هل تأثرت دليلة بكاتب ما بداياتها؟ - العدد #44

بواسطة دليلة رقاي #العدد 44 عرض في المتصفح
مساء الحنين والنوستالجيا💜

مساء الخريف والمطر والأحلام ورائحة التراب...

جمعة مباركة 🤍🍃

مع شروق صباح هذا اليوم المميز الذي كانت ليلته موسومة بصوت الرعد، والبرق، وزخات المطر الناعمة، وهي تغسل وجه الأسطح من غبار الصيف، ومسحة كآبة آب (أوت) التي اعتلت وجوه البشر قبل الأسطح.

في تغريدة نشرتُها قبل أيام على صديقنا X وأقصد تويتر الذي غيّر هويته وارتدى ثوب الحداد بعد ثوب الزرقة والهدوء، أو ربما ثوب القوة والأناقة... يعتمد ذلك على وجهة نظر من جعل العصفور كلبًا قبل ذلك.

تغريدة لي على منصة إكس X  تويتر سابقًا.

تغريدة لي على منصة إكس X  تويتر سابقًا.

ومن بين المقترحات التي جاءت على التغريدة، هو اقتراح الأستاذ موسى والذي طلب أن أكتب عن الكاتب الذي تأثرتُ به في بداياتي. وكيف وصلتُ إلى صوتي الحقيقي وبدأتُ الغناء وانشهرتُ على مواقع التواصل وأصبحت أغني هنا وهناك... أمزح امزح، نقصد صوتي الكتابي الفريد والمميز والبديع وكل صفات الجمال... 

رد الأستاذ موسى على تغريدتي السابقة الذكر.

رد الأستاذ موسى على تغريدتي السابقة الذكر.

كتبتُ قبل سنتين على منصة حسوب i\o عن الكاتب وكيف ينتقل من المحاكاة إلى الأصالة. وكنت مدركة في تلك المرحلة أنني في محاكاة وليس لكاتب واحد فقط. بل قلدت أكثر من كاتب وفي أكثر من جانب وتعمدت القراءة لهم بكثرة.

ولعلّ أكثر من تحدث عن هذه المرحلة هو الكاتبة دوروثي براندي في كتابها لياقات الكاتب والذي سبق ولخصته ولم أنشره مع الأسف، ولازال مسودة تقبع في قبو مدونتي ولا شك أنها الآن محاطة بنسيج العنكبوت.

لقطة شاشة لمسودة ملخص كتاب لياقات الكاتب على مدونتي.

لقطة شاشة لمسودة ملخص كتاب لياقات الكاتب على مدونتي.

لم تتحدث الكاتبة عن تلك المرحلة وحسب بل قدمت حلولًا ومن بينها، الكتابة بعد كل قراءة لك حتى تفرغ جعبتك من المفردات والأساليب التي علقت في ذهنك جرّاء تأثرك بالكاتب. ومن جهتي أرى أنّ أفضل طريقة لذلك هي الكتابة والنشر على الإنترنت بشكل مستمر، مستمر... وليس في المواسم فقط. 

فالكتابة الكثيرة ولو كانت ردئية، مثل النار التي تصقل الذهب ليصبح خالصًا أصيلًا نقيًا من كل الشوائب التي علقت به أثناء الطريق، أليس كذلك؟

قصتي من المحاكاة والتقليد إلى الأصالة والتجديد

العنوان خرافي أليس كذلك؟ اِعترف... أجلس الآن إلى حاسوبي سرّ سعادتي في شهر المطر من سنة 2023، وأرى دليلتي الصغيرة وهي تجمع أوراقًا بيضاء في نهاية الموسم الدراسي من سنة 2006، أو ربما قبل ذلك بكثير...

