نشرة نحلة - العدد #21

بواسطة Reem #العدد 21 عرض في المتصفح
محاولة لكسر الروتين

مرحبا مجددا، يبدو أنني خرجت من دائرة الروتين و بدأت بالدخول في دائرة الملل!! وما بعد دائرة الملل هو شيء لو تعلمون عظيم، المزيد من الظلمة والسواد الذي يتبعه حزن، وأشعر بشيء مثل طيف الاكتئاب - ولن أعرّفه اكتئابا عافانا الله واياكم منه- *

لكن بطبيعة الحال بعد الانتهاء من كل الإثارة المجنونة بالحياة مع طفل جديد، أفكر بأن الروتين الذي أمارسه لم يكن الروتين المثالي ابدأ، وهو لا يخدمني ولا يخدم ما أتمناه لنفسي.

من حسن حظي أنني عشت من قبل هذه التجربة، لذلك اعرف أن الحياة ستكون متقلبة جدا خلال الايام القادمة، ثم ستصبح الأمور أخيرا أكثر استقرارا.

لقد مضى على حياتي مع طفلين في نفس الوقت ثلاث أشهر!!

تخيلوا كل تلك العواصف والمشاعر الجياشة، والفوضى العارمة، وقلة النوم حصلت خلال ثلاث أشهر!!

في فترة الحمل كانت فوق رأسي سحابة مظلمة، قاتمة، ترى الحياة من منظور المآسي، وكنت أحمل هموم الدنيا على كتفي. عندما انفرجت أخيرا ووضعت طفلي شعرت بالسعادة لأنني تحررت من قيود الهرمونات وتقلبات المزاج.

وبالفعل، بعد أيام النفاس عدت لمنزلي وأنا اشعر بالنشاط، بعد أن ينام الاطفال في الليل ابدأ رحلة سريعة من الترتيب والتنظيف وغسيل الصحون والقراءة او استخدام جهاز اللابتوب -الممنوع خلال النهار للحفاظ عليه- . كنت متعبة لكني سعيدة.

فجأة عادت تلك السحابة، وجدتني بعد نوم الصغار مرهقة جدا وأريد النوم فقط، استيقظ معهم بكسل، ثم اعيش خلال النهار استجيب لطلباتهم واتعايش مع اي جديد، وفي الليل أكون في قمة إرهاقي و انام مجددا وهكذا.

استيقظت يوما وقررت أنني أريد كسر الروتين، ربما فطور سريع، أو عدم عمل أي مجهود!! قد تنجح هذه الخطة في يوم واحد لكنها حتما لن تصمد ثلاثة أيام ، ولن تحل المشاكل أبدا.

تذكرت حينها تغريدة لـ أسامة الجامع كتب فيها-فيما معناه- إذا شعرت بالعجز والتعب فداوم على ممارسة ما اعتدت عليه، لأن توقفك عن فعله سيزيد الهموم فوق رأسك .

لذلك في اليوم التالي قررت أن أعتني بنفسي أولا وقبل كل شيء، استيقظت مبكرا قليلا -قبل استيقاظ أفراد العائلة بنصف ساعة تقريبا- قمت بروتين العناية، رتبت شعري وارتديت ملابسي وتعطرت وتوضات وأصبحت جاهزة، ثم قمت بترتيب غرفتي قبل اعداد الفطور وحممت الصغار ثم بدأت بالافطار ، لقد شعرت ان ترك كل مكان أنتهي منه مرتبا في نفس الوقت يساعدني على الراحة.

ثم حاولت التخطيط لوجبات الغداء، أو الغداء من الخارج في الأيام المزعجة، أو الغداء السريع الذي يعتمد على المفرزنات.

محاولة للخروج من المنزل!! التنظيف العميق للمنزل والهدوء!! 

انتهيت من مشاهدة مسلسي (على نمط حلقة ورا حلقة) ثم قطعت الانترنت، واكتفيت بما يحمله جهازي من كتب أو بودكسات أو مقاطع يوتيوب محملة بالفعل. 

لذلك كانت أيامي أبطأ وألطف، وحقيقة مفيدة أكثر من أيامي الباقية. 

وأخيرا ها أنا ذا عدت مرة أخرى بنفسية أفضل ومستعدة لعودتي لروتين حياتي العادي. 

***

أتمنى لكم نهاية أسبوع سعيدة. 

* قرأت مرة، إذا استمرّت سحابة الحزن لمدة اكثر من ثلاث أسابيع قد تُعرف هذه الحالة حينها بأنها اكتئابا.

فاطمةأَصباحٌ وأَمسيةReem5 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة نحلة

نشرة نحلة

تأتيكم نشرة نحلة كل يوم أربعاء، لنتحدث حول الحياة، الأمومة، الطعام، والكتب أحيانا.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة نحلة