5 أعذار سخيفة يجب أن تتوقف عنها لتنجح - العدد #43

مساء الخير وجمعة طيبة💜

للأمانة لقد اكتشفت مؤخرًا أنني أميل لكتابة الأشياء والمواضيع التي تحتاج قليلًا من الغضب والقسوة. على الرغم من أنني غرقتُ ولفترة طويلة في كتابة أشياء حزينة وتُشعر القارئ أنّ الحياة مليئة بالوحوش البشرية.

لا أنفي وجود الوحوش البشرية والذئاب وحتى الأرانب والسنافر... لكن لم يكن عالمي بتلك القسوة. ربما حساسيتي المفرطة تجعل من الأمور مضاعفة. لكن حين بلغت الثلاثين اكتشفت أنّ أسوء ما قد يفعله المرء بنفسه هو البكاء على الأطلال.

والأطلال تشمل الأشياء والأشخاص والأماكن والمشاعر... كل شيء. لكننا نميل لذلك لا أدري لماذا ولا أريد أن أعرف. كل ما أريده هو أن لا أعود لكتابة تلك الأشياء الحزينة المحزنة، ولحسن الحظ أنني مزقت كل تلك الكتابات والروايات البائسة.

لا أصدق أنني كنت أكتب بتلك الطريقة التي تبحث عن أعمق نقطة حزن في داخلي لتستفزها وتبدأ مناحة لا تنتهي إلى وجه الفجر. لقد كنت سابقًا لا أنام إلا بعد تقليب القديم كما قال حمزة نمرة، والمؤسف أنني أعشق كل أغانيه التي تقلّب المواجع ... وآآآه، لقد توقفت أخيرًا...

صحيح أنني أحببت أغنيته رياح الحياة لكن لم أستمع إليها بنفس الحجم الذي استمعت فيه لداري... ياه. من قال أن التقدّم في العمر شيء سيء، بل على العكس هو شيء رائع صحيح أنّ التجاعيد ستغزو وجهي لكنها أرحم من التفاهات والسخافات. مهلًا، لا أهلا بالتجاعيد إن كنت سأبقى بذات السذاجة والغباء.

تحدثت كثيرًا ولم ندخل في موضوع اليوم، وهذا يذكرني بنكتة تعجبني وأضحك دائمًا حين أحكيها لأحد، ربما أضحك حتى لا أبدو سخيفة حين لا يضحك الطرف الآخر. النكتة تقول: التقت سيدة مصرية برجل ودار بينهما حوار طويل، كانت السيدة هي من تديره بطبيعة الحال وتتكلم عن نفسها.

ثم انتبهت لنفسها وقالت: حكينا كثير عني، خلينا نحكي عنك. إيه رأيك فيا؟ ليست مضحكة؟ بصوتي ستكون أجمل، ربما مستقبلًا أحكيها لك حين يوفر لنا الأستاذ عبد العزيز برغش خاصية التسجيل الصوتي. ألم أخبرك أنني ذكية؟ سيستلهم مطور هدهد فكرة من نكتتي.

ملاحظة: حتى تكسب أي الشخص اجعله يتحدث عن نفسه، وأعطه فرصة لذلك... وإن كنت كاتبًا اجعله يجد نفسه في سطورك. نعم بالضبط لاعب الأنا ودغدغها...

قبل أن أسرد عليك الأعذار التي نقنع أنفسنا بها، دعني أخبرك أنني أصبحت بفضل الله كاتبة تجربة مستخدم. وفي هذه التدوينة سردت الكثير من الأحداث منذ انطلاق الدورة وإلى غاية التخرج.

5 أعذار توقف عنها إذا كنت تسعى للنجاح

دعنا نتفق في البداية أنّ النجاح مفهوم فضفاض ونسبي، فالنجاح بالنسبة لك ليس نجاحًا عند غيرك وهكذا... لذلك من المهم أن تكون على دراية ما النجاح بالنسبة لك. 

لن أسعى للمال حتى يكون لدي رأس المال

حين بدأنا دورة كتابة تجربة المستخدم تحدث الأستاذ محمود عن المال، وقال أنّ المال مهم جدًا ولهذا نحن هنا. وكاذب من يقول غير ذلك، المال ليس سيئًا ولا شريرًا ولا قبيحًا... المال من الأشياء المهمة في الحياة، قد لا يكون الأهم على الاطلاق. لكن بالتأكيد ليس الأقل أهمية.

ومن الحلقات التي أفتخر أنني سجلتها مع الأستاذ يونس حول المال، تحدثنا فيها كثيرا عن الكاتب والمال وأدعوك لسماعها من خلال هذا الرابط. الخلاصة يا صديقي هي: توقف عن التعذر بأنك مفلس إذًا لن تسعى لكسب المال.

من أتفه وأسخف الأعذار التي تعذرت بها لفترة طويلة هي أنني لم أبدأ مدونة ولم أبدأ العمل على الإنترنت بسبب عدم وجود المال وتعثرت لسنوات لكنني حين بدأت وكسبت المال كنت لا أزال مفلسة.

