نشرة نحلة - العدد #9

عندما بدأت بإنشاء نشرتي، كنت متأكدة أنني أشعر بالإنهاك من محتويات انستقرام التي تتحدث حول الأمومة، لذلك أردت أن أكتب عن الأمومة بدون أن أحمل الآخرين الحديث بشكل إيجابي بإفراط،  وفي نفس الوقت أنا لست خبيرة، أنا أتعلم و أريد أن أنقل مشاعر/تجارب عبر بها. 

و اكتشفت أن القراءة من الكتب المتخصصة في المجال مختلفة تماما عن القراءة عبر المقاطع السريعة أو (Reels), التي تغمرك بكل ما يهمك ويثقل كاهلك، لا تعرف من أين تبدأ.

هناك مقولة يقول صاحبها، أنه قرأ الكثير من كتب التربية، لكن أمام طفله وقعت تلك النصائح وأصبح يسعى بحسب ما يراه مناسبا. و لقد سمعت قرار بعض الأمهات بالتراجع عن تطبيق النصائح الإيجابية عندما أنجبوا طفلهم الثاني، لقد قررت تلك السيدات أن يقمن فقط بما يمليه عليه قلوبهم و عاطفتهم. 

عني، لقد بدأت حيث انتهى الآخرون، فأخذت هذه النصائح بجدية تامة، لكنني بالطبع أحتجت إلى بعض الإرشادات، وتساءلت من سيساعدني؟ -بعد نصائح الأهل و كبار السن طبعا-.

في هذه الأيام أقرأ كتابين: (نعمة الأم السعيدة) و كتاب (الكتاب الذي تتمنى لو قرأه أبواك) و الكتابان لا يتحدثان عن التربية بشكل مباشر أو التربية الايجابية. لكنها تأملات في طريق التربية. 

أقرأ الأول بنسخته الورقية و الثاني بشكل إلكتروني عبر تطبيق أبجد، لذلك متى ما سمحت لي الفرصة قرأت من الكتاب الحاضر أمامي. 

في نعمة الأم السعيدة، كانت فكرة الكاتبة تدور حول الأم السعيدة و ليس المثالية، على مايبدو  أن الكاتبة هي مدونة ونشطة على السوشيال ميديا، لذلك كتبت فصول الكتاب مع بداية رحيل أولادها إلى الجامعة، سلسلة من يومياتها و تجارب حياتها و ما تعلمته وتنصح به، كتاب خفيف و ملهم بصراحة.

في الكتاب الثاني - انتهيت من الفصل الأول فقط-، لكن عناوين الفصول كانت: ( إرث التربية، البيئة المحيطة بالطفل، المشاعر، التأسيس، شروط الصحة العقلية، السلوك نوع من أنواع التواصل). 

في إرث التربية تبدأ الدكتورة في شرح نقطتين مهمتين، إذا كنت قد نشأت في بيئة جيدة فغالبا ستنقل هذا الإرث إلى ابنك بسهولة -يعني السلوك-، لكن ماذا لو كنت عانيت من قبل في صغرك، وبدون شعور كنت تُعلم ابنك الشعور السلبي نفسه، مثلا إذا وقفت أمام المرآة و بدأت تنتقد نفسك وشكلك وملامحك فلربما كانت و الدتك من قبل تفعل هذا الفعل، إذا تأملت قد تشعر أن طفلك ينظر إليك متألما و يتساءل: (لماذا أمي تشعر بالسوء عن نفسها و المظاهر غير مهمة؟) ومع ذلك قد يرث هذه الصفة في المستقبل و يتعلم بدون إرادة منك تكرار نفس الفعل بالمستقبل، لذلك ترى الكاتبة أن الوعي بإرثك المكتسب يساعدك في تمرير/معالجة الصفات الغير مطلوبة - فالاطفال يتعلمون مما يشاهدون-. 

أيضا ترى أنه لا يوجد حكم مطلق حول أم/أب سيء/جيد كل الأمهات/الأباء جيدون و سيئون في نفس الوقت، قد تفعل كل شيء مطلوب لطفلك و في لحظة غضب مثلا تصرخ، فهل أنت والد سيء؟! بالطبع لا.

