هل حقًا للامتنان القدرة على تغيير حياتك؟ - العدد #39

بواسطة دليلة رقاي #العدد 38 عرض في المتصفح
يا هلا والله، اشتقت يا عائلتي الجميلة💜🥹.

صورة تحمل عبارة شكر،  Photo by Priscilla Du Preez on Unsplash

صورة تحمل عبارة شكر،  Photo by Priscilla Du Preez on Unsplash

عدتُ يا أصدقاء الحمام الزاجل، بعد غياب بعذر أو لنقل بعذر مفتعل😁. وازداد العذر جمالًا لأنه جعلني أعود لكتابة العدد بودّ وشوق وشغف منقطع النظير. وقدّرتُ قيمة الحمام الزاجل أكثر. لأنه يبقيني في تواصل معك ومع الكتابة رغم كل شيء💜🙂.

ما هو الامتنان؟

حسنًا... مؤخرًا بدأ المصطلح ينتشر بكثرة وبمبالغة، فتجد هذا ممتن لحذائه وتلك لكوبها وذاك لسيارته... وقصص لا تنتهي. حتى الفعل أمتنّ أصبح أكثر استخدامًا على مواقع التواصل الاجتماعي. لا أدري إلى أي مدى لاحظت ذلك، خاصة على انستجرام.

بالمناسبة، تابعني على انستجرام 😁🤍

والمقصد هو أن تشكر الموجود في حياتك. لكن الشكر موجود لدينا منذ الأزل يا سادة، ولدينا في القرآن والسنة قيمة هائلة للشكر، ويتلخص ذلك بقوله تعالى: "ولئن شكرتم لأزيدنكم" وهكذا ارتبطت الزيادة بالشكر، وهذا طبيعي جدًا. [أصبحت الآية أكثر ترديدًا أيضًا].

ملاحظة: الآيات والأحاديث كثيرة في هذا الباب وكذا القصص وما جاء في الأثر... ولست هنا لنقاش ذلك.

تخيّل لو أسديتَ معروفًا لأحدهم فشكَرك وأسرف في الشكر، سوف تؤدي معروفك بجودة أكبر لأنه يستحق ذلك ويقدّر، ثم يقدم لك الهدايا نظير معروفك، ويذكرك عند الناس بالخير... هل ستتوقف؟ وفي المقابل شخص لا يؤدي الشكر، ويعاملك بجحد وإجحاف، هل ستستمر في البذل من أجله؟

وهنا لا أتحدث عن أولئك الذين تربطك بهم نوع من العلاقات مثل الوالدين، فالإحسان مطلوب والمعاملة بالمعروف. وهناك أيضًا مقولة أحبها جدًا ولا أعرف قائلها: " من كان في نعمة ولم يشكر خرج منها ولم يشعر".

إذا كنت تتسائل لماذا نشرتي اليوم خرجت عن المألوف، فأنا لا أدري. فقط أكمل القراءة. هذا ما وجدت نفسي تتوق لقوله.

إذن، الخلاصة يا صديقي هي أنّ الشكر خُلق وضرورة مطلوبة وتؤجر عليها مرتين، تحفظ النعم التي أنعمها الله عليك، وترفع قدرك وأجرك لامتثالك للخالق.

  Photo by lilartsy on Unsplash

  Photo by lilartsy on Unsplash

ما علاقة الامتنان بالكتابة؟

تخيّل معي أن تحمل دفترك وتبدأ بكتابة النعم التي لا تعدّ ولا تحصى، قبل فترة كتبت قائمة بـ 100 من الأشياء التي لدي وأحبها، مثل: الهاتف، الدفاتر، الأقلام، الكتب، طاولة، حاسوب، محفظة، حافظة أوراق...

نعم أقصد الأشياء المادية التي لم تكن بحوزتك وامتلكتها وأنت ترغب وتطمح لامتلاكها، يالله كم لدينا من الأشياء الرائعة والتي لا نقدّر قيمتها. لا زلت أذكر حين كانت تلك العلامة اللعينة تظهر طول الوقت في أعلى شاشة هاتفي.

وهي تقول لي بكل عجرفة ودون أدنى شعور بالذنب لأجلي، وتشير إلى أنّ هاتفي ممتلئ ولا توجد مساحة لا للصور ولا لتحميل كتاب فما بالك بتطبيق، وكنت أضحي بتطبيقات مثل الانستجرام وفيسبوك لأجل كورا وجوجل دوكس.

