هل تحتاج فعلًا إلى محتوى تعليمي؟ |
10 يونيو 2025 • بواسطة زهــراء • #العدد 3 • عرض في المتصفح |
|
الجميع يخبرنا أن نكتب محتوى تعليمي من أجل بناء الثقة مع العملاء. |
كأنها وصفة جاهزة: قدّم المعرفة، أثبت خبرتك، سينجذب إليك الجمهور تلقائيًا. |
وأنا متفهمة تمامًا أن هذا هو الطريق الأسرع لكسب الثقة –لكن اسمح لي أن أحبطك– لن تجذب عملاء بالضرورة بعد أن تبدو كمعلّم متمرّس.. |
فطوال الفترة من 2022 الى غاية 2023، كنت أنشر محتوى تعليمي باستماتة اتباعًا للأساليب المنصوح بها من طرف خبراء التسويق آنذاك. |
ولكن سواء قمت بتعليم البراندات أو الزملاء، لم أجد النتيجة التي كنت أبحث عنها. |
أو بالأصح ← ليست الصورة التي أردت بناءها كخبيرة موثوقة |
وللأسف.. لم أحصل على العملاء المناسبين لخدماتي ومنتجاتي! |
فمنذ البداية لم تكن غايتي هي إثبات أنني معلّمة بارعة –وحتى الآن– بالرغم من توجهي لتطوير خدماتي الاستشارية والتدريبية، لم أسعى يومًا لأصبح معلمة! |
وربما قد راودك ذات الشعور! |
لا تريد أن يخرج القارئ من منشوراتك قائلاً: "آه، تعلّمت شيئًا جديدًا!"؟ |
بل أن يخرج وهو يشعر بشيء أعمق أنت تقرره! |
لذا اسمح لي بأن أشاركك هذه التجربة: |
أثناء بحثي عن مواضيع أشاركها في هذه النشرة، واجهت صعوبة ليس في إيجاد العناوين، بل في اختيار "الصوت" الذي سأكتب به. |
بمعنى: لم تكن مشكلتي في ماذا أكتب، بل في كيف أظهر من خلال ما أكتب. |
هنا بالضبط كنت عالقة. |
كنت أعلم أنني لا أريد النشر عن: "5 أسرار لصناعة المحتوى" أو "أسهل طريقة لبناء مجتمع"... فهذه المواضيع موجودة في كل زاوية ولا تشبهني حتى! |
بل كنت أبحث عن نقاط أعمق أتطرق إليها مثلما وعدتك في العدد الأول! |
وفجأة و أثناء لحظة عابرة –وأنا أغسل الصحون– تذكرت جزئية شرحتها منذ فترة لمتدربة في جلسة تمكين |
كنت أفسر لها لماذا عبارة "بناء الثقة مع الجمهور" ناقصة، وكيف تبني الثقة المثالية مع عملاءها. |
–أنا وأنت– نعرف أنه لا وجود لثقة مطلقة. |
(لن تخبر مدربك الماهر في الشرح عن مشاكلك العائلية مثلًا، حتى لو كنت تثق في كفاءته التعليمية) |
ونفس الشيء ينطبق على صناعة المحتوى. |
نحن لا نسعى لأن نكسب "ثقة شاملة" من العميل، بل نريد أن نكسب ثقته في جانب محدد |
قد تكون ثقة في نظرتنا، في ذوقنا، في طريقتنا في التفكير، في أسلوب تعاملنا... وليس بالضرورة في قدرتنا على الشرح. |
ولذلك، لسنا ملزمين جميعًا بصناعة محتوى تعليمي |
نعم.. التعليم أحد الطرق لبناء الثقة، لكنه ليس الطريق الوحيد! |
وهناك مئات الطرق الأخرى لإثبات الجدارة، لو عرفنا ما الجانب الذي نريد أن نُظهِر جدارتنا فيه. |
وسؤالي لك، وأختم به هذا العدد: |
> إن لم تكن ترى نفسك معلّمًا... فكيف تريد لجمهورك أن يراك؟ |
*** |
وحين تنضج الفكرة القادمة.. سأعود بعدد جديد. |
زهراء عشيري | من الفكرة إلى الأثر |
التعليقات