نشرة نحلة - العدد #22

بواسطة Reem #العدد 22 عرض في المتصفح

ينظر لي بعينين ضاحكتين، ثم يبدأ بسحب ورقة من مجموعة أوراق الملاحظات اللاصقة، يسحب الورق الأصفر، ثم الأخضر، ثم الوردي، ثم الأحجام الأصغر ثم يرمي بعضها على الأرض والاخر يخبئها خلف الكنبة.

لستم مخطئين، نعم هذه هي المقدمة، وهي قصة حقيقية واجتها في أحد أيامي السابقة -وأعتقد أن غيري قد واجهها أيضا فالأطفال لهم تصرفات متقاربة في هذا العمر-.

حدث هذا في ذلك اليوم الذي كنت أحاول ارضاع طفلي الرضيع ليغفو في غرفة المعيشة، وبدأ الطفل الكبير في سرد طلباته الغير نهائية، "ماما أبغى موية"، "ماما أبغى ألوان"، "ماما قومي!!"، "ماما أبغى كيكة" وهكذا لم تنتهي الطلبات قبل أن أضع حدا لها، فالرضيع بدأ ينفذ صبره ودخل في نوبة بكاء شديدة لأنه يريد النوم، قلت للأخ الأكبر بنبرة حادة "لن أقوم أبدا".

حسنا أعتقد هذه المرة فهم أخيرا بأنني لن أقوم فعلا، لذلك حاول الوصول للعلبة التي أضع بداخلها الأوراق اللاصقة، وبعيد عني -مع ضمان أنني لن أتحرك من مكاني- بدأ بتدمير تلك المجموعة من الورق اللاصق التي أحتفظت بها منذ أيام الجامعة -ربما بعضها من الثانوية أيضا-

وأنا أنظر من بعيد!!

قلت له توقف، مرة واثنتين، لكن بدون أي استجابة منه، حاولت أن أتوعده، لكن لم يتوقف، لذلك آثرت الصمت يئسا حتى لا تتحول كلماتي لكلام بلا معنى!!

وأفكر- في تلك اللحظة العاجزة فيها عن الحركة للرضاعة- فيما أخطأت لتكون كلمتي بلا هيبة ولا معنى!

-ربما أنني تبنيت فكرة التربية الحديثة-المسؤولة عن تدمير الجيل الحالي كما تم اتهامها- ..

-ربما لأنني في ساعة الغضب اقوم بتوبيخه بـ (قبصة صغيرة) وهذه قد تعتبر من الايذاء الجسدي الذي قد يعود عليه بتصرفات طائشة!!

-ربما التلفار!! صحيح أنني لا أستخدم الايباد -ولله الحمد- لكننا نشاهد قناة ماجد غالب اليوم!!

-ربما لو كنت أناقشه ونتحدث أكثر !!

-ربما يريد الاستكشاف والتعلم، ما الضرر في أن يجرب ويتعلم فقيمة الورق في النهاية قريب من ١٠ ريالات، و سأعتبرها بديلا عن لعبة!!

-لعبة!! ماذا لو تعلم الفوضى!! ولو شعر بأن التدمير جزء من هويته، اذا تركته بهذه الطريقة قد يعتبر أن تدمير مجموعة من الورق هي حقه الشرعي!!

-ربما الأمومة ليست مناسبة لي!!

-ربما هو في حالة نشاط من تناول الشوكلاته!!

- هل إذا عاقبته بشدة سأتسبب له بصدمة طفولة!! 

- ربما أنا أم سيئة، لماذا علي التعامل مع كل تلك الأفكار في نفس اللحظة!

وأخيرا انتهت أفكاري بانتهاء اخر ورقة تم "دسها"خلف الكنب وهو سعيد ومبتهج بانتصاره.

وأنا أدعو الله أن يلهمني الصبر والمعونة، فكما قيل "عيالك يربونك" وأنا أعيد تهذيب نفسي مرة بعد مرة لأجلهم.

بعد عدة أيام قمنا بعمل (فعالية تنظيف) وحركنا الكنبة عن مكانها لننظف ما خلفها، وبالطبع استمتع الطفل الكبير بجمع الورق والألعاب التي وجدها هناك وانتهت القصة -لكن لم تنتهي الأفكار ولا المشاعر- التي نختبرها في كل موقف صعب، بل تطفو بعضها ونختبره مجددا حتى نجد حلا ربما.

——

متفرقات

- قرأت مقالة ترجمها طارق الموصللي حول سيدة تكتب نشرات بريدية مدفوعة، مقالة لطيفة، مع أنها لم تبدأ من الصفر إلا أنني استمتعت بالوصول لمحتواها وأريد اكتشافه أكثر. 

- هل تجهزون لرمضان!؟ أريد التجهيز لرمضان وللعيد أيضا، بالكاد سيكفي الوقت في رمضان لتحضير الطعام والقيام بأمور المنزل الاعتيادية ورعاية الصغار، إضافة مجهودات زيادة حول التنظيف العميق او شراء مستلزمات العيد سيكون مسألة كارثية، هذا ما أقوله لنفسي منذ نهاية رجب وقد تفاجأت اليوم انه مضى ١٠ أيام من شعبان بالفعل!!

بينما آتساءل ماهي الفائدة التي أرجوها من نشرتي، أقول لنفسي انها مساحة لأكتب عن الامومة وصعوبتها فتتحول مشاعري النشرة إلى قلوب، أعتقد أنني لا أقدم فائدة حقيقية لكنني استمتع بكتابة القصص وكتابة الأفكار، ويبدو أنني لن أستسلم منها أبدا ❤️🌸 أتمنى لكم اسبوعاً طيبا.

ريم

Reem1 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة نحلة

نشرة نحلة

تأتيكم نشرة نحلة كل يوم أربعاء، لنتحدث حول الحياة، الأمومة، الطعام، والكتب أحيانا.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة نحلة