نشرة نحلة - العدد #15

بواسطة Reem #العدد 15 عرض في المتصفح
هل تمتلك مهارة يدوية (فنانة)؟! إذا لم تكن تمتلك واحدة ربما عليك أن تبدأ الان ☀️. 

قرأت قبل عدة أيام هذه التغريدة التي كتبها د.محمدالحاجي:

تغريدة د.الحاجي على برنامج X

تغريدة د.الحاجي على برنامج X

ولقد ألهمتني جدًا، وتذكرت أفكارا عديدة بخصوص الهوايات.

عندما كنت صغيرة، شاهدت أمي تنتقل من هواية إلى أخرى، فكانت أحيانا تحيك بالكروشيه ونرى نماذج لباترونات كثيرة مطبوعة، وأحيانا تنتقل للخياطة بأشكالها المختلفة، فقد تعلمت مثلا: كيف تصنع شراشف الصلاة، وعمل بعض القطع المختلفة بالترقيع (قص القماش لقطع صغيرة ومن ثم خياطتها على هيئة مربعات ومثلثات مختلفة لصنع لحاف مثلا)، ثم اشترت آلة تطريز كهربائية في المنزل، وفي مرة أيضا انشغلت بتلوين الزجاج، والتطريز وفنونه، كان لديها شغف محدد تعمل عليه دائما، تقرأ، تتعلم، تقتني الأدوات المناسبة، ربما اشترت بعض الكتب أيضا، وتطبع نماذج من مواقع أجنبية مختلفة، كان لديها دائمًا شغفًا في مجال ما محدد. 

فيما مضى كنت أرى أن هذه الهوايات تقتصر على فئتين فقط، ذووا الدخل المحدود ممن يرغبون في زيادة دخلهم، أو أصحاب الهوايات البارعين أصلا في فنهم (يمتلكون شغف خاص نحو هذه الهواية) هؤلاء هم الفئة التي تمضي جل وقتها في الأعمال اليدوية.

لكن لاحقا أدركت أن الأعمال اليدوية تتجاوز كل هذه الأفكار السطحية، لها معنى أعمق وممارستها تجاوز هذا الادراك البسيط، ولا تحتاج إلى أن تكون فنانا، يكفي ان تمتلك الحد الادني من الرغبة في التعلم والممارسة والتطبيق.

نحن الأمهات والسيدات أكثر عرضة للاحساس بأن حياتنا تسلب منا، ربما لأننا نتعرض لهذا الضغط الشديد من المجتمع للاتجاه نحو العمل أو الدراسة، فإذا قابلت شخصًا لأول مرة، من اللطيف أن نُعرف عن أنفسنا ثم نقول شيئا ما، شيئا من قبيل: أنني مصممة، أو معدة برامج، أو أحيك الكروشية وهكذا، هناك حاجة دائمة لتعريف أنفسنا بالاضافة إلى (أننا ربات منزل).

لماذا أقول و أفكر بهذا!؟ في بعض الأحيان يزورني طيف من الاكتئاب، احساس عارم بالحزن يغمرني، احساس بالفشل ورغبة في البقاء وحيدة لبعض الوقت، حاولت البحث عن ماهية أعراض الاكتئاب تحديدا حتى أستطيع تشخيص نفسي (أو لأقول لنفسي أنني متوهمة وأنني بخير) فوجدت أن من بعض اعراض الاكتئاب الأساسية استمرار الحزن لثلاث أسابيع وأكثر، وهذا بفضل الله ليس مما أشعر به، لذلك أفكر ربما ما يواجهني هو الفراغ؟ الاحساس بالوحدة؟* الضغط الذي تولده وسائل التواصل الاجتماعي فالكل ناجح ويدرس ويعمل ويسافر وأنا مطلوب مني أن أربي وأكون ربة منزل سعيدة! 

