الآلة قد تسرق وظيفتك وليس إنسانيتك - العدد #27

بواسطة دليلة رقاي #العدد 27 عرض في المتصفح
🤍مساك طيب وجمعة طيبة💜

صورة فتاة تكتب، Photo by David Iskander on Unsplash

صورة فتاة تكتب، Photo by David Iskander on Unsplash

مرحبا صديقي الرائع كيف حالك؟ كيف تشعر وكيف تسير معك أمور الحياة؟ تخيّل أنني كل أسبوع أكتب لك هذا العدد منذ نصف سنة أتظنّ ذلك هينًا، إطلاقًا... لا يمكنني تخيّل نفسي أتحدث بأريحية لأكثر من 270 شخص وهم ينظرون إليّ... سأرتبك.

وتتعالى نبضات قلبي ويحمرّ وجهي وتهرب عيوني لتنظر بعيدًا أو ربما أسوء من ذلك، كم هو عجيب أمر هذه التقنية وعجيب أمر هدهد عبد العزيز برغش، تخيّل لو كنت أرسل حمامًا زاجلا بدل ذلك كم سيستغرق الوقت لتصل حمامتي إلى الرياض واليمن والعراق والمغرب وعمان والأردن ومصر...

لا تنس الاشتراك في موقع ريفايند مجانًا وتبدأ في قراءة محتوى إنجليزي يعينك في رحلتك ويكسبك زادًا ومعرفة حتى لا تُستبدل بآلة عديمة الملامح. صدقني ستستبدل إن كنت لا تتطور معرفيا ومشاعريًا وتشارك زاد رحلتك في المحتوى الذي تقدمه.

الآلة تجمع المعلومات ببراعة، لكن لا خبرة لها لتقدّم تجربة حقيقية صادقة مثلك.

أم أنني سأحتاج لسرب من الحمام، هذا العدد بالذات لا أريده أن يكون مجرد عدد مع العلم أنني لم أكتب يومًا مجرّد عدد، لأنني كلما جلست لكتابة النشرة أتخيّل الوجوه، الوجوه التي رأيتها في صورتك على البروفايل أو رسمتها في مخيلتي أو رأيتها في حروفك وتفاعلك...

أحاول تحسس حالتك النفسية مساء الجمعة وأنا أكتب لك حالتي خلال الكتابة، لأخبرك أنني إنسان مثلك... اليوم مثلا: استيقظت صباحًا لكتابة مقال لأحد عملائي وبعد إنجازه أرسلت عملا آخرًا لعميل آخر...

وتأهبت للذهاب إلى المستشفى حيث كانت ترقد عمتي، لكن بدل أن أذهب لرؤيتها حية ترزق سبقني خبر وفاتها. لم أتحمّل ذلك ... حسنًا لن أكمل هذا الحديث المحزن وسأحدثك عن شيء آخر يصب في إناء أو ربما في نهر أنك كاتب إنسان.

صناعة المحتوى والذكاء الاصطناعي

لقد انتشر مؤخرًا هرج كبير حول هذا الموضوع. وبقي كاتب المحتوى مذهولا خائفا على مصيره، بالله عليك كيف تخاف الآلة وأنت من سخّر له الله الأرض والسموات وما فيهن. أم أنك تؤمن أن الآلة من خارج السموات والأرض... فضائية؟ لكنها ضمن السماوات.

الصورة مولدة بالذكاء الاصطناعي من موقعdream.ai.

الصورة مولدة بالذكاء الاصطناعي من موقعdream.ai.

أدخلت في موقع لتوليد الصور بالذكاء الاصطناعي صورة روبوت يكتب ليصنع لي صورة مشابهة وهذا ما ظهر لي، ما رأيك في الصورة؟ أخرج لي روبوتًا سعيدًا وليس كاتبًا.

في اعتقادي أنّ من يخاف من الآلة هو من فقد إنسانيته، فإن كنت كاتبا يقدّم خدمات لعملائه مثل الآلة مقالات جافة لا روح فيها ولا نفع فعليك أن تخاف من التشات جي بي تي (لا مزاج لي في تغيير لغة لوح المفاتيح لأجل ذلك).