و لها وجهة نظر في أننا نحتاج فقط لوصف مشاعرنا في تلك اللحظة بدون تحديد مصير كم سيء أو جيد فعلنا. 

علي أن اعترف هذا الكتاب - الثاني- من نوعي المفضل جدًا جدًا، و على الأرجح عزيزي القارئ ستجدني أناقش معك معلومات أخرى حول هذا الكتاب -و ربما في مدونتي وليس هنا- لأنني أحب الكتب التي تحسن من الحياة بدون تعقيد و لا مثالية مفرطة.

🐝🌸🐝🌸🐝🌸

قبل أن أختم ساخذكم في جولة خفيفة حول مدونة طعام و حكايا -و أشعر بالأسف جدا لتوقف صاحبتها إلهام عن التدوين- لأن محتواها رائع وقيم، أتمنى أن أكون بنفس مهارتها يوما ما.

مع الوصفات الجميلة -والتي نجح كلها معي- فإن تصميم الصفحة واختيار الصور موفق ومريح، أشارككم بعض الوصفات التي جربتها:

- هذه الصفحة بمثابة كنز معرفي مهم حول إعداد الأطباق بشكل أسبوعي: قائمة الطعام الأسبوعية

- و هنا وصفة فطائر الجبنة: فطائر الجبن السريعة

هذه الوصفة أنقذتني حرفيا في بداية زواجي، بعد شراء عجانة بدأت بالعجن فيها، لكن دائما ما كانت العجينة تلتصق في الوعاء -يعني لا تتماسك- و كنت مترددة إذا ما كنت أنا الشيف السيء أم أن عجانتي هي السيئة وغير قادرة على أداء عملها (مع أنها من نوع كيتشين أيد!؟) ثم طبقت وصفة العجينة بحذافيرها -نفس مقدار الماء ونفس نوع الدقيق- و بالفعل تكونت معي عجينة طرية ومتماسكة وشعرت بالفخر، لذلك بسبب هذه الذكرى السعيدة لازلت أحتفظ بالوصفة و هي عجينتي المعتمدة أولا والباقي تاليا. 

- و هنا وصفة زبدة التفاح (المربى): صلصة و زبدة التفاح

حضرت الزبدة و حصلت على مربى لذيذة ورائعة، كان طعمها غريبا في البداية لكن اشتهي نكهتها في بعض الأحيان.

و أخيرا كانت تلك بعض من الأطباق التي جربتها بنفسي من اقتراح إلهام، أنا أسفة حقا لأنها توقفت عن التدوين و المشاركة، هذه المدونة كنز و أنا أخشى عليه فعلا من الاختفاء، أتمنى أن تكون بخير.

🐝🌸🐝🌸🐝🌸

عندما فكرت في بداية تدويني حول الطبخ وجدت الأمر أكثر صعوبة مما اعتقدت، لأن خبرتي في الطبخ متواضعة، و التصوير و الإخراج بحاجة إلى وقت و معدات -مع أنني كنت أقول لنفسي حينها الجود من الموجود- و لكن إذا لم أكن محترفة تصوير ولدي كاميرا احترافية و إضاءة فنانة -لتظهر الصور بشكل مريح للعين- فعلى الأقل علي أن أعدل الطبق ليخرج بشكل مثالي و اتاكد من الخلفيات باستمرار وهذا يعني استغراق وقت طويل في تحضير كل طبق. 

و نعم عاودت تكرار المسألة مع النشرة البريدية و لم أستمر. ثم -ونعم صدقوا أو لا تصدقوا - كنت أفكر قبل أيام بافتتاح مدونة جانبية للتحدث حول الطعام و الوصفات {فيس واثق من نفسه} ولكن قررت التوقف لأنني حتما أقود نفسي للتشتت. 

لكن القصص مع الأطباق -بالنسبة لي- هي سحر من نوع خاص جدا أتمنى أن أتفرغ يوما لكتابته -بإذن الله - 

أريد الحديث أكثر، لكن هذا مالدي اليوم أتمنى اسبوعكم سعيد وهانئ.

ريم