نشرة إِلهَام - العدد #5 |
بواسطة إلهام |لسعيد • #العدد 5 • عرض في المتصفح |
من وحي التجربة!
|
|
الإنسان بطبيعته يحب الخلود في منطقة الراحة، يشعر أنّ ما سواها مخيف ومقلق ولا يستحق العناء. هناك من يتغلب على نفسه وينطلق مهما كانت التحديات، وهذا ليس موضوعنا اليوم بل سأتحدث عن حالتين متقابلتين النتيجة من كلاهما الدوران في حلقة مغلقة من التيه! |
الحالة الأولى: من يلوم كل شيء إلا نفسه.. |
هناك من يتقاعس ويحمّل الظروف والبيئة المحيطة وكل الناس السبب، يرى أنّه قد حاول جهده لكن كل الواقع ضده وهنا يستسلم ويُسلّم لواقعه السلبي كل ما يملك؛ فيقع في خيبات نفسه ويستكين لها! |
في هذه الحاله؛ إن لم يحدث يقظة ووعي من الداخل فلن يستطيع أي إنسان مساعدة هذا الشخص، لذا إن كنت من هذه النوعية -في فترة ما وقعت فريسة هذه الحالة والحمدلله على اليقظة- أدعوك للوقوف مع نفسك وقفة جادة وصادقة. |
الواقع لن يتغير ما لم تبادر بتغيير نفسك من الداخل وسبحانه جلّ وعلّا أعلم بنفوس خلقه وقد قال:﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ ستقول ماذا أفعل وهذا المقسوم لي؟! على رسلك أما سمعت حديث رسولنا الكريم ﷺ حين سُئل ﷺ عن هذا، قالوا له: يا رسول الله: إن كان ما نفعله قد كتب علينا وفرغ منه، ففيم العمل؟ قال عليه الصلاة والسلام: (اعملوا؛ فكل ميسر لما خلق له) |
اعملوا.. كلمة صريحة لا لبْس فيها ولا اختلاف.. |
الحالة الثانية: من لا يرى إنجازاته البته |
الإنجازات نسبية وليس لها قواعد أو مقاييس ثابتة عند الجميع، ولا يعني أنّ مقياس الإنجاز عند شخص يجب أن يكون مثله عند الأخر.. بمعنى أنّ إنجازاتك التي تراها صغيرة ولا تُذكر بل وتخجل من ذكرها أمام نفسك حتى؛ هي بالفعل إنجازاتٍ عظيمة. |
لا تقيس إنجازاتك بمقاييس الأخرين، ولا تُقارن، ولا تُسْقطْ أراء من حولك على طبيعة ما تشعر به حيال نفسك، أي من يقول لك "لم تُنجز شيء" أو " ماذا فعلت؟" مستنكرًا لا يعني أنّك كذلك بالفعل، هم يرون فقط متى تُشع للخارج لكن لا يرون مدى مقاومتك وصمودك ولا يسمعون أنينك وأنت تحاول في أشياء لا يرونها بعين مقايسهم الخاصة! |
عدم وصولك لهدفك حتى الآن، لا يعني أنّك غير منجز بل لربما لم يُكتب لك حتى الآن.. |
وقفت على نص قصيرة في هذا الشأن للأستاذه أفنان الجعر، راق لي جدًا نصه: |
"إن كان في آخر آفاقك أمل يخبو وميضه، فلا تظننه - إن كان عند الله مقسومًا لك -أنه سيموت..! |
لا أخفيك أنني أيضًا وقعت فريسة هذه الحالة أيضا؛ يا للعجب! |
تجاوزتها ولله الحمد لذا أدعوك لأن تُنّقب عن إنجازاتك الصغيرة العميقة واحتفِ بها، اكرم نفسك وعزز ما تقوم به، يكفيها ما تواجهه من واقع يتصادم مع سعيك فلا تكن عليها مع ما تواجه، ساند نفسك واعلم أنّك بالفعل تقوم بشيء عظيم واستمر! |
ختامًا.. |
كانت هذه فضفضة واعية من وحي التجربة التي أرجو بها أن تستفيق لنفسك وترفع وعيك لتكمل حياتك كما يجب، أن لا تيأس من نفسك ومن قدراتك بل ساندها من داخلك ولا تنتظر ذلك من الخارج! |
إلى اللقاء في نشرة أخرى إن شاء الله.. |
التعليقات