بمعنى حتى لو كان رصيدك البنكي الآن بالسالب، فكّر وخطط كيف تكسب المال ولا تنتظر حتى يصبح لديك رصيد.

إذا كنت في جلسة ووجدت من فيها يتحدثون بسوء عن المال، أو يلمّحون أنّ من يسعى للكسب ينافي الأخلاق والفضيلة، فغادر المجلس لأنك ستكتسب قناعات تعطّل حياتك لفترة من الزمن، المال في يد الصالح مال صالح، والمال في يد الطاغية المستبدّ ظلم وجهل... المال بريء.

لا تنتظر حتى تكون طبيعيًا مقبولًا لتبدأ

لا تتعذّر بخجلك ولا تطلق قناتك على اليوتيوب التي تحلم بها لسنوات. لا تؤجل البودكاست الذي تفكٍّر فيه من سنوات فقط لأن لديك بعض التأتاة، ولعلّ من أجمل القصص قصة ابن عطاء الخطيب الألثع والذي لا ينطق حرف الراء، فكان يأتي بمرادفات للكمات التي تحوي حرف الراء ويستمر في خطابه.

لم يعتزل الخطابة بسبب التنمر أو رأي الآخرين، توقف عن التعذر بأشياء كهذه ... وإن كنت تخاف من شيء ما، أخرج إلى الناس وصرّح به حتى لا تداري ظهوره طول الوقت وتخاف. أتفق معك لأن واقع اليوم لا يرحم خاصة مع الإنترنت.

سيجدون أشياء تخجل منها، وأخطاءك وعاهاتك وكل شيء من شأنه أن يكون محتوى لأولئك المتفرغين للتفاهة... يحدث ذلك مع المشاهير فقط فلا تقلق. وابدأ في فعل ما تريده دون أن تخجل من كونك مختلفًا أو غريبًا... لأنك ستجد من يشبهك ومن يراك الأفضل.

ابدأ شيئًا خاصًا بك وتوقف عن الأعذار

أتعجب من بعض الكُتاب الذين يقضون سنواتا من حياتهم يكتبون في مدونات العملاء ويصورون لقطات شاشة لمقالاتهم وهي تتصدّر نتائج البحث في مواقع العملاء، لكنهم لا يطلقون مدوناتهم، والله إني لأفخر بالمقال وأنا أنشره في مدونتي دون مقابل أضعاف ما أفرح بمقال أكتبه مقابل دولارات.

فإذا أردت أن تنجح في مجالك، فابدأ مدونتك الخاصة أو نشرتك البريدية، أو قناتك على اليوتيوب... أو شيئًا منك وفيك ويعبٍّ عنك ويعود بالنفع لك.

لا تتعذّر ببيئتك وأدواتك

تعذرتُ لسنوات بالبطاقة البنكية ولم أبدأ العمل على الإنترنت، وحين بدأت عرفت أنها مجرد أعذار واهية. لأنك حين تقرر ستصبح الجدران طريقًا مفتوحًا لك، تعذرت بعدم وجود حاسوب والكثير... ولازلت أرى الكثرة يتعذرون بذلك.

حتى أنني قبل فترة كنت أحدّث فتاةً لم تكمل دراستها وبحاجة إلى عمل لإعالة أمها المطلقة، وكانت يائسة بسبب أنّها تًرفض لأنّ مستواها التعليمي المتوسط فقط. أعطيتها عدة حلول لتبدأ على الإنترنت، وعرضت عليها المساعدة.

لتنطق فتاة أخرى تدرس في الجامعة تخصصا في برمجة التطبيقات، كانت تدافع باستماتة على أنّ العمل على الإنترنت بدون فائدة ولا مستقبل له في الجزائر... كلما قدمت مشكلة قدمتُ لها حلًا بديلًا، وظلت ترفض فتعبتُ منها.

وقد بدا لي أنّ الأخرى استسلمت ولربما قالت في نفسها: تلك جامعية وترى الأمر بهذا السواد فكيف بي... الأدوات ليس مشكلةً أبدًا، المشكلة والكارثة في العقلية وفقط. فإن لم تتدارك نفسك وتطور عقليتك ستنقرض حتى لو كان لديك أدوات إيلون ماسك.

سأبدأ حين أكون جاهزًا

حتى المرأة الحامل قد تلد قبل أوانها أحيانًا، ولا تكون جاهزة ولا حتى طفلها... وأنت مازلت تقول سأبدأ حين أكون جاهزًا مئة في المئة، لا أحد بدأ عمله وهو في أتمّ الجاهزية لكنه ثابر وسعى ونجح، فابدأ بالمتوفر لديك من فكرة وأدوات ووسائل...

وأنت صديقي الكاتب، إذا انتظرت المزاج المناسب للكتابة فإنك لن تكتب أبدًا، أيهما أحبّ لقلبي برأيك؟ أخذ قيلولة أم إنهاء نشرتي وإرسالها؟ كذلك أنت... النفس تؤثر الراحة فلا تنصع لها.

وصلنا إلى نهاية عدد اليوم، شاركه إن رأيته نافعًا وأراك في العدد المقبل💜🥰