لازلت أذكر حين راسلني عميلي ذات صباح وأسرعت بالردّ "سأنهي المقال قريبًا" وردّ عليّ قائلًا: أولا كيف حالك؟ ولابأس بشأن العمل خذي راحتك. هل تعتقد أنّ هذا العميل سيغيرني بآلة؟ هذا العميل نفسه حين سألته عن التواصل بين العميل والكاتب وكيف عليه أن يكون؟ أجابني بأنّ التواصل الإنساني مهم أيضًا.

ميم بواسطة imgflip.

ميم بواسطة imgflip.

وعميل آخر راسلني لأجل عمل، وقبل ذلك سألني إن كانت الجزائر تأثرت بالزلزال وهل نحن بخير؟ وآخر يسألني لماذا أتأخر في التسليم وما وضعي وهل لديّ مشكلة؟ هل تعتقد أنّ هؤلاء يستطيعون العمل مع الآلة دون إنسان؟

تخيّل أنّ أحد العملاء قال لي بالحرف أنّه حين تجدي الموضوع غير مريح لك أو لا تتحمسين للكتابة فيه أخبريني لأرى غيرك يفضّل الكتابة فيه وتكتبين بأسلوبك فيما تفضّلين فقط، لماذا برأيك؟ لأنه يريد مقالات حية وحقيقية صادقة وتنبض بروح كاتبها وليس مكتوبة بأيدي غير بشرية.

لا تقارن جميع البشر بحفنة حمقى يعاملون الكاتب البشري كآلة ويخوّفونه من الآلة. لأنهم فقدوا جزءًا من إنسانيتهم في صخب الحياة. هؤلاء مجموعة إنسان أو بقايا ... فلا تقتنع بكلامهم. هم يكتبون عناوين ليست تسويقية بل لا إنسانية لكسب الزيارات بضغط زرّ الخوف لديك لتضغط مقالاتهم وفيديوهاتهم... خوفك= زيارات ومشاهدات.

الحل مع الذكاء الاصطناعي

الحل سهل جدا وهو أن تتعلّم وتتطوّر وتحافظ على إنسانيتك، أن تحمي تلك الروح الطيبة بداخلك... ولا تسمح للمادية بأن تغزو داخلك وتعيث فيه فسادًا. اقترب لأخبرك بسرّ غريب، هناك بعض البشر تمرّ عليهم السنوات ولا يتطورون وغايتهم الإفساد في الأرض وهؤلاء وبدون نقاش الذكاء الاصطناعي أفضل منهم بمراحل... لماذا؟ لأنه أخذ دورهم بخدمة الإنسان وهم يؤذونه.

إذن الحل يا صديقي أن تتعلّم وتسعى للتحسّن يوميا، وتسخّر الذكاء الاصطناعي وهذا الجي بي تي لتوفير الوقت لأهلك وأصدقاءك وتربية أجيال سواءً أولادك أو من يرغبون في التعلّم من محتواك وتجاربك، الذكاء الآلي هو نعمة فاستخدمها ولا تجعلها تستخدمك أو تستبدلك.

كاتب المحتوى

ما أجمل حياتك أيها الكاتب لو تدري، الحياة مع الكتابة حلم رائع... تشعر أنك فوق السحاب حين تكتب لهذا وذاك بحب وتحيي وتردّ بمودة وتتواصل بإنسانية وتساعد من حولك وتعينهم على تخطي الصعاب... أين الآلة وأين الكاتب. ما خُلقت عبثًا لتحلّ الآلة محلك بهذه السهولة؟

أعذرني إذا وجدت نكتي سمجة وصوري قبيحة، أحاول التطور في هذا الجانب حتى لا يجد العميل تشات جي بي دي نعم دي وليس تي بدلا من دليلة ليقدّم له خدمات المحتوى

عمتي والرسائل الباردة

قبل شهر وعدة أيام تقريبًا أو ربما شهرين حين زرت عمتي في منزلها وكانت متعبة بعض الشيء، ولم تدخل المستشفى بعد وكانت تتحدث بشكل جيد. أما في آخر زيارة فلم تقل لي إلا عدة كلمات من تعبها رحمها الله وأحسن إليها.

بينكا نحن نشرب القهوة وندردش قالت لي: أنت درست ووو... لماذا لا تراسلين الشركات لطلب وظيفة قالت بلهجتنا "براوات" بمعنى رسائل وأخبريهم بقدراتك وما تستطيعين فعله. من يدري عنك وعن مهاراتك وأنت تجلسين في المنزل. (طبعا قالت ذلك بالعامية الجزائرية).