ياه ما أجمل الحياة وأنت تمتلك هاتفًا بذاكرة 32 جيجا، أو 64 جيجا. ويمكنك تحميل أي شيء تريده دون أن تحمل هم الذاكرة، وهذا مثال صغير فقط.  فقس على حياتك والنعم التي لديك والتي يجاهد ليصل إليها البعض.

يوجد الكثير من التطبيقات التي تساعدك في صنع عادة الامتنان ولنقل الشكر، لكن لا يوجد أجمل من كتابتها بالقلم على الورق، للكتابة بالقلم شأن عجيب يا سادة وأكاد أجزم أنّ في الأمر سرّ عجيب نجهله.

كيف للكتابة أن تمنحنا كل هذه المشاعر من التحرر، والإندفاع لتحقيق الأهداف والمهام والكثير... 

الامتنان والكاتب

صديقي الكاتب وكاتب المحتوى وجميع من يكتب... للامتنان والشكر فائدة عظيمة لتستمر فيما تفعل وفيما تقدّم. يعتقد البعض أنّ ما يقدّمونه من محتوى والتفاعل الذي يحققه شيء هيّن والجميع قادر على فعله.

لا يا صديقي، ذلك غير صحيح. فإنّ ما تحققه بسهولة هو حلم غيرك. وما تطمح إليه هو منطقة راحة البعض، لأن الموضوع يتعلق بالمراحل وحسب وكل تلك المراحل المتقدمة ستصل إليها حين تستمر، والأهم من ذلك أن تشكر وتقدّر ما لديك.

فإن كان لديك حاسوب فهناك من أرهقته وقسمت ظهره الكتابة بالهاتف، وإن كان لديك مكتب فهناك من انحنى ظهره على لحاف في الأرض... وإن كان لديك كرسي تجلس عليه ويريحك، فهناك مَن 360 عظمة تصرخ كل ليلة وتلعنه حين ينام جرّاء المقال الذي كتبه وهو يجلس على كرسي مهترئ.

ملاحظة: عدد العظام من خيالي وحسب.

ذات مرة كنت أتصفح تويتر وقد رأيت تغريدة كتب صاحبها فيما معناه، هل كسبت أول 20 دولار من حروفك. وقد لاحظت كاتبة علقت بالنفي. حرفيًا كنت أراها نشيطة وألوم نفسي وأقول كيف تنشر بهذه الوتيرة المنتظمة وفي عدة أماكن.

وإذ بها تحاول وتجاهد لتكسب من حروفها، وأنا إليك كيف فكرت. ولمت نفسي على تقصيري مع أنني حينها كنت قد حققت أول 20 دولار وأكثر. أرأيت كم أنّ الإنسان ظلوما جهولا... بالمختصر يا صديقي كن سعيدًا شاكرًا حامدًا لما لديك قبل أن تفقده.

الامتنان يغيّر حياتك، هل يحدث ذلك حقًا؟

تخيّل نفسك وأنت تستيقظ صباحًا فتتصفح وسائل التواصل الاجتماعي حتى ولو كان ذلك بهدف العمل، فترى الكثير من الأحداث الرائعة في حياة الآخرين. والبعض منهم مع الأسف يخرج للتنزه أو للتسوق ليس بهدف متعة نفسه ونفعها وإنما بهدف التقاط صور رائعة لانستجرام.

وتشارك تلك صور الزهور التي جاءتها هدية وربما تكون اشترتها لنفسها أو حتى مجرد صورة في محل الزهور، وتجد نفسك التعيس الوحيد على الكوكب، حياتك لا تسير على ما يرام وليس لديك وقت للتنزه ومشاركة الصور بسبب العمل وفوق هذا أنت لا تزال مفلسًا ولم تحقق تلك الحرية المالية التي يتحدثون عنها.

لقد أصبح التحدث عن الثراء ترند هذه السنة على ما يبدو، حتى أنني رأيت إحداهن تتحدث على تويتر قائلة: لا تشرب القهوة في ستاربكس، اشتري مقهى ستاربكس، وبع قطع غيار السفن ... ولا تذهب مع والدك لغسيل الكلى بل اقرأ كتابًا عن ريادة الأعمال... والكثير من التخريف...

