إياك أن تسمح بذلك!
  2. إذا تسلل تثبيط الأخرين من حولك إلى داخلك؛ ستغرق لذا حصّن نفسك جيدًا منهم
  3. تأكد أنّك لستَ وحدك، بالتأكيد هناك من يعيش وضعك بغض النظر عن الإختلافات
  4. ثق بالله وتوكّل عليه، والله إن كان مكتوبًا لك؛ سيسخر -سبحانه- كل الأسباب لأجلك
  5. كن واعيًا؛ لا يوجد طريقًا سالكًا تمامًا، فكل الطرق وعرة وتحتاج صبرك وجهادك واستمراريتك
  6. تمسّك بحلمك وامضِ في سبيل تحقيقه مهما كانت التحديات؛ ما دام واقعيًا ولا يُخالف دينك

وفي الختام..

خذ من تجارب وقصص الأخرين ما يفيد رحلتك ويشحذ همتك، وإياك والوقوع في فخ المقارنة وتصغير النفس، امضِ متوكلًا على الله وقد تهيأت نفسيًا لما يمكن أن يواجهك؛ فالطريق ليس مفروشًا بورد لكن الأمر يستحق المحاولة.

كيف وجدت هذه العدد من نشرتي؟ ويسعدني مشاركتي قصة أثرت بك

ولاء عبد الرحمنYoussef ESSEDRATYبسمة3 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة إِلهَام

نشرة إِلهَام

رسائل مُلهمة من عمق التجربة تتلَمّس الطريق إلى قلبك وعقلك؛ لتخرجك من دهاليزك الكثيفة إلى سعةٍ ذات نور وسرور بإذن الله.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة إِلهَام