هل ستتحول نشرة الحمام الزاجل إلى مجتمع لعشّاق السرد القصصي؟

بواسطة دليلة رقاي #العدد 7 عرض في المتصفح
أهلًا وسهلًا بكم جميعًا، وخاصة بالمشتركين الجدد، أشكر لكم ثقتكم أيها الرائعون😍💜.

الصورة من موقع بيكسل.

الصورة من موقع بيكسل.

قبل البدء في عدد اليوم، دعني أخبرك عن التقسيم الجديد لنشرتي، أو بالأحرى التقسيم الأول. فنشرتي لم تكن مقسّمة من الأساس وإنما كانت خبط عشواء🤭، وأصبحت كما يلي:

  1. ثلاث نصائح في كتابة المحتوى [الكتابة].
  2. نصيحتين في السرد القصصي.
  3. قصة قصيرة.
تغريدة أ. طارق الموصللي.

تغريدة أ. طارق الموصللي.

هذا رأي الأستاذ طارق الموصللي في نشرتي، برأيك هل ستكبر النشرة لتصبح مجتمعًا لعشاق الكتابة والسرد القصصي؟  كل شيء وارد. شاركني رأيك أيها الرائع؟

أشكر الأستاذ طارق الموصللي صاحبة نشرة الكتابة داخل الصندوق، على إشادته المتكررة بنشرتي. لا تترددوا للحظة وتابعوا نشرته الفريدة ومدونته أيضًا.

ولنبدأ في العدد الذي سينال إعجابك جدًا🙃، وستصبح نشرتي الدونات🍩 أو نوعك المفضّل من الحلوى🍪 إلى جانب القهوة أو مشروبك المفضّل☕️. وإن كنت لا تشرب شيئًا بعد عصر الجمعة، اقرأ نشرتي وحسب. تبسّم وأكمل أيها الرائع...😊

ثلاث نصائح في كتابة المحتوى

النصيحة الأولى: 

يمكن لأي شخص يرغب ولديه الدافع الكافي في كتابة المحتوى أن يحقق ذلك، حتى وإن كان مستواه ليس عاليًا في اللغة، ولديه الكثير من الأخطاء... لذلك مهما كان مستواك في الكتابة، نصيحتي لك بأن تستمرّ في الكتابة يوميًا ولو تغريدة واحدة. وتتابع كُتابًا تتعلّم منهم.

وإن كان لديك شكّ في ذلك، اقرأ حتى تصل إلى القصة. ستعرف جواب السؤال الذي في رأسك😌😜.

النصيحة الثانية: 

لا تكتب لأجل المال، ولا تكتب مجانًا. وهل هذه أحجية يا دليلة أم تسخرين مني؟ لا هذا ولا ذاك يا عزيزي.

لا تكتب لأجل المال: أي لا تجعل هدفك بضع دولارات، وإنّما أكتب من أجل الخبرة، العلاقات، المهارات، والتجارب والتحديات التي تصنع شخصيتك يوميًا، وبعد فترة أعدك أن الفرص ستتدفق عليك لكن بشرط أن تتحرّك وتسعى، وتكتب...

ولا تكتب مجانًا: أتذكر أنه في بداية كتابتي على منصة رقيم، كانت تأتيني أسئلة مثل: هل رقيم مربح وكم تجنين من تدويناتك هناك [كعادته طارق تكلّم بإسهاب عن رقيم]. وكانوا يتفاجئون أنني أكتب مجانًا لأن أرباح رقيم لا يُعوّل عليها...

تعليق المبدعة كنزة وأنها تعرفني من رقيم ونحن معا في رديف.

تعليق المبدعة كنزة وأنها تعرفني من رقيم ونحن معا في رديف.

لم أكتب من أجل المال، وفي نفس الوقت لم أكتب مجانًا، وإنما كنتُ أقرأ، وأبحث وأتعلم وأبني معرض أعمال وأتعرّف على النّاس، ولديّ أصدقاء رائعين عرّفني عليهم رقيم مثل، المبدعة كنزة، والرائعة دينا الهواري.

وبالمناسبة كنزة أيضًا بدأت بالهاتف، ولديها كتابات رائعة وبدل أن تلعن حظها. بدأت بالمُتاح، وأسأل الله أن يفتح دربها وقلبها ويجعل قلمها يتدفق كالماء من درب إلى درب ومن قلب إلى قلب.

رسالة دينا لي في فترة توقفتُ فيها عن النشر.

رسالة دينا لي في فترة توقفتُ فيها عن النشر.

قلتُ لك أنّ العلاقات أفضل، ولا أرى أفضل من منصات الكتابة التي تُعرّفك على من يشبهونك، ثم طبعًا أن تشترك في رديف

النصيحة الثالثة:

ابدأ بالمتاح، وتوكّل على الله. لا تفكّر كثيرًا في المخاطر، لأنك في أسوء الاحتمالات لن تموت، أنا بدأتُ على فيسبوك، ثم إلى منصة رقيم ثم إلى منصة حسوب، وبعدها أنشأتُ مدونتي ثم نشرتي ولولا المبادرة الأولى ما وصلك هذا العدد.

