نشرة إِلهَام - العدد #4 |
بواسطة إلهام |لسعيد • #العدد 4 • عرض في المتصفح |
التذمر قاتل خفي
|
|
أخترت أن تكون نشرتي لهذا الشهر عن التذمر لما رأيته وسمعته في محيطي الواسع سواء الافتراضي أو على الواقع. |
وجدت (كل) شخص يتذمر بطريقة ما من شيء ما، وخاصة مع قرب عيد الأضحى المبارك وإجازته. فالذي لديه كثافة عمل يتذمر متى تأتي إجازته ويرتاح، وذاك الذي حاز على فرصة الإجازة مبكرًا أو تخفف من أعماله؛ يتذمر من الملل وعدم شعوره بالعيد. |
والذي توفرت حاجياته، وانعم الله عليه بجمعة الأهل والأحباب ستجده يصرخ من الضجيج والإزدحام وأنه لايجد راحته، والذي لا يملك الوقت أو المال ليوفر مستلزماته وعائلته؛ يضج صدره ويتذمر قلقًا مترقِبًا، إن أكتملت جميع الأركان وتوفرت -بفضل الله- كل شيء لصاحبه وجدته يتذمر من ضجر وملل وشعور باللاشيء! |
ما هذا بالله عليكم.. |
راقبوا أفكاركم، راقبوا أساليب حياتكم.. اعلموا أنها ليست مجرد كلمات تُقال للتنفيس بل هو فكر تتشرّبه عقولكم وينضح في حياتكم بهيئة لا تحبذونها! |
تحسسوا الأشياء التي تملكونها وأمعنوا التدبر فيها، استكشفوا لطف الله في حياتكم واصطحبوه معكم في كل خطرة وخطوة، لا تخلقوا من النعم تذمرًا فتلهيكم عن شكرها. |
لقد وجدت أناسٌ تُظلم الدنيا في وجوههم لمجرد انكسار "كوب" أو "ظفر" ولمجرد فوات موعد وتأخر دقائق، لمجرد عدم بلوغ المرام الآني ثم على صفحات التواصل الاجتماعي ينشرون كمية تذمر وضيق تحت مبدأ "حلطمة" |
تنويه: لا أتحدث عمن يتذمر "يتحلطم" وهي لا تتعدى لسانه و "كيبورد جواله" بل أتحدث عمن بلغ تذمر قرارة نفسه وانعكس على نفسيته، وانفلت من رؤية زحام النعم فيه ومن حوله. |
المتذمر إنسان لا يُدرك النعيم الذي بين يديه، ولا يستقرأ ألطاف الله في مجرياته حياته، يُركز في المفقود ويغفل عن الموجود، يبحث عما انفلت منه ولا يجد ما يعلق به. |
بالمناسبة سأخبركم قصة قصيرة لأحد هولاء الأشخاص المتذمرين: |
شاب يافع وقوي، بلّغه الله من الصحة - ما شاء الله لاقوة إلا بالله- مبلغًا عظيمًا، أنعم عليه بأبوين عظيمين يحبونه ويذودون عنه رغم كبره، أكرمه بكثير من العطايا التي لا يراها نعم من غلبة الإعتياد! |
ينام ويصحى دون دواء، يملك قوت يومه، إن سعى وجد عملًا وكسب مالًا، وهبه الله أصدقاء يساعدونه عند الشدة، ويدفعونه قدمًا عند التعثر ثم يتأفف ويتذمر ويدخل في نوبات إكتئاب لعدم قدرته على السفر لدولة أجنبية. |
لم يقنع بما يملك، ولم يرى نعم تحفه ولطف يحنّ عليه في ذهابه وإيابه، أجهش بالبكاء لفوات أمر دنيا "تافه" وأغرق نفسه في دهاليز التفكير حول السفر لدولة الأحلام، ترك النعم وركز في البلايا والنقم! |
ضاق به الحال، وأصبح أمره طرفًا في المحال حتى قرر أن.....!! |
ماذا تتوقعون؟! لا لن يخطر على بالكم |
سأقول لكم صدمة مابعدها صدمة. |
قرر ترك الإسلام ونستغفر الله فقد قال أين الله ولم يُعطي المرام! |
بدأ بتذمر من كل شيء وانتهى بلا شيء، نعوذ بالله من أن تكون أعيننا صغيرة لا ترى إلا الدنيا ولا تعمل إلا لها. |
التعليقات