نشرة نحلة - العدد #17

بواسطة Reem #العدد 17 عرض في المتصفح
كيف تتكون مشاعري كـ (أم) في أول لقاء مع الطفل!؟

هل تساءلتم يومًا، كيف تبدأ المشاعر؟ من أين تنشأ بالأساس؟ كيف أقرر أنا أن أحب أو أكره شيء ما؟ 

حسنا، لا أعرف. 

قلت مرة لصديقتي وجهة نظر -لا أعرف دقتها- أن مشاعر مثل الأمومة تشبه مشاعر الاحساس بالفقد أو الموت، فعندما يموت شخص ما لأول مرة نحزن، ومع ذلك لا يبدو الفقد موجعا مثل فقد الشخص الثالث أو الرابع -ربما- فنحن لم نختبر هذه المشاعر من قبل، والأمومة قريبة من هذا المعنى، فالمرأة التي تنجب طفلها الرابع أو الخامس لديها فيض من حنان عجيب وتطلع لهذا الطفل بكمية من مشاعر المحبة لا يمكن أن تفهمه وتدركه من تنجب لأول مرة (ليس حماسا بل فهما وإدراكا). 

حسنا برجاء، لا تحكموا علي، أحاول أن أفهم، وأنا أفكر بصوت عال، فأنا لم أصل لطفلي الخامس ولم أفقد قريبي الرابع واختبر الحياة مثلكم.

أتذكر هذه الأفكار والمشاعر الذي انطلقت بداخلي في تجربة حملي الأول الذي لم يتم، بينما كنت اقرأ هذا الثريد الذي أنقل لكم محتواه كاملا نهاية المقالة.

عندما اكتشفت حملي كنت سعيدة حقا، لم أعرف ولم أفهم مالذي سيعنيه وجود طفل في حياتي، لكنها فطرة الله التي وضعها في قلب كل أنثى، أن تبحث في مرحلة معينة من حياتها عن هذا الطفل (لم أعرف أبدا إن كان هذا ما أريده فعلا، أو أراده المجتمع من حولي وهم يثقلون كتفي بالسؤال عن أخبار الحمل) المهم أنه حدث، وأنني كنت سعيدة.

ثم في منتصف فترة الحمل بدأت تتسلل لقلبي مشاعر خوف وهلع، ليس بشأن الأمومة فهي غامضة في عيني، بل لأنني وقعت في حب تلك الرفسات الضعيفة التي أشعر بها في رحمي، أحببتها جدا جدا وخفت عليها من الحياة، فنحن في منتصف فترة كورونا والتنبؤات السيئة في كل مكان، الأخبار تنقل أعداد الوفيات المرعب، و بدأت تلك الأقنعة العجيبة بالظهور و التي يقال أننا سنتعايش معها للأبد، ولا أنسى تحاليل السياسيين حول شكل العالم بعد هذه التجربة التعيسة، ونحن في بداية فترة الحظر. 

ربما بالاضافة لتلك الأخبار، أفزعني جهلي! كيف سأربي! وكيف سنعيش! وهل سيكون هذا الطفل تعيسا! فأنا لا أعتقد أنني الأم المثالية للتربية، لم أفعلها من قبل!.

وبعد كثير من التفكير تمنيت أن يختار لي الله الأفضل، ودعوت لهذه الصغيرة ولي بالتيسير، لكن شاءت إرادة الله أن يختار لها طريقا مختلفا، ورحلت قبل أن تكتمل قصتنا، وأدعو الله أنها من طيور الجنة. 

بعد رحيلها، تجددت في داخلي الرغبة مجددا واشتعلت، لكن هذه المرة تسلحت بالدعاء منذ اليوم الأول، فأنا أعرف -بعد تجربتي السابقة- أنني لن أكون شخصا مثاليا أبدا، وأننا نعيش برحمة الله وتوفيقه، ودعوت كثيرا بكل مخاوفي وهمومي حتى أراح الله قلبي.

وأتى طفلي الصغير بعد كثير من الاحتياطات، وأتم الله حملي بفضل الله. 

لاحقا، أدركت أن مخاوفي تلك كانت مشاعر طبيعية تماما، فكل الأمهات/الأباء -حتى إذا لم يخبروا أحدا- يريدون لأطفالهم أفضل وأسعد حياة، ورأيت أن مشاعري تلك لم تكن خوفا شاذا، بل أصبحت أنتبه للكيفية التي يروي فيها أي والدين عن مشاعرهم اتجاه أبناءهم، وعرفت أن الجميع يتمنى لهم السعادة -مهما اختلفت الطريقة في التعبير عنها-. 

