المعيار الذي على أساسه أختار العملاء

12 يونيو 2025 بواسطة زهــراء #العدد 4 عرض في المتصفح

أكثر ما شدّني في رسالتها قبل الحجز في جلسة تمكين أساسًا:

"لا أريد أن يكون حسابي مجرد معرض أعمال… أريد بناء علاقة حقيقية!"

حينها عرفت أنها جاهزة — فكريًا ونفسيًا — للتعاون معي.

> وقد يبدو غريبًا أن أقول إن الجاهزية النفسية للعميل جزء من المعايير التي أختار على أساسها من أعمل معه.

ولكن هذا ما أؤمن به حقًا.

أنا لا أبحث عن العميل الذي يريد "حلًا سريعًا" أو عرضًا مغريًا، بل عن عميل يفهم لماذا أفكاري التسويقية تختلف، ويختارها بكامل وعيه، لا بدافع العجلة أو الضغط.

(على كلٍ، أعتذر على الدخول في الموضوع مباشرةً دون مقدمة 🏃🏻‍♀️‍➡️)

ولنعد..

ما معنى الجاهزية الفكرية؟

الجاهزية الفكرية تعني أن العميل يشاركك المبادئ نفسها، حتى لو لم يُصرّح بها.

العميل الجاهز هو من يدرك لماذا أقدّر الولاء على عدد المتابعين، والثقة على عدد اللايكات، والبناء على البيع اللحظي.

هذه الجاهزية لا تتكوّن لحظة الحجز، بل تُزرَع في كل نقطة تواصل:

في المحتوى الذي أقدّمه

في الردود على الرسائل

في أسلوب عرض الخدمة

وهنا تحديدًا تكمن أهمية بناء الهوية التسويقية حول القيم لا الخصائص.

نقطة أخرى:

أنا من أولئك الذين يرفضون إغراق السوق بالتخفيضات، ولا أؤمن بأن الحملات الترويجية هي الطريقة المثلى لزيادة المبيعات.

ومؤخرًا سمعت عبارة لمستني بشدة (لا أذكر قائلها حرفيًا):

"التسويق الجيد يغنيك عن البيع."

وهذا بالضبط ما أتبنّاه: حملات تجذب صفقات مؤهلة وجاهزة، لا مجرد زوّار.

لماذا؟

لأن الوصول ≠ الجاهزية.

الوصول يجلب الناس.

لكن الجاهزية هي التي تجلب عملاء حقيقيين.

فما فائدة أن أصل إلى آلاف لا يعرفون خلفيتي، ولا يشاركونني قيمي؟

هؤلاء لن يروا "السعر المرتفع" كاستثمار، بل كعقبة… لأننا ببساطة لا نتشارك القناعات.

وهنا يُطرح سؤال مهم:

"لكن ألم تحجز هذه المشتركة بسعر مخفّض؟ أليست هذه حملة ترويجية؟ هناك تناقض!"

سؤال في محلّه. وقد يبدو ظاهريًا أنني قدمت عرضًا مغريًا.

لكنني لا أؤمن بالتخفيضات لمجرد التخفيض

أنا أرفض أسلوب "العرض الأسبوعي" و"الخصم المستمر"، لأنه يفرغ القيمة من جوهرها.

التخفيض – في حالتي – ليس وسيلة لتوسيع الجمهور، بل لخفض المخاطرة.

في هذه الحالة تحديدًا:

موعد الجلسة كان بعد أسبوعين

اذن فالزمن طويل، والشكّ حاضر

وأنا أريد أن أتحكم في زمام الوضع

فالخصم هنا كان أداة إدارة مخاطرة، لا أداة جذب عميل جديد

فالعميل يجب أن يشعر دائمًا بأنه ربح الصفقة، هنا سينجح البيع

ولا أتحدث هنا عن القيمة المالية، بل عن الإحساس الداخلي بأنه اتخذ قرارًا ذكيًا.

إن لم يتحقق هذا الشعور، فإن الشك والندم سيتسللان، ويبدآن بتقويض العلاقة من الداخل.

كتلخيص لما تطرقنا إليه:

١. لا تبنِ حسابك كمعرض أعمال فقط، بل كعلاقة حقيقية.

لا يشتري الناس خدمة، بل ثقة وتجربة ونتيجة.

٢. ليس كل من وصلك مستعد للشراء.

الوصول شيء، والجاهزية النفسية والفكرية شيء ثاني تمامًا.

٣. التسويق القوي يغنيك عن "الخصم".

خفّض المخاطرة، وليس القيمة.

٤. العميل المناسب يرى السعر استثمار، لا عائق.

والذي لا يشاركك المبادئ… لن يقدّر أعمالك مهما كانت مبهرة.

وسؤالي لك، وأختم به هذا العدد:

هل ستقبل أي صفقة لمجرد أنها مجزية ماليًا؟

***

وحين تنضج الفكرة القادمة.. سأعود بعدد جديد.

زهراء عشيري | من الفكرة إلى الأثر

م. طارق الموصللي1 أعجبهم العدد
مشاركة
أثَـر | نشرة زهــراء البريدية

أثَـر | نشرة زهــراء البريدية

أكتب عن كلّ ما يعنيه أن نصنع أثرًا حقيقيًا من خلال مشاريعنا، تسويقنا، وقصصنا...

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من أثَـر | نشرة زهــراء البريدية