ماذا يوجد في رأس رواة القصص والكُتّاب؟

مساك طيب وجمعة طيبة، وكل عام وأنت أسعد وأفضل وأجمل...

نصائح في كتابة المحتوى 

النصيحة الأولى

أكاد أجزم أنّ أهم شيء في كتابة المحتوى إضافة إلى النصيحة الثالثة هو كيفية كتابة العناوين ومطالع المحتوى، وإليك أهمّ ما كُتب في صياغة العناوين:

1. كيف تكتب مطالع محتوى جذاب.
2. إذا كنت ترغب في كتابة عناوين إبداعية فاقرأ هذا المقال.
3. كيف تمسك القارئ من شعوره.

النصيحة الثانية

أكتب بشكل دوري والأفضل يوميًا، ولعلّ أفضل قرار تتخذه كبداية وهو أن تشترك في رديف، وقد تحدثت عن تجربتي وبعض النصائح من خلال تجربتي في تحدي رديف في هذا المقال تجده على مدونتي، تجربتي الأولى كانت ناجحة تجاوزتُ فيها الخمسين يوم والثانية فاشلة وتوقفت في اليوم الثامن عشر.

النصيحة الثالثة

برأيك، لماذا تنتشر بعض الكتب كالنار في الهشيم مع أن محتواها ضحل وأغلبه هراء وحسب؟ طبعًا لأن العنوان جذاب جدًا ويعزف على وتر حساس، إضافة إلى التسويق الممتاز. إذن عليك البدء في التسويق لنفسك دون خجل، وابدأ بتغيير مفهومك عن التسويق.

إليك هذه القائمة الرائعة:

1. كيف تسوّق أعمالك في الكتابة مع خطة جاهزة.
2. لماذا لا ينبغي أن تخاف التسويق لنفسك.
3. التسويق لنفسك رحلة لا تنتهي.
4. كيف تسوّق خدماتك كمحترف؟ 
5. كيف تنجح في التسويق لنفسك؟

نصائح في السرد القصصي

النصيحة الأولى

لماذا أغلب الكتب الناجحة والأكثر مبيعا تبدأ بقصة؟ لأنّ القصة تعطي القارئ شعور وتحرّك أحاسسيه، وتحثه القصة لينهي الكتاب ويحفظ عنوانه. ويبدأ في سرد القصة للآخرين. أي أنّ  القصة تُشستعمل لاصطياد انتباه ومشاعر القارئ.

ليست بالضرورة أن تكون كاتب قصص وروايات لتتعلم السرد القصصي، جرب بداية مقالاتك بقصة ولاحظ الفرق.

النصيحة الثانية

السرّ خلف نجاح رواة القصص هو أنهم يبدؤون قصصهم بمشكلة واقعية، يلاحظون المشاكل في الواقع، ثم يفكرون في حل ويصنعون قصة يتفاعل معها القارئ لأنها من قلب واقعه، وأبعد ما تكون عن المثالية.

القصة القصيرة: 

"تبا لك كيف تستمتعين بالنوم هكذا، وأنا هناك معلق هناك بين مصيرين. اقتليني مرة واحدة وكفّي عن تعذيبي بهذه الطريقة البشعة. وإلا أنا من سيقتلك".  استيقظتُ فَزعَة على هذا التهديد الغريب العجيب. إنه كابوس مرعب.

 يا إلهي ماذا اقترفتُ أيضًا فأنا لم انضمّ يوما لعصابات المافية ولم اتجرأ على قتل قط حتى، فلن أقول نملة فلا شك أنني قتلت إحداهن أو كثيرات ودُستهن وسَحَقت أرواحنّ ذات يوم بقدمي حين كنتُ أركض للّحاق بحافلة الجامعة.

أو سحقتها ذات ليلة بين أصابعي حين تركتُ علبة الشكولاطة بجانبي وتجمّع عليها النمل وربما اقترب من وجهي وهو يلاحق البقايا ورائحة الكاكاو العالقة في مكان ما من وجهي. لكن قتلي لنملة بالخطأ لا يعني أنني أستطيع قتل رجل فارع الطول يشبه رجال المصارعة الأشاوس، يا ويحي ما هذه الورطة؟ 

هرعتُ مسرعةً للهاتف واتصلتُ بصديقتي وأخبرتها، فقالت لي:

 صفي لي ملامحه!

كان رجلا فارع الطول وقوي البنية يبدو وكأنه مقاتل مثل أولئك الذين رأيتهم في أفلام جاكي شان الأقوياء، أولئك الذين يقتلون بضربة واحدة.