حتى أصبح الإنسان يظن أنّ قضاء وقت مع عائلته مجرد لهو وأنّ العمل وبيع قطع غيار العقول لعديمي العقول أفضل من أهلك وأصدقاءك... لا أقول عليك تضييع الوقت هنا وهناك، لكن بالنسبة لي فلا أرى أبدًا الخروج مع صديقتي لهوًا ولا حتى اللعب مع أولاد عمي الصغار والاحتفال معهم بعيد ميلادهم أو أي مناسبة أخرى، لهوًا...

بعد كل هذا الذي قرأته، ماذا سيكون شعورك حين تحمل دفترك وتكتب، الحمد لله على نعمة الوالدين والاستيقاظ على صوتهما كل يوم حتى لو كان نقاشًا عنيفًا حول أحد الأمور التي تخصك أو تخص إخوتك.

ونعمة العافية والعقل... أنت يا صديقي تستيقظ لتؤدي مهامك كل يوم بعزيمة ومثابرة. وهناك الآلاف ممن لا يستطيعون الاستيقاظ صدّقني، لديهم كل شيء لكن ليس لديهم الرغبة والهمة والشغف، لديهم فقط الإنطفاء.

أنت تسهر على كتابة مقال للعميل أو جدولة المنشورات أو حتى تصاميم... لكن هناك من يسهر على لعبة سخيفة ويستمتع لأنه في صباح اليوم التالي يذهب إلى عمله الذي يراه أسوء عمل ولم يعد يتحمّله...

حاول أن تتعلّم ممارسة الحمد والشكر بالورقة والقلم، واكتب النعم صغيرها وكبيرها التي تنعم بها وحرمها الآخرون... الكثير من الأشياء كنا نمارسها ونملكها وكأنها مضمونة لكننا اليوم نحنّ ونشتاق ونتمنى أن تعود ونعيشها ولو لمرة واحدة.

نعمٌ يتمتع بها الكاتب وصانع المحتوى

  1. أنت تكتب وتصنع محتوى وتتعلّم مهارات، وغيرك فقط يستهلكه ويلعن مواقع التواصل.
  2. أنت تثابر وتسعى وتحب عملك الحر، غيرك يلعن الوظيفة ويلعن البطالة ولا يدري كيف يبدأ.
  3. لديك حاسوب وهاتف جيد على الأقل وربما مايك ومكتب... غيرك لازال يبحث: كيف أبدأ كتابة المحتوى بالهاتف؟
  4. أنت تذوقت طعم المال الذي كسبته من مهاراتك التي تتعلمها في المدرسة، بل كافحت لتتعلمها بنفسك... غيرك لا يعرف نفسه ولا يعرف ما المهارات المناسبة له.
  5. أنت تعمل الآن وتفكر في التوسع والتطور والانتقال إلى منصة أخرى، غيرك لازال يعمل في منصات العمل الحر في صمت ولا يستطيع التحدث حتى في مساحة ولا يثق في أي عميل يأتيه خارج المنصات.

والكثير الكثير... ألا يستحق ذلك الشكر والحمد يا صديقي، العمل الحر ليس سهلًا وليس سهلًا أن تكسب المال من كتابة وصناعة المحتوى في وسط 99% منه يصابون بالإحتراق الوظيفي والنفسي وأنت الناجي الوحيد، لأنك تحمد الله وتمتنّ على النعم التي تغمرك.

لديك إنترنت وهذه أكبر النعم، وإذا كنت ترغب في دخول مجال الكتابة رغم كل الصعوبات أدعوك للاستماع إلى هذه الحلقة من بودكاست رحلة كاتب مع الكاتب أحمد الأحمد

حلقة بودكاست رحلة كاتب مع كاتب الإعلانات وتجربة المستخدم محمد الأحمد.

حلقة بودكاست رحلة كاتب مع كاتب الإعلانات وتجربة المستخدم محمد الأحمد.

وصلنا إلى نهاية العدد يا صديقي، وهناك احتمال أن تتحول الحمام الزاجل إلى نصف شهرية في الفترة القادمة وإلى اللقاء...🤍💜

يسعدني ردك على هذا العدد😍🙈

يونس بن عمارةIsraa Abdullahأمل محمد6 أعجبهم العدد
مشاركة
الحمام الزاجل

الحمام الزاجل

هنا أكتب بشغف وحب وعفوية أكثر، وأشارك معك كل شيء يخص الكتابة والسرد القصصي وتفاصيل أخرى...

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من الحمام الزاجل