عمتي لم تدرس ولا تكتب ولا تقرأ لكن حين نصحتني كانت صادقة، ونصيحتها تشبه نصيحة سيث غودين. بالله عليك هل تلاحظ الفرق بين الاثنين أي سيث وعمتي، إلا أنّ النصيحة ذاتها فقط تختلف في الشكل والطريقة لكن المضمون ذاته.

الآلة لم تأخذ حتى مكان إنسان لم يكتب ولم يقرأ فكيف بأخذ مكان من يقرأ ويتعلّم يوميًا ويسعى ويبذل ويحاول و... لذلك أطلب منك أيها الرائع أن تبدأ في مراسلة عملاءك المحتملين وصنع فرصتك بدل الخوف والجلوس مكتوف الأيدي.

هل تعرف دافنشي؟ دافنشي أرسل رسالة باردة ذات يوم لطلب عمل وفيها استعرض مهاراته وما يمكنه تقديمه للدوق خلال الحرب، لم يخلّده التاريخ عبثًا بل هذا الرجل تعب في تأسيس نفسه وتطوير مهاراته. 

صورة رسالة دافنشي لدوق ميلان من موقع الجزيرة.

صورة رسالة دافنشي لدوق ميلان من موقع الجزيرة.

وتعد رسالته المعروفة عام 1482 إلى لودوفيكو إيل مورو سفورزا، دوق ميلان وأحد القادة العسكريين الأقوى في إيطاليا، في جوهرها طلب عمل. ووعد دافينشي بتصميم مجموعة كبيرة من الآليات الجديدة في الحرب، متفاخرا بقدرته على تصميم آلات للهجوم أو الدفاع 
"لدي طرق لصنع جسور خفيفة وقوية جدا، يسهل حملها، ومفيدة سواء في ملاحقة العدو أو التهرب منه وهي متينة للغاية ولا يمكن تدميرها بالنار أو في المعركة.. وسأصنع سيارات مغطاة وآمنة تخترق العدو وتصمد أمام مدفعيته وسيكون المشاة قادرين على المتابعة وحماية أنفسهم بها دون إصابة أو عوائق".

الكلام المغمق هو رسالة دافنشي. رابط المقال الأصلي

والآن وصلنا إلى نهاية العدد يا جميل، وإليك بعض الفائدة الإضافية أيضًا يا صديقي.

كيف تحصل على عملاء ل تعرفهم.

كيف تحصل أول دولار على الإنترنت.

إن كنت كاتبًا ولا تعرف من أين تبدأ، فهذا المقال لك.

وفي النهاية أدعوك لمتابعة هذه القناة على يوتيوب، تتناول التسويق بشكل جميل وأتوقع أنها ستنفعك جدًا في التسويق لنفسك.

قناة محمد جواد على اليوتيوب، قناة تهتم بالتسويق والكتابة الإعلانية.

وتوقف عن النظر إلى التسويق الذاتي على أنه شيء قذر أو مزعج أو يوهمك البعض أنك تبيع نفسك. وإن كان التسويق للذات بيعًا لها، فأرى أنّ بيع نفسك أشرف من ظلمها والبقاء منتظرًا في مكانك.

وقبل ذلك إليك هذه الحلقة من بودكاست رحلة كاتب مع الأستاذة مريم بازرعة كاتبة محتوى بعد أن أصبحت جدة، فإن كنت ترى نفسك متاخرا فاستمع للحلقة

حلقة بودكاست رحلة كاتب مع الأستاذة مريم بازرعة.

حلقة بودكاست رحلة كاتب مع الأستاذة مريم بازرعة.

تجدون روابط تدوينات الأستاذة مريم في هذه التدوينة على مدونتي.

إلى اللقاء في عدد آخر أيها الرائع وابق بخير💜🥹

إن أعجبك محتوى النشرة، شاركني رأيك بالرد على هذا العدد أو ترك تعليق💜👋

يونس بن عمارةمريم بازرعةنشرة ميرة7 أعجبهم العدد
مشاركة
الحمام الزاجل

الحمام الزاجل

هنا أكتب بشغف وحب وعفوية أكثر، وأشارك معك كل شيء يخص الكتابة والسرد القصصي وتفاصيل أخرى...

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من الحمام الزاجل