نشرة خواطر مفكرة البريدية - العدد #8 مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، أليس كذلك؟

سابقا قرأت عن أحد أنجع الحلول للأقلاع عن التدخين في كتاب آلن كار بعنوان (الطريقة السهلة للإقلاع عن التدخين) والجواب ببساطة هي "أن تقلع الآن" لا أن تقول بأني سأنتظر لبداية السنة القادمة، أو عند حلول رمضان القادم، أو عند حلول أحد أيام الآحاد الأولى من كل أسبوع، بل " الان بمجرد مرور الفكرة برأسك".

هذا المفهوم الذي يبدو بسيطا (مؤثر جدا) ، فعند أي فكرة يتوجب عليّ القيام بها، فما عليّ إلا أن أشمّر عن ساعدي وأبدأ في القيام بها،لا أن أنتظر حلول الغد الذي لا يعرف شكله وكيف سيصبح.

إبدأ الان، وأفشل عشرات المرات، وافخر كثيرا بهذا الفشل، وهذه الخبرات المتراكمة معك، أنت بدأت، وهناك من يعرف كيف يتحدث دون أن يخوض أي تجربة لانه خائف ومترقب للسنة القادمة، ورمضان القادم، ويوم الاحد من كل أسبوع دون القيام بشئ.

ما هي متلازمة المحتال؟

هل سمعت من قبل عن (متلازمة المحتال)؟

هذه المتلازمة تتهمك ذاتيا في داخلك بأنك لا تستحق كل أفكارك، وأنها مجرد هراء لن يستفيد منه أحد، وهي الأفكار التي تظن أنها عبثية وواهية والتي لطالما تراودك وتبقى داخلك لتحبس طاقاتك وأفكارك وتبقيها مظلمة.

في محاضرة لمارك سودر ول على منصة (تيد اكس) وهو المخرج الابداعي لشركة سوما للألعاب الالكترونية بعنوان ( الخوف من البداية) يلخص الفكرة بقوله : (دائما نسأل الخبراء متى سأصنع أفضل إختراع؟ أو فكرة؟ أو بحث؟ أو كتاب؟

الجواب هو (عندنا تنهيه!) ويعني ذلك أن (تبدأ الآن) أخرج قلمك وفرّغ كل أفكارك في ورقة بيضاء، ولا تجاري أفكارك وتوقعاتك مع أفكار المجتمع أو المحيط بك، ولكن قارنه بنفسك وتوقعاتك وحاول أن تتخطاها، صدقني بأن مجتمعك بحاجتك جدا، لا تحط من قدر نفسك بمتلازمة المحتال، تجاوزها ببدئك الآن، العالم ينتظر فكرتك وبصمتك الخاصة، حتى وإن طالت فترة مخاضها، لكنها حتما (ستظهر لاحقا).

هذه ليست دعوة للتفاؤل وتطوير للذات بجرعات تدفعك مؤقتا فحسب، بل ينبغي أن تعلم جيدا أنه مع تجربتك سوف تمر بالكثير من الآلام، والصعوبات، والعراقيل، ولكنها ستصنعك أولا، وستؤثر بالتالي في فكرتك لتظهر أكثر تبلورا وتأثيرا لاحقا.

خطوة الألف ميل تبدأ بخطوة، وهو الذي يعني أن تبدأ (الآن).

ودامك راح تبدأ الآن شارك نشرتنا البريدية مع من تعتقد أنها تهمه 😎🙌🏼

يومك سعيد ☕️

إليك أيضا:

نشرة (خواطر مفكرة) البريدية - العدد #1 الأسباب التي تمنعك من مقارنة نفسك مع الآخرين - نشرة خواطر مفكرة البريدية | هدهد

نشرة خواطر مفكرة البريدية - العدد #2 الروايات أو السينما تجربتي الشخصية بينهما - نشرة خواطر مفكرة البريدية | هدهد