حسنا أنا سعيدة، مقتنعة تماما بدوري في الحياة وأحبه، وهناك تلك المنغصات الصغيرة التي تصادف كل شخص في الحياة، لكن الحياة في نظري تسير ببطء شديد، وما كتبه الحاجي هو ما شعرت به وتلمست أنه الحل.. الاحساس بالإنجاز والتطور في الأيام التي تشبه بعضها البعض.

خطر ببالي فكرة وأنا أعد نشرتي هنا، سؤال تشات الذكاء الاصطناعي، لعله يساعدني من وجهة نظره، وهنا كانت الاجابة: (استخدم تطبيق Poe)

إجابة Poe عن سؤال: هل الأعمال اليدوية تخفف من الاكتئاب.

إجابة Poe عن سؤال: هل الأعمال اليدوية تخفف من الاكتئاب.

نعم الإحساس بالإنجاز حتى البسيط يعطي دافعًا للإنسان في أيام حياته، من اللطيف كيف انتشرت ثقافة الأعمال اليدوية في وسط السيدات، عبر انستقرام سينبهر أي شخص من الحسابات والمتاجر المنتشرة، أصبحت ثقافة الاشتراك في دورة اونلاين ليست بشيء مرفوض أو غريب، بل سنجد دائما من يقترح عليك الاشتراك عند فلانه وغيرها.

لقد كانت السيدات منذ القدم يمارسن التطريز والحياكة والطبخ والخبز، لكن بالشكل التقليدي البسيط، الانفتاح نحو العالم الذي يغمرنا اليوم ساعدنا على نضوج هذه الهوايات.

قالت لي أختي الاسبوع الماضي، أن التطريز على الملابس والجينز بشكل خاص انتشر من جديد وهو الموضة الان، حسنا لا أتابع الموضة، لكنني قلت لها إذا شاهدتي فيديو عبر انستقرام وتفاعلت مع المواضيع التي تتحدث عن التطريز فانها ستنتشر في كل مكان (وسيبدو أن هذه هي الموضة الآن). 

لقد فكرت مرة بتجربة افتتاح مخبز افتراضي لبيع الكيك عبر انستقرام أيضا، أردت أن أقوم بهذه التجربة حتى ولو مرة واحدة، لكنني أردت تقديم مجموعة من الكيك البسيط وليس المتكلف، وبحثت عبر انستقرام، ثم لاحقا أجبرني انستقرام على مشاهدة مئات الفيديوهات في كيفية إعداد الكيك وتزينه وتحضير الكريمات الاحترافية، في البداية انبهرت، ثم استسلمت و شعرت أن كل تلك الريلز سخرت من فكرتي البسيطة!! 

لكن هذا البحث قادني أيضا إلى هوايات جديدة، مثل استخدام الطين في إعداد كوب قهوة فنان،  أو صنع شمعداني الخاص وتلوينه.

هنا بعض الأفكار التي تقابلني والتي أعتقد أنها قد يكون من اللطيف ممارستها لتخفيف أعباء الحياة:

- التطريز بكل أشكاله، قد يكون تطريز الرسومات بغرزة أكس فقط، أو تصميم اللوحات المخصوصة (اسم وتاريخ)، أو تطريز العبارات، تطريز أطراف الملابس او الشراشف أو الشنط القماشية (باستخدام الخيوط أو الشرائط) أعتقد أيضا أن أفخم اللوح مثلا سيكون دمج القماش بالألوان المائية الخاصة والتطريز واستخدام الأزرار وربما بعض الأقمشة، هذا مستوى من الفن يحمسني جدا لممارسته.

- العجين بأشكاله الكثيرة، قد ترى فيه مهارة تطور واضحة، تطور العجينة الطرية بين يديك، صنع المخبوزات الفنانة البسيطة مثل المناقيش والفطائر البسيطة وتطويرها لتصبح ساوردو أو كاروسون أو بيتزا إيطالية، صنع الحلويات الفرنسية المتكونة من طبقات الزبدة والعجين وتشكيلها لاحقا. ربما محاولة صنع خبز التوست، أو أي نوع آخر، لاحظو أن أي نوع من إعداد العجين هي مهارة بالمكان متابعة تطورها.

