هل هناك قالب للقصة الرقمية يفي بالغرض؟ - العدد #53

مرحبًا مجددًا صديقي المبدع😍💜

قبل أن أكتب هذا العدد، عدتُ لتصفّح أعداد سابقة من الحمام الزاجل. فهل سبق ونسيت كيف تكتب؟ أو كيف تبدأ مسودتك؟ هذا ما يحدث معي الآن. وإذا كنت تتسائل عن السبب، فالسبب هو طول الانقطاع عن الكتابة والقراءة بكل بساطة.

وقبل البدء في هذا العدد أدعوك لقراءة مقال الأستاذ أحمد مكاوي عن السرد القصصي، والذي أضفته لأهميته إلى قائمة مميزة تحمل مقالات عن السرد القصصي جمعتها لك في تدوينة واحدة.

قالب القصة الرقمية

بعيدًا عن السرد القصصي الرقمي والذي ليس موضوعي الآن، كنت أفكّر في أقضصر وأفضل صيغة أو قالب لكتابة قصة رقمية قصيرة تفي بالغرض سواءً للمحتوى الطويل أو للمحتوى القصير مثل النشر على x.

وبما أنني سبق وتعلمت الكتابة الإعلانية في رديف، وتعرّفت على صيغ الكتابة الإعلانية، ولنفتح قوسًا هنا ونتمنى للأستاذ يونس النجاح والفلاح ليكون المجتمع هو الفائز بجائزة الإسكوا التي ترشّح لها رديف في هذا الشهر.

إذًا وباختصار يمكن استخدام قوالب الكتابة الإعلانية كقوالب لكتابة قصص رائعة وتفي بالغرض، ولنضرب مثالًا حقيقيًا جدًا ومن واقع تجربتي مع الحمام الزاجل.

لنحلل القصة معًا:

المشكلة: مشترك يلغي اشتراكه من الحمام الزاجل.

تأجيج المشكلة: المشترك يلغي اشتراكه لأنه غير مهتم بالمحتوى أو ربما لأنه لا يقرأ ولا يقدّر تعب الكاتب ويقطع علاقة حميمة دامت قرابة السنة دون أدنى اهتمام.

الحل: يكمن الحل في التدوينة أو المقال الذي سأنشره [لن أنشر شيئًا فقط أفترض ذلك].

هذا مثال بسيط عن صيغة PAS ويمكن أيضًا استخدام صيغة  Problem-Solution- Bridge  وصيغة AIDA.

السرد القصصي لم يعد حبيس الكهوف

نعرف أنّ السرد القصصي انطلق من الكهوف من عقر دار أقدم إنسان على وجه البسيطة، لكن مالذي يجعل السرد القصصي يعود ليظهر بهذه القوة في العصر الرقمي، ليكون أداةً في يد الإنسان المعاصر ليقضي مصالحه من ترويج وبيع والتعريف بنفسه ومنتجه...؟

يظن الكثير من الناس أنّ رواة القصة حكرٌ على الكُتاب والروائيين وبعض السحرة والمشعوذين😁😅، لكن الحقيقة أنّ في داخل مكلٍ منا قصة يجب أن يرويها للناس، لأنها تستحقّ أن تُسمع، وهذا ما أسعى إليه من خلال الحمام الزاجل هذه الأيام.

فيما يلي أسباب أهمية السرد القصصي:

القصص تأتي بأشكال مختلفة

تأتي القصة في شكل أسطورة يونانية أو قصيدة رومانية أو شعر من الجاهلية، تأتي في شكل نصٍ أو نثرٍ أو صورةٍ أو رسوماتٍ على الجلد أو الورق أو الجدران... تختلف مشارب القصة وأشكالها وحتى صورها.

ونراها اليوم في شكل أفلام سينيمائية هوليودية بوليودية عربية يابايانية، على هيئة فيديو أو صورة أو حتى مسرحية تحكي واقع حقبة ما أو حضارة ما، أو حتى قصصًا خيالية لا تمت للواقع بصلة، لكنها موجودة وتُروى، منها ما بقي على مرّ الزكان ومنها ما اندثر دون عودة، أما قصص القرآن فباقية ما بقي الإنسان...