وبدأتُ بهاتف كوندور [يسمى في الجزائر الهاتف الغبي] لأنهم يقولون أنه يصيبهم بالجنون، أما هاتفي فكنت أحبّه لأنه هدية من أخي لذلك كان يبادلني نفس المشاعر.

نصيحتين في السرد القصصي

راوي القصص هو أقوى شخص في العالم

ستيف جوبز

النصيحة الأولى

إبدأ قصتك بحدث، لجعل القصة لا تُقَاوَم: القصص التي تبدأ بحدث عادي وممل لن تثير اهتمام القارئ، إبدأ بصدمة إن استطعت وحدث قوي تملؤه الدراما مثلما فعل كافكا حين بدأ بحدث يثير الغرابة والتعجب في روايته التحول.

الجمل الأولى من رواية التحوّل.

الجمل الأولى من رواية التحوّل.

مرّر دروسًا عبر قصصك: القصص المملة لا تجذب القراء، والتافهة لا يُكملونها، وإن أكملوا قرائتها سرعان ما ينسونها. لذلك مازلنا نحفظ القصص التي سمعناها في الطفولة وكان الغرض منها تعليم مفهوم معيّن أو تغيير معتقد أو تحطيم خرافة.

وفي الوقت ذاته، نحن نحمل بعض الخرافات التي تعلمناها لكثرة القصص التي تعرّضنا لها بوعي أو بدون وعي.

 لكن كيف أفعل ذلك؟ تذكّر ذلك وحسب حين تبدأ في الكتابة، وستجد في ثنايا روحك الكثير من الدروس التي تعلّمتَها في الحياة وربما بقسوة أيضًا، ستختار روحك نقلها للآخرين من خلال قصصك اللطيفة، وهكذا يتعلّم الآخرون بلطف وليس بقسوة ولك الأجر.

قصة قصيرة

انتحرتُ لأنني لم أكن أعرف أنني سأصبح كاتبًا فيما بعد، ويقرأ العالم مؤلفاتي، وأنا الذي حملتُ في أعماقي مرارةً وحقدًا تجاه هذا العالم القاسي …

جئتُ لهذا العالم كي لا أوافق، ولأحب فقراء القاع ومستضعفيه، وألتزمَ بالدفاع عنهم.

بدأتُ حياتي يتيم الأبوين وفي كنف جدٍ قاسٍ غليظ الطباع، قال لي:

 أنت لست ميدالية على صدري، إذهب إلى الناس…

الصورة من موقع بيكسل.

الصورة من موقع بيكسل.

ذهبتُ إلى النّاس لكن ليس ليحتضنوا ضعفي، بل لأعمل لديهم أجيرًا صغيرا…، وبدأتُ العمل في مخزن لبيع الأحذية، ومن هناك كانت انطلاقتي في التشرّد، ثم انتقلتُ إلى غسل الصّحون على ظهر باخرة. ومن هناك كانت نقطة التحوّل كما كنتُ أعتقد.

وتعرفتُ على الرجل الذي أيقظ في داخلي الحبّ الذي سيصنع مستقبلي، وأتحوّل من يتيم ومتشرّد إلى شخص محترم، ويحبه الجميع… لكن الأمر ليس بهذه السهولة، فالعُود لن يفوح عطره قبل أن يحترق، والناي لن ينطلق لحنه قبل أن يُطعن في جنبات قلبه.

 كان بحوزة الطباخ ميخائيل صندوق مليء بالكتب وكانت تلك أعجب مكتبة رأيتها في العالم، فتَحت تلك المكتبة العجيبة آفاقا واسعة أمامي.

جعلني ميخائيل أحب الكتب طوال حياتي ومنها عرفت الطمأنينة الروحية التي أفقدتنيها الحياة في سنٍ صغير، وجعلتني أثق في نفسي ومن يومها عرفتُ أنني لستُ وحيدًا على هذه الأرض، وأني لن أضيع.

ثم انتقلتُ للعمل صانعًا في ورشة، ثم عملتُ في سوق المدينة بائعًا، ثم ممثلا ثانويا في مسرح … جربت الكثير من الأعمال، فقد عملت خبازا أيضا وبستانيًا وعملت في جوقة غناء…

ثم جربت المجاعة وجمعتُ الخِرق مع المتشردين الروسيين، ورأيتُ تولتسوي وتشيخوف وكورلينجو يهُبّون لمساعدة المحتاجين والجائعين وأنا لازلتُ وقتها متشردًا، متشردًا وحسب.

مازلتُ إلى الآن متشردًا، ليس هذا وحسب بل قررتُ أن أضع حدًا لحياتي وأنتحر، وأغادر هذا العالم القاسي.