-الكروشيه، سواء صنع مفارش طاولة، أو حياكة ملابس الكبار و الصغار أو دمى أو تعليقات مفاتيح وغيرها الكثير.

-التصوير، أعتقد أن التصوير بالجوال بشكل خاص و تعلم أساسياته هي مهارة مطلوبة كثيرة في عالم يشارك حياته بالصور، أنا أنوي تعلم هذه المهارة في أقرب فرصة ممكنة (في الحقيقة ليس لدي خطة واضحة بعد لكنني اتنقل من فيديو لآخر منذ أيام) وهي مهارة تحتاج للوقت والتطبيق.

- فنون الخط، نعم الخط الجميل والكتابة بشكل فنان أيضا مهارة من الممكن تطويرها وتلمس محاسن التطوير فيها، مهارة تتطلب ورقة وقلم وفيديو تعليمي ووقت. قد يكون إتقان الخطوط الأساسية مثل النسخ والرقعة وغيرها، أو تعلم كيفية كتابة الجمل في هيئة مثل رسمة.

- الطين، هواية بدأت قريبا ولها محبينها على نطاق واسع، تشكيل الطين أو العجين ليصبح مجسم مثالي لغرض محدد يبدو مغريا جدا، لكنه أحيانا يكون مكلفا ويحتاج لحرق في أفران خاصة.

الكيك، فن تزيين الكيك أصبح منتشرًا جدا، وقد يبدو أنها مهنة أي شخص، مع ذلك فممارسته لأول مرة لن تكون سهلة، هناك أفكار كثيرة للتزيين واختيار النكهات المناسبة.

***

📖 عن القراءة

غلاف كتاب نساء صغيرات

غلاف كتاب نساء صغيرات

 قرأت الكثير عن التطوير النفسي والشخصي بالفترة الاخيرة، أحتاج لقراءة شيء حنون ولطيف ووقع اختيار على رواية نساء صغيرات، أتمنى أن تكون في محل توقعاتي.. وهنا أشار علي Poe برأيه مشكورا عندما سألته عن تلخيص كتاب نساء صغيرات:

إجابة Poe حول رواية "نساء صغيرات"

إجابة Poe حول رواية "نساء صغيرات"

حسنا لست متأكدة مما قاله، هناك جزء أعرف أنه صحيح فالرواية تتحدث عن الأربع آنسات بالفعل ونضالهم كما قرأت وسمعت، لكن لا أمتلك تفاصيل أكثر من هذا، متحمسة لقراءتها.

غلاف كتاب "الكاتبات والوحدة"

غلاف كتاب "الكاتبات والوحدة"

*وأيضا كنت أقرا كتاب الكاتبات والوحدة، لفتني العنوان ووجدته على تطبيق أبجد ففتحته وبدأت بقراءته ووجدته كتابا ثريا قصيرا، به وجهة نظر ما وهو ليس بالطويل (النسخة الورقية مكونة من ١١٥ صفحة) لكن في كل مرة أفتح وأقرا أجدني مسترسلة في القراءة، أجمل مافي قلم نورا ناجي أنها لم تتعمد الدش والتكرار بلا فائدة، لقد كان الكتاب وكأنه جزء من مذكراتها وأبحاثها).

***

هذا كل شيء لليوم ، أما عن قسم المطبخ فقد تستلمون رسالة منفصلة خاصة اذا سنحت لي الفرصة باذن الله.

إلى ذلك الوقت أتمنى لكم وقتا ممتعا.

Reemولاء عبد الرحمن2 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة نحلة

نشرة نحلة

تأتيكم نشرة نحلة كل يوم أربعاء، لنتحدث حول الحياة، الأمومة، الطعام، والكتب أحيانا.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة نحلة