الكاتب الرمضاني! - العدد #30

تخيّل أن أكتب لك في رمضان، يالله... أخاف من أن تفرط مشاعري كالعقد وتتناثر على الويب كحبات اللؤلؤ... أنا أكتب لك في أيام عظيمة، أيام فيها يختلف الشعور، وينتظم النبض، وتصفحو الروح ويرقّ القلب.

تخيّل أن تنجز أعمالك أيها الكاتب وأنت صائم تترقّب موعد الإفطار لتحتضن فرحتين، فرحة بصومك وفرحة بما لذّ وطاب... 

أتخيّلني أكتب النشرة وأخاف أن يحترق القدر... لقد فعلتها عدة مرات لكن مع إبريق الشاي فقط، وإن تكررت مع الإفطار ستكون كارثة، ستأتي النشرة محمّلة بنكهة الأكل المحترق. لا أدري كيف أهدئ خفقان قلبي لجمال المشهد، مشهد الكتابة في رمضان...

في السنة الماضية دخل رمضان وأنا مبعثرة حرفيا كنت مبعثرة، أعمل بالهاتف، وأجلس في مكان غير بيتنا لأن النت لم يكن متوفرا، وعدت بعد أكثر من أسبوع من رمضان... ومرضت مرضًا شديدًا وكنت مرهقة ولم أستغلّ ليالي رمضان ولا أيامه...

كان تقريبًا من أسوء الرمضانات التي تمرّ عليّ منذ زمن...، لكن اليوم أجد في نفسي راحة وطمأنينة وسكونًا وفرحًا وبهجة وأسأل الله أن يسكب مثلها في قلبك وأكثر، وهذا العدد سيحمل بعضًا مما في قلبي لك.

الكاتب والصيام

أعرف أنك لست ممن ينامون عدد ساعات أكثر من المعتاد في رمضان، وأعرف أنك تستيقظ لأداء مهامك وتسابق الوقت لتعطي نفسك متسعًا للقرآن والذكر لذلك، لا يوجد وقت أفضل من وقت ما بعد السحور والفجر عدة سويعات ستكون كافية لإنهاء جميع الأعمال.

وفي هذا المقال تحدث الأستاذ يونس عن كيفية إدارة طاقتك في رمضان، لأن الوقت يختلف عن باقي أوقات السنة. فطاقتك بعد السحور تختلف تمامًا بعد الفطور، خاصة بالنسبة للإناث اللواتي يطبخن وينظفن فإنّ الطاقة ستكون صفرًا بعد الإفطار.

وهنا أقول لهنّ أن يحتسبن الأجر لله، تخيّلي أن كل أهل بيتك أنت تطبخين لهم، والطبخ أشبه بالكتابة فكلاهما حب تقدمينه الأول يطعم ويشبع البطن، والثاني يطعم العقل ويشبع الفضول، فكيف لو اجتمع الاثنان في يومك... إنه لأجر عظيم وربي.

أعط نفسك في رمضان فرصة للتفكّر في كل تفاصيل حياتك، وقلل دخول مواقع التواصل الاجتماعي إلا من نشر مهم يدخل ضمن خطتك التسويقية لنفسك. عدا ذلك قلل ماستطعت من الهاتف وازهد فيه.

وبدل ذلك أقترح عليك مشاهدة هذه الحلقة الرائعة رفقة الأستاذ والكاتب الرائع أحمد العساف

وإليك هذا المقال المميز أيضًا للأستاذ أحمد العساف، يتحدث عن جماليات خطاب القرآن عن رمضان.

ولن أطيل عليك يا صديقي، كل عام وأنت بخير وصحا فطورك وسحورك كما نقول في الجزائر... وتقبّل الله طاعاتك وبالتوفيق لك في كل خطوة.💜🥹

وإن كنت صديقا جديدا فأرحب بك وأدعوك لزيارة مدونتي، والاشتراك في قناة اليوتيوب والبقاء بالقرب صديقي🤍