نشرة "فن الكتابة" - يعدها د. ساجد العبدلي - العدد #14

كثير من المبتدئين يظنون أن الأفكار تأتي هكذا فجأة، إلهامًا، لكن الحقيقة أنها ليست هدايا عشوائية، بل ثمار انتباه.

الكاتب الحقيقي لا ينتظر الفكرة، بل يصنع لها بيئة تظهر فيها: يقرأ، يلاحظ، يسأل، ويعيش بعيونٍ مفتوحة.

الفكرة ليست دائمًا “جديدة”، لكنها تكون جديدة حين تراها أنت بطريقة مختلفة.

قد يكتب مئات الناس عن المطر، لكن أحدهم فقط يكتب عن صوت المظلة حين تلمسها القطرات الأولى، فيجعل المشهد حيًّا كأنه يحدث الآن.

حين تختار فكرة، لا تسأل إن كانت كبيرة أو صغيرة، بل اسأل: هل تخصّني؟

هل أملك شيئًا صادقًا أقوله عنها؟

الكتابة لا تحتاج إلى أفكار عظيمة بقدر ما تحتاج إلى إحساس صادق.

الفكرة التي لا تشبهك، لن تُقنع أحدًا، حتى لو كانت مثيرة.

إن الفكرة يا سادتي ليست في “الموضوع”، بل في زاوية التناول والصدق الذي يمرّ عبرها.

الفكرة التي تستحق أن تكتب عنها هي تلك التي لا تتركك وشأنك. قد تحاول تجاهلها، لكنها تظلّ تطاردك في الطريق أو قبل النوم أو أثناء الحديث.

حين يحدث ذلك، لا تؤجّلها، اكتبها فورًا،  فالأفكار لا تزور مرتين بالحرارة نفسها.

اختيار الفكرة هو أوّل تمرين على الإصغاء لنفسك. أن تسألها: ما الذي يؤلمني؟ ما الذي يدهشني؟ ما الذي لا أستطيع السكوت عنه؟

الإجابات هناك… تنتظر فقط أن تُكتب.

 🧠 تمرين هذا الأسبوع:

في دفتر ملاحظاتك، اكتب عشر أفكار تخطر ببالك اليوم، مهما بدت بسيطة أو غريبة.

ثم ضع دائرة حول الفكرة التي تشعرك بأنك لا تستطيع تجاهلها.

اكتب عنها فقرة واحدة فقط، دون مراجعة.

غالبًا، ستكون تلك الفكرة بداية نصّك القادم.