على ما يبدو أنني كنت أمر بفترة عصيبة من حياتي وعادت مخاوفي مجددا بالظهور، بينما صادفت  ثريد من حساب تويتر لشهد، كأن هذه المصادفة أتت لتذكيري بأسلحتي التي نسيتها "التوكل على الله أولا وأخيرا". 

وهذه مقالتها القصيرة، تقول شهد:

كنت قلوقه جدًا من كل شيء من المستقبل اطفالي الوظيفه الخ مافادني بشيء 💔‏واخذ مني وقت عشان اكون بحالة روقان وتسليم وبعدها صار كل شيء ابغاه يصير بسهوله 🫶🏻
‏راح اعطيكم 7 قوانين ساعدتني على الاطمئنان الداخلي 🙏🏻

قانون الوفره ✨‏(ان هذا لرزقنا ماله من نفاد)
‏كل فرصة تضيع فيه بدالها ملايين الفرص في الوظيفة والزواج والصداقات والمال وغيرهاااا
‏فهدأت نفسي وعرفت أن نصيبي من النعم سأناله بإذن الله كما أريد بالوقت المناسب 💛

قانون التسليم✨
‏إذا حسيت اني بوضع ماعندي حل ولا شيء بيدي ، اتجه للتسليم وافوض امري لله ، مافكر بشيء واكون بوضع حياد ورضا تام وإيمان انه راح يتم كل شيء أفضل مما أرغب بدون أي جهد مني ،
‏فأعيش يومي وأكل وأضحك وأقر عيني ولا أوقف حياتي على شيء، وفجأة تتدبر الأمور بتسخير الله💛

قانون التركيز ✨
‏كل ماتُركز عليه ستحصل عليه
‏آمنت انه كل ماركزت عالسلبية والقلق بتزداد بحياتي
فـ
‏اخترت اركز عالحُب البهجه السلام الضحك الطموح الجمال المال الوفير💛

قانون الشجاعة ✨
‏الي يقلقني يعني يخوفني ، قررت اني اواجه الخوف واكون شجاعه ، ليموت القلق ، والانتصار بعيش اللحظة والآن وهو كل مايهم حقًا💛

قانون السعي ✨
‏(وليس للإنسان إلا ماسعى)
‏مستحيل أطلب أجيب مثلاً درجة ٧ بالايلس وانا ماستعديت ، في أمور بالحياة تتطلب السعي للحصول عليها ، والسعي يكون بهدوء و من منطلق حب واستمتاع بالرحلة لا خوف لأن الخوف بيأثر على جودة المخرجات💛

قانون المعجزات ✨
‏(كن فيكون)
‏مؤمنة انه تصير أشياء فجأة أحيانًا وكلها خيييير وخارج احتمال المنطق وغير متوقعه، فاطمئن وانتظر مطر من الخير يصب علي صباً صباً
‏كما يجب الايمان بقانون السعي أؤمن بقانون المعجزات ، احيانًا يجيك ماتتمنى من حيث لا تحتسب وبكل سهوله ويسر ✨

قانون الامتنان ✨
‏(لئن شكرتم لأزيدنكم)
‏كل ما أصحى وكل ما أنام كل ماحسيت بقلق أو خوف أو سلبيه استبدل التفكير هذا ب شكر الله على نعمه الموجوده فأحمده وامتن له على جميل عطاءه تدب بعدها طاقة رضا وسعادة وحب، وأدرك قد إيش أنا محظوظة وعندي كل شيء أوريدي✨

أعتقد هذه القوانين ليست لآجل أطفالنا فقط، بل هي تذكير لأجلنا أيضا. فنحن نسير وننسى أحيانا ونثقل أنفسنا بمشاكل الحياة البسيطة. 

هذه النشرة المتأخرة والتي في غير موعدها وصلتك لتطبطب عليك وتخبرك أن الأمور ستكون بخير، ويعوضك الله كثيرا، هذا هو شكل حياتنا الدنيا لا راحة تامة فيها أبدا. 

***

وختاما أريد إخباركم أنني قمت أخيرا بتفعيل قناة التليقرام، إذا كنتم لا تهتمون كثيرا بمراجعة بريدكم الإلكتروني، أو أردتم مشاركة النشرات مع أحد ما ، فبإمكانكم زيارة النشرة عبر تليقرام، سأقوم بتضمين روابط النشرات للقناة مباشرة. 

أتمنى لكم يوما طيبا.

ريم ☀️🐝٧

Reem1 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة نحلة

نشرة نحلة

تأتيكم نشرة نحلة كل يوم أربعاء، لنتحدث حول الحياة، الأمومة، الطعام، والكتب أحيانا.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة نحلة