كانت تأتي بجميع الكراريس وتأخذ الأوراق المتبقية، وتجمعها وتخيطها في دفتر واحد، لقد كان ذلك دفتر الخربشات والإبداع، ربما حينها كنت أتابع كرتون إيميلي فتاة الرياح. لم يكن لديّ خال يحب الأدب والتأليف ليدعمني مثلها، لكن كان لدي جدة تغضب من حملي المتكرر للأقلام والدفاتر بعد نهاية الموسم المدرسي.

صورة لكرتون إيميلي فتاة الرياح.

صورة لكرتون إيميلي فتاة الرياح.

قد تتسائل ماذا كانت تكتب دليلة وقتها؟ كان هناك ديوان لنزار قباني في البيت، لا أدري هل حقًا كنت أحب الشعر وقتها أم مجرد مراهقات طفولية. لكنني قرأته وربما حفظته ولا تسألني لأنني لا أذكر شيئًا من شِعره الآن.

نعم تمامًا كما خمنت، لقد بدأتُ بكتابة الشعر الحر وكنت أستمع لمحمود درويش في الإذاعة الثقافية أحيانًا. أذكر جيدًا أن ذلك الدفتر امتلأ شِعرًا بقلم أحمرِ اللون، ولا تسألني من كان ملهمي فأنا لا أدري. غالبًا كنتُ ملهمة نفسي.

ثم بعد فترة توقفت عن فعل ذلك، ولابد أنني لستُ شاعرة باختصار وإلا لما جفّت قريحتي كما تجفّ المنابع في شهر كانون. وانتقلت بعدها إلى ظاهرة أخرى كانت معالجة أحداث يومي بالكتابة.

كلما حدث موقف أكتب عنه.. وأرمي الأوراق أحيانًا وأحرقها أحيانًا أخرى... حتى أنني نقعتها في الماء في بعض المرات. لا لا... لم أشرب ماءها فلا تسئ الظن، فأنا كاتبة ولست ساحرة. تخيّل لو أنني أنقع كتاب الرافعي أوراق الورد وأشربه ماءه، هل سأصبح رافعية؟

ولعلّ من أجمل المواقف التي أتذكرها في الثانوية حين اطّلعت صديقة لي على دفتري المخصص للخربشات، وسَرقته عنوةً منّي لأن محتواه أعجبها وسرق لبّها. كانت تلك هي المرة الأولى التي يُعجب شخص ما بما أكتب.

وكأني بك تقول في سرّك: "وما أدراها هي بالأدب واللغة في ذلك العمر". أتفق معك، لكن الموقف أسعدني جدًا ولو أنني حزنت على دفتري لفترة. مرّت فترة الثانوي هكذا... والجامعة، وقد سردت القصة في كتابي المجاني رحلة كاتب محتوى.

حمّل النسخة الآن واستمتع بالقصة

كأنني لم أُجب بعد على سؤال الأستاذ موسى، والذي كان عن كون كتاباتي وكتابات الأستاذ يونس كتابات رجلٍ واحد.

بعد أن قرأتُ كمًا هائلًا من نصوص ومقالات الأستاذ يونس وإجاباته في كورا تابعني على كورا أيها الرائع. وقرأتُ له أيضًا في حسوب i\o حين كنت أكتب هناك، وحضرتُ له أعدادًا من حلقات البودكاست والكثير الكثير من الحصص في رديف.

سأكون ظالمة بعد كل هذا لو لم أقتبس جزءًا من إبداعه. لكن هل يعني هذا أنّ جميع مشتركي رديف قد يتأثرون بأسلوبه؟ لا، ليس بالضرورة. لكن في نظري سيتأثر كل من لديه القابلية لذلك وتتقاطع خلفيته مع الأستاذ يونس في مكان ما. فحتى في اللغة، الحروف على أشكالها تقع.

وكيف تفردتي بأسلوبك يا دليلة؟

للأمانة لا زلت لم أتفرد بعد بالشكل المطلوب والذي يرضيني أنا. لا زلت أذكر حين راسلتُ الأستاذ طارق الموصللي الذي دعوته لتسجيل حلقة عن الجانب المظلم للكاتب لكنه رفض وقد صرّح بذلك في إحدى تدويناته.