بشرته حنطية وعيونه يتطاير منها شر وحقدٌ لم أفهم سببه، ويضع عصّابة على رأسه تشبه وشاح جدتي الذي تشدّ به رأسها مذ رأيتها ولديها الكثير أيضًا، تغيّرهم صبح مساء. لكن التي على جبينه يبدو أنها لم تتغيّر منذ مدة ليست بالقصيرة.

مما زاد رعبي أن هذه الشخصية مألوفة لصديقتي، فهل يُعقل أننا التقيناه في مكان ما. سأصاب بالجنون يا إلهي من هذا الرجل؟

هل يعقل أن يكون قاتلا مأجورا؟ ماهذه السخافة فلستُ ابنة الرئيس، ومن سيسعى خلف مفلسة مثلي فأنا لا أملك إلا مُسودات روايات لم تنته وشخصيات غير مكتملة المصير.

بدأ الخوف يتسلل إلى داخلي كلما اقتربت الشمس من المغيب، الحل الوحيد هو أن لا أنام الليلة حتى لا يقتحم منامي، لاشك أنه سيمزقني بضربة واحدة اوووه مستحيل لن أنام.

أسرعتُ إلى المطبخ وأحضرتُ كوبا كبيرا من القهوة الثقيلة، يجب أن لا أنام الليلة حتى أجد حلا لهذا الرجل الجاد في تهديده.

لا يمكن أن أشرب القهوة دون كتاب، أحضرت رواية لازلتُ أذكر للروائية سهى مولود، وبدأت في قراءتها ولم أنتبه للوقت حتى وجدتُ الرجل الضخم المخيف يقف عند رأسي وهو يفور من الغضب، ألن تحددي مصيري، أم أنا سأحدد مصيرك؟

ماذا تقصد؟ أجبتُ بتلعثم والخوف يعتصر كبدي.

ردّ: سأعطيك مهلة اليوم فقط، وستضعين لي مصيرًا جميلا أستحقه وإلا ستندمين أيتها الكاتبة الغبية الهاوية؟

لكن أخبرني عن اسمك لطفًا قلت ذلك وأنا اترقب قدمه الضخمة وهي تصيب فمي، وينفرط عقد أسناني، كيف تورطت مع هذا الرجل ومن أي حلبة مصارعة جاء؟ اسمي جبان، حتى الاسم بشع مثلك ويعبر عن حمقك وجبنك. 

جبانة!!! قالها وهو يتهدد علي ويرغب بصفعي. 

سمّيني أدهم واصنعي لي مصيرا يليق بي، قال ذلك وهو يغادر.

اه وأخيرا رحل، فتحتُ عيني وإذ بالرواية تغرق في القهوة، فقد انسكب الكوب كله. إنه الحلم نفسه، يعود مجددا. اسمه جبان وأنا أسميته وأنا من علي تغيير مصيره، ااااه إنه …

لاشك أنه هو … كيف نسيتُ شيئًا كهذا، هو محقٌ من ناحية لكن كيف يحدث شيء كهذا؟ 

أبحث بين المسودات والأوراق المرمية هنا وهناك أبحث وأبحث، حتى وقعت بين يدي ورقة كُتب عليها، جبان رجل فارع الطول لكنه اسم على مُسمّى، رجل جبان وعصبي نزق… 

حتى الوصف لا يبدو متناسقًا، حسنًا يا جبان. أنت محق مصيرك معلق واسمك بشع ولم أوفّق في الوصف واختيار اسمك وفوق هذا لم أتمكّن من إنهاء قصتك، لكنني لستُ غبية بالتأكيد.

لا يمكن لأحد أن يصف كاتبًا يحاول كل يوم، يقرأ ويتعلم ويكتب ولو حتى نصف شخصية ونصف قصة ونصف مصير ونصف رواية فهو كاتب، ومن الحماقة وصفه بالجبن. حتى أعظم الكُتاب لديهم رواية منشورة وعشرات الروايات غير المكتملة. من يتجرّأ على وصفهم بالحماقة والجبن.

إذا كنت تريد أن تصبح كاتبًا، فلا تطلب الرضا من أحد، أكتب حتى لو رفض الجميع ذلك، حتى لو كانت كل الشخصيات غير راضية عليك افعل ذلك.

وصلنا إلى نهاية العدد، أدعوك للاستمتاع بهذا الجو. لدينا مطر وخير فاللهم صيّبًا نفعًا، أيًا كان شعورك الآن، أتمنى لك كل الخير والحب والبهجة وأن تغمرك رحمات ولطف الله.

شارك العدد وابق بحبّ.