المجتمع ليس جروب واتساب

5 يونيو 2025 بواسطة زهــراء #العدد 2 عرض في المتصفح

مهما توسّعت، ومهما ازدادت خبرتي في موضوعٍ معين، لا أبدأ الكتابة والتقديم حتى أُغذِّي أفكاري جيدًا.

لهذا.. عندما تلقيت – ولأول مرة – تعليقًا في أول عدد، وكان طلبًا في الحديث عن المجتمع مقابل الجمهور،

مباشرةً انطلقتُ في البحث والقراءة (وهذا ما يُعرف بحماس البدايات!)

لكن، وفجأة! أُصدم مباشرةً – ومرةً أخرى – بمدى اختلاف تعريفي للمصطلحات، كـ"المجتمع" على سبيل المثال، مقارنةً بالسائد..

-لماذا عليّ أن أنشئ مجموعة في التيليغرام؟

-وهل أنا مضطرة فعلًا لإنشاء سيرفر ديسكورد، بينما أعاني بما يكفي بسبب ضغط المشاريع؟

هل هذا منطقي حتى؟! منذ متى يُشترط النجاح في التسويق أن نمشي في طريق واحد شائع؟

وربما قد يعترض أخي طارق الموصللي على كلامي هذا🏃🏻‍♀️، فقد قرأتُ له عددًا كاملًا هائلًا بالمعلومات حول أهمية بناء المجتمعات المجانية..

ولا أقول إن هذا غير مجدٍ! إطلاقًا!

بل فقط: أُشير إلى الصعوبات التي يواجهها مديرو المجتمعات، وحجم الوقت الذي يتطلّبه التحكم وتنظيم النشاط!

إذن..

ماهو المجتمع المناسب من وجهة نظر زهـراء؟؟

لتفهم ماأريد قوله: عليك أن تعرف الفرق بين "Community of Belonging" و "Community of Interaction".

النوع الأول من المجتمع هو المبني على غاية "الإنتماء"

أي أن تبني علاقة حقيقية مع المتابعين قائمة على الولاء، الثقة، الاعجاب، والمشاركة بينك وبينهم.

بينما النوع الثاني –وهو الشائع– مبني على غاية "التفاعل"

أي تكوّن علاقات بين جميع المتابعينوأنت من ضمنهم– بغرض المشاركة وبناء العلاقات.

هل يعني هذا أنني أرفض تمامًا فكرة المجتمع التفاعلي؟

أبدًا!

أنا فقط لا أراه "المعيار الوحيد"، ولا أؤمن أن غياب مجتمع تفاعلي يُسقط فكرتي عن بناء مجتمع حقيقي.

الناس أحيانًا ينجذبون لأنهم يبحثون عن صوت مشابه لصوتهم، عن قضية مشابهة لقضيتهم: "يبحثون عن التأثير الحقيقي بدلًا عن الانتشار!" مثلا..

عن فكرةٍ تمنحهم إحساسًا بالرضى، و بأنهم "ينتمون إلينا حتى قبل أن يقوموا بالتعليق".

وأن يمتلكوا دافعًا حقيقيًا للرد، لأن لديهم إضافة ورغبة وليس تحفيز لحظي ومؤقت!

أنا، مثلًا، لم أُفكّر يومًا أن أُنشئ مجتمعًا بهدف أن يتواصل متابعيني مع بعضهم البعض...

بل كان هدفي، ولا يزال:

  • أن أكون أحد هؤلاء الذين تريد أن تقرأ لهم حتى وإن لم تتفق معهم بالكامل.
  • أن أكتب بشفافية كأنني أتكلم معك، لا عنك.
  • أن يكون بيني وبين جمهوري "خط علاقة"، وليس فقط "خط إنتاج محتوى".

ولهذا أقول:

المجتمع ليس بالضرورة منصة.

المجتمع ليس جروب واتساب.

المجتمع ليس جدول أنشطة، ولا قوانين تنظيمية.

المجتمع –بالنسبة لي– هو مكان غير مرئي، ينشأ في الشعور، ويكبر في التكرار، ويقوى كلما شعر المتابع أنه مُشارَك وليس مُستَهلَك.

وهذا يأخذني لنقطة محورية، تُهمل غالبًا:

 المجتمعات القوية لا تُبنى بكثرة التفاعل، بل بثبات الرؤية. 

يمكنك أن تتفاعل يوميًا وترد على الجميع، ومع ذلك لا تخلق أي أثر طويل الأمد.

ويمكنك أن تظهر مرة واحدة كل أسبوع، ولكنك في كل مرة، تترك شيئًا من فكرتك في داخلهم.

هذا هو المجتمع الذي أبحث عنه، وأبنيه دون أن أحتاج لرؤيته،

وأؤمن أنه في يومٍ ما، سيتحدث الناس عنه لا لأنه كان "نشطًا"...

بل لأنه كان صادقًا.

وسؤالي لك، وأختم به هذا العدد:

> ما هو المجتمع الذي تتمنّى أن تكون جزءًا منه؟

وإذا أردتَ أن تبدأ مجتمعك اليوم...

ما الذي ستجعله مختلفًا؟

***

وحين تنضج الفكرة القادمة.. سأعود بعدد جديد.

زهراء عشيري | من الفكرة إلى الأثر

م. طارق الموصللي1 أعجبهم العدد
مشاركة
أثَـر | نشرة زهــراء البريدية

أثَـر | نشرة زهــراء البريدية

أكتب عن كلّ ما يعنيه أن نصنع أثرًا حقيقيًا من خلال مشاريعنا، تسويقنا، وقصصنا...

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من أثَـر | نشرة زهــراء البريدية