لقطة شاشة لتدوينة الأستاذ طارق التي تحدثت عنها.

لقطة شاشة لتدوينة الأستاذ طارق التي تحدثت عنها.

فإن كان بينكم مَن كلمته مسموعة عند الأستاذ فليدعه ثانية بدلًا عني. راسلته وسألته كيف أكون أنا في مقالاتي؟ فقد كان لدي تحكّم رهيب في كتاباتي حتى لا يظهر صوتي الحقيقي. وكنت أحذف الكثير من الجمل التي تشبهني عند المراجعة، كنت أكتب وكأنني أخاف أن يراني أحدهم أو يعرفني.

وأنا أتصفح مدونة الأستاذ طارق، وجدتُ مقالًا رائعًا سيفيدك في اكتشاف أسلوبك أيها الفريد المميز. عنوانه: هل تعلم أنّ سبيل الابتكار يمرّ بالتقليد؟

وإلى اليوم لازلت أحاول أن أجد حرفي الصادق وأسلوبي الخاص وسط كل أولئك الذين قرأتُ لهم في صغري وشبابي واليوم. وإن كنتَ تسعى لذلك أيضًا فأرشح لك هذه التدوينة من عميد التدوين يونس بن عمارة. كيف تكوّن أسلوبك الخاص؟

إليكم جمال ما قيل في صوت الكاتب وأسلوبه [مأخوذ من مقال يونس نفسه]:

الأفكار تكون، قبل أن يفرغها الفنان في قالبه الخاص، من الأملاك العامة؛ فإذا عرف كيف يصوغها على الصورة اللازمة الملائمة تصبح ملكًا خاصًا له، تسير في الناس موسومة بوسمه، وتعيش في الحياة مقرونة باسمه. فالأسلوب وحده هو الذي يُملّكك الأفكار وإن كانت لغيرك.

دفاع عن البلاغة تأليف أحمد حسن الزيات تح محمد عبدالعزيز عبدالخالق، دار الكتب العلمية صفحات 50، 51، 52.

وأنا أعيد قراءة المقال، وجدت الأستاذ يضرب مثالًا عن السرقة المحمودة في الأدب بطريقته.

لقطة شاشة من مقال الأستاذ يونس.

لقطة شاشة من مقال الأستاذ يونس.

وبالمناسبة إذا كنت تعاني من حبسة الكاتب، فإليك هذا الثريد الذي يحمل لك 30 كبسولة وأكثر لعلاج حبسة الكاتب. وغالبًا هذا أول ثريد أكتبه على تويتر.

في نهاية المقال الذي أشرت إليه، ستجد في نهايته كيف تكتشف ما إن أصبح لديك أسلوبك الخاص أم لا. وأكتفي بهذا القدر وأختم بردّ الجميلة هند على نفس التغريدة التي كانت ضيف شرف هذا العدد.

ردّ هند على تغريدتي.

ردّ هند على تغريدتي.

في النهاية أشكر لكم حسن الإصغاء والمتابعة وأراكم في الموجز القادم، من يعرف من أين سرقت ذلك؟ نعم من مذيعي نشرات الأخبار في الجزائر. في النهاية يا أصدقاء لأدعوكم للاشتراك في رديف وسرقة الأساليب والأفكار والجمال... اسرقوا بحبّ ونزاهة كفنانين مبدعين. فالعمر يمضي والأيام لا تنتظر.

شارك العدد أو ردّ عليه مباشرة وابق بخير😇

نشرة ميرةدليلة رقايmustafa nouh4 أعجبهم العدد
مشاركة
الحمام الزاجل

الحمام الزاجل

هنا أكتب بشغف وحب وعفوية أكثر، وأشارك معك كل شيء يخص الكتابة والسرد القصصي وتفاصيل أخرى...

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من الحمام الزاجل