للأسف أو ربما لحسن حظي لم أمت. وكتب الله لي حياةً جديدة، لكن الحياة السعيدة لم تأت بسرعة كما تخيلت، فقد عشتُ مشاعر العار لفترة من الزمن بعد تلك الحادثة البائسة.

عانيتُ الرعب كثيرا أمام الحياة، وعشت كل أنواع القسوة منذ طفولتي وشعرتُ بحقد الناس الذي لم أفهمه وكنتُ عرضة للاضطهاد من غير رحمة.

عشتُ بين أناس مضمون حياتهم وشغلهم الشاغل هو القرش. ورأيتُ كيف يُشعل القرش الواحد الحقد الأسود القذر في قلوبهم.كانوا نهمين وجشعين حتى الموت. 

إن هذه الحياة القذرة المخَدّرة المكدرة المضجرة أيقظت فيّ رغبة كي أوقظ نفسي.

أجل أيها الرفاق لقد عانيتُ كثيرا الرعب من الحياة القاسية والرذيلة حتى وصل بي الأمر إلى الانتحار وبعد مُضي سنوات كثيرة وعندما أتذكر تلك السخافة أحتقر نفسي وأشعر بالعار يحرقني.

لقد تخلصت من هذا الرعب حين فهمتُ أن الناس ليسوا أشرارا بهذا القدر كأولئك الجهلة. وأنّ الذي يخيفني ليسوا هُم وليس الحياة بل مصدر خوفي هو جَهلي ووقوفي أعزل أمام هذه الحياة.

وحين قررتُ حمل سلاحي في ذلك الوقت، والذي هو قلمي وكتبتُ قصصًا عن كل الأحداث التي عشتها عاريًا في مواجهة الحياة دون سلاح…

الصورة كالعادة من موقع بيكسل.

الصورة كالعادة من موقع بيكسل.

تجولتُ بين شوارع روسيا متشردًا ومن ملجأ إلى ملجأ، ثم كتبتُ قصتي الأولى "ماكار تشودرا" ولم أتجرأ على نشرها باسمي الحقيقي، ثم كتبتُ "أغنية عن الصقر" ثم "تشلكاش" ثم "كونوفالوف" و"ستة وعشرون رجلًا وفتاة" وقصص أخرى…

ثم صدرت لي روايات أخرى مثل "الأصدقاء الثلاثة" … ومن أشهر أعمالي رواية "الأم".

وأنت أيضًا عليك أن تثق بنفسك وبقوة ولطف الله وعنايته التي تحيطك، وبكل النعم التي منحها لك على تطوير مواهبك وتحسينها واستغلالها فيما ينفعك، وهذا ما فعلته أنا وهو يأتي بالتدرج.

 وكسح تلك المُعوّقات يكون بتربية الإرادة والتمرين والتدريب، يجب أن تتعلم كيف تصبر على نفسك وتتعلم كيف تهزم في نفسك الكسل والاتكالية والتسويف. وإلا كيف ستتخلص من العالم القديم المهترئ [عاداتك التي لن توصلك للنجاح وأفكارك الخاطئة]، وتبني العالم الذي تطمح إليه روحك.

النّصر الذي يحرزه الانسان على نفسه يجعله قويا بعض الشيء، لذلك عليك بتمرين العقل وترويض الارادة…

ليس عليك أن تمشي في الشارع على رأسك أو تقوم بألعاب بهلوانية تافهة لتُسلي الناس المتشبعين بالضجر لتكون شخصًا جيدًا ومهمًا، بل ابحث عن كل ما هو قيّم من فن وعلم وأدب وتكنولوجيا…

إبدأ بالكتابة على الأقل على تويتر، وانشر أفكارك وفرّغ ما تعلمته ليرزقك الله علمًا جديدًا طيبًا نافعًا، ابدأ بالمتاح وتوقف عن التسويف والتأجيل...

القصة التي قرأتَها هي ملخصٌ لكتاب كيف تعلمتُ الكتابة للأديب الروسي مكسيم غوركي أعدتُ صياغتها من أجلك. ولا أظنّ أنّ وضعك أسوء مما عاشه.

أعذرني إن كان العدد طويلًا جدًا، لكن كما أخبرتك، عليك أن تصبر لتتعلم فالحياة الطيبة للشجعان يا عزيزي، للصبورين أما الطرق المختصرة فلن تؤدي إلى أي مكان فلا تبحث عنها.

يعزّ عليّ توديعك🥺، لكنني سأختم العدد وأتمنى أن يفيدك. شاركه إن أعجبك أو قم بالردّ على هذه الرسالة فقط.😊

وابق بخير.💜😉

دليلة رقاي1 أعجبهم العدد
مشاركة
الحمام الزاجل

الحمام الزاجل

هنا أكتب بشغف وحب وعفوية أكثر، وأشارك معك كل شيء يخص الكتابة والسرد القصصي وتفاصيل أخرى...

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من الحمام الزاجل