الحمام الزاجل - لو كان الغياب عنك نافعًا، لمَا عُدنا

بواسطة دليلة رقاي #العدد 55 عرض في المتصفح
لا شيء أقوى من الاستمرارية والمواصلة فيما تفعل.

صورة دفاتر من موقع أونسبلاش.

صورة دفاتر من موقع أونسبلاش.

أهلًا وسهلًا بك في عالم دليلة الودّي

يشهد الله أنني اشتقتُ إليك وإلى محادثتك عن بُعد كل نهاية أسبوع، لكن مهما طال غيابي، ها أنا عدتُ وسيكون هذا العدد مجرّد فضفضة ودّية نتشاركها معًا. فلو سمحت اخلع نعليْ النقد، واستقبل العدد بمشاعر المحبة والودّ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تبًا للعناوين مهما كانت 

تصفحتُ نشرتي مطوّلًا، وأنا أفكّر في العودة إليها. لكن الخوف كان ينخر داخلي، شيءٌ ما يقول لي: ماذا لو توفقتِ مجددًا وبقي كل شيء عالقٌ في المنتصف؟ ماذا لو كانت أعداد نشرتي خاليةٌ من النفع؟ ماذا لو لم أجد ما أنشره؟ والكثير من الأسئلة التي تبدو عميقةً في ظاهرها، لكنها سخيفة.

لكن هل توقفنا الأشياء الجدّية؟ كلًا، غالبًا ما انسحبنا من أهداف وقرارات جادّة بسبب أشياء سخيفة. وتوقفنا عن أداء ما نحب بسبب انتقادات وآراء سخيفة. هل تصدّق لو قلتُ لك أنّ هناك من يتنمّر عليّ حين أكتب محتوى مجانيًا وأنشره لنفع الآخرين؟ نعم، لقد فعلت ذلك جدتي قبل فترة وذلك حين بدأتُ الكتابة للمرة الأولى على الإنترنت، وعذرتُها لأنها أمّية.

ثم عاد نفس السيناريو ليتكرر مجددًا، من حاملي شهادة ماستر. هل تعلم أنّ هذا يحدث مع الكثيرين؟ هناك من توقف لفترة عن الكتابة لأنه لم يجد عملاء له؟ أو بالأحرى لم يعلّمه أحد كيف يصل إلى العملاء، وأحبطته تلك العبارة الشهيرة التي يضعها البعض في حساباتهم على تويتر: لا أستقبل الأعمال حاليًا. ويتسائل: كيف لهؤلاء أن يتوقفوا عن العمل بسبب كثرة الأعمال وأنا ليس لدي أي عميل.

تبًا لكم! لماذا لا يخبرني أحد كيف أحصل علي عميل واحد فقط؟ والكثير من التساؤلات... وأنت الذي لم تجد مواضيعًا لتشاركها مع الآخرين. صدّقني، هناك الكثير من التجارب يمكنها أن تساهم في تحسين حياة الآخرين، خاصة التجارب الإنسانية الحقيقية. حياتك كلها تعدّ محتوى قيّمًا وأصيلًا. فلا تستلم لآراء ناقدة بنوايا حاقدة، أو نيّات حاقدة جاحدة.

سألتني إحدى المتابعات سؤالًا وهو: كيف أكتب عن موضوع وقد كتب عنه الكثيرون؟ أي موضوع مستهلك. فأجبتها: مهما كتب الآخرون عن موضوع ما، إلا أنّ المواضيع ستكون مختلفة خاصة، إذا كانت تتخللها قصص وتجارب شخصية، وهذا ما لن تجده عند تشات جي بي تي ورفقاءه.

أكتب الآن دون توقف ودون التفات، حتى لا أستجيب لأحد تلك التساؤلات السخيفة، تعدّ نشرتي الحمام الزاجل من أعزّ ما قدمته على الإنترنت مجانًا، وكم ألهمتُ من أشخاص، ولا أدري كيف استطعت الابتعاد عنها. وإن دلّ هذا الابتعاد على شيء فإنما يدلّ على أنّ الإنسان يعتاد، يعتاد أي وضع مهما كان مع الوقت.

لقد كانت الحمام الزاجل تزين الجمعة طيلة سنة وأكثر، ثم فجأة هجرتُها فأصبحت جمعتي خالية منها. ورغم أنّ الوضع كان صعبًا في البداية لكنني اعتدتُ في نهاية المطاف. لهذا نعتاد ترك مدوناتنا ونشراتنا وحتى دفاترنا الصغيرة. وسهلٌ جدًا التشتت وسهلٌ أن تسرقنا تفاصيل الحياة المتشعّبة.

متى آخر مرة سمعت شخصًا يقول: أخذتنا الحياة. غالبًا ستكون تلك التفاصيل مجرد تفاصيل يومية لم تغيّر حياته ولا تفكيره ولا حتى حالته المادية. وإن تمعّنت أكثر قد تجد نفسك من بين هؤلاء. أي أولئك الذين ينشغلون بروتين مهما كان، وتركوا شيئًا يعنيهم أكثر، وربما كان جزءًا منهم. تمامًا مثل ذلك الشخص الذي قال لي: ابتعدتُ عن الكتابة ونشرتك حرّكت مياهي الراكدة فأرغب بالعودة للكتابة. [كان يقصد نشرة رديف التي اكتبها حاليًا].

أدعوك الآن للعودة، للعودة إلى أي شيء مهما كان، قد هجرته. سواءً كان نشرتك أو مدونتك أو حتى برنامج بودكاست. أو أي شيء خارج الإنترنت مثل: التدوين الصباحي، أو المسائي أو الرياضة، أو القراءة... أو أي شيء مهما كان. أرجوك عُد إليه وتوقف عن المماطلة والعيش في تأنيب مستمر، وإسقاط نفسك في دوامات أكثر وأكثر بسبب التسويف والتأجيل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقالاتي لهذا الشهر

أنا سعيدةٌ لأنني كتبتُ عددًا من المقالات منذ مطلع هذا الشهر:

  1. تدوينة شُكر للأستاذ طارق والأستاذ يونس.
  2. كيف وأين أجد عملاء لي في الكتابة؟
  3. لماذا قد أعتذر للكتابة وهل ستقبل اعتذاري؟
  4. هل يمكنني أن أصبح كاتب محتوى؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وصلنا إلى نهاية العدد الاستثنائي من نشرة الحمام الزاجل، يسعدني أنك فتحت هذا البريد وأكرمتني بقراءة العدد. كما يبهجني ردّك على هذا البريد وترك رسالة من أجلي. 

أو التواصل معي مباشرة على تيلجرام عبر الزر الموالي:

تواصل الآن
دليلة رقاييوسف البيشي2 أعجبهم العدد
مشاركة
الحمام الزاجل

الحمام الزاجل

هنا أكتب بشغف وحب وعفوية أكثر، وأشارك معك كل شيء يخص الكتابة والسرد القصصي وتفاصيل أخرى...

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من الحمام الزاجل