القصص تعلّمنا التأقلم

نتأقلم مع الحياة ونفهم تجاربها من خلال القصص التي يرويها الآخرون لنا، أو القصص التي نرويها لأنفسنا، ألم تلاحظ نفسك حين تُقدم على تحدي جديد تهرع إلى الناس لتسألهم فيروون لك قصصهم فتهدأ وتطمئن، حتى الطفل يروي لنفسه القصص في خياله حين يخاف وحين يحب...

حتى أنّ كتابة القصص قد تشفينا وتخفف آثار الصدمة لدينا، وهذا من وجهة نظر العلم.

القصص تحفزنا على الحفظ والتخيّل

يروي البشر القصص باستمرار، حول يومهم كيف سيمضي وماذا سيحدث حين يذهبون إلى العمل. ويروون قصصًا حول جميع ما حدث وما لم يحدث في حياتهم. البشر قصص حقيقية وأخرى خيالية.

القصص تعيننا في على المشكلات

كم من مرة كنت في مأزق شديد فجاء أحدهم وروى لك قصة مشابهة لما أنت فيه، ففكرت في تجربة الحل المقترح في القصة لحل مشكلتك، وغالبًا ما نكتب نحن قصصًا عن مشاكلنا أو إنجازاتنا فيأتي شخصٌ آخر ليجد الحل لمشكلته بين طيات السرد الذي نشرناه.

بالقصص نفهم الآخرين

نحن نعتبر بالقصة أكثر من الحقائق العلمية والطبية. ونفهم هموم الآخرين ونتعاطف معهم من خلال قصصهم أكثر من أي وسيلة أخرى. تستطيع القصة خلق مساحة للتعاطف في داخلنا حتى ولو لم نتعرّف على الشخص، لكننا نتعاطف معهم ونكون مستعدين لفتح باب الصداقة معه.

نحن نحب ونريد القصص

القصص ليست مجرد أحداث حصلت في مكان ما، بل نحن نتعلم وننمو ونكبر ونعتبر من خلال القصة. يبدأ الطفل التعلم من خلال قصص ما قبل النوم التي ترويها الأم أو الجدة، ويبدأ في الإدراك والفهم.

وهناك قصص يرويها الأستاذ في المدرسة وفي جميع الأطوار التعليمية. نتعلم مع القصص ونتعلم التعاطف والإصغاء لآلام الآخرين من خلالها. بل نحن نتغير عن طريقها... إذا كنت ترغب بالتعرّف على أحد فابدأ في رواية قصة.

هذا جانب آخر من اهمية السرد القصصي بعيدًا عن التسويق والترويج للمنتجات والخدمات.

فضفضة

أكتب هذه الحروف قبل لحظات من إرسال العدد، وأقصد الفضفضة... أردتُ أن أخصص هذا الجزء لندردش أنا وأنت سويًا حول أنفسنا. إنه يوم الجمعة، هل أخذت وقتًا مستقطعًا لنفسك؟ أم مازلت تركض لتنهي المهام العالقة؟ إلى متى تحارب العوائق والعوالق؟ إلى متى تركض حتى آخر نَفَس؟

حاول أن تسرق لنفسك سويعات على الأقل من يوم الجمعة، تختلي فيها بنفسك وتهذب ما يمكن تهذيبه وتزيل عنها ما يمكن إزالته وتطمئن عليها، وتسعى لتوفير ما ينقصها. الأعمال لا تنتهي وسنظل نركض إلى آخر رمق.

لكن هل كل الركض محمود ويقدم لأنفسنا ما تحتاجه حقًا؟ أم أنّ هناك الكثير مما نجري وراءه مجرد وهم، ونحن بالفعل نملك ما نحتاجه للعيش برفاهية. لا تفهمني خطأ فأنا لا أقصد الركض خلف المال فقط، بل الكثير مثل المكانة والعلاقات والسمعة و...

حاول أن تأخذ نَفسك بين الفينة والأخرى وتصدّق من علمك ومالك وراحتك على المحتاجين والمتسائلين والمرضى والبائسين... هناك الكثير ممن لو أعطيتهم جزءًا من وقتك سيكون بمثابة عمل صالح وصدقة، التفت إليهم وحاول منحهم نورًا من إشراقتك.

وصلت إلى نهاية العدد، شكرًا لوقتك وانتباهك وشعورك الطيب تجاه نشرتي🥺، أنا دائمًا في الخدمة. فإن كان لديك أي تساؤل من أي نوع، فلا تتردد وتواصل معي مباشرة على تلجرامي💜🌷.