الهدايا الصادمة - فرصة لتفحص العلاقات 🎁🔍 | نشرة أصباح وأمسية البريدية - العدد #5 |
بواسطة أصباح وأمسية • #العدد 5 • عرض في المتصفح |
عمت مساءً، أتمنى أن تحظى بإجازة نهاية أسبوع منعشة ✨
|
|
سيكتب لك خبراء الاتيكيت العديد من النصائح عن كيفية تغليف الهدايا بأبدع الطرق المبتكرة واللطيفة، وكيفية تقديمها بطرق فريدة تُشبعها بالمفأجاة وتقوي دهشة المتلقي، ولكن مارأيك لو نتشارك بعض الأمور التي قد تغفلها عن "الإهداء الصادم"! |
على الرغم من رمزية الهدية السامية للتعبير عن المشاعر الإنسانية من حب واحترام وتقدير لإسعاد الطرف الآخر، إلا أنها قد تُستخدم بالشكل المناقض، وقد تعطي نتائج معاكسة دون قصدٍ أو تَوَقُع، تصور! |
تخيل معي شعور صديقك-الذي يهمك أمره- وهو متلهف لمعرفة ما أحضرت له في تلك العلبة الجذابة .. عيناه تلمعان .. ابتسامة عريضة تشق وجهه، وملامح التساؤل والحماس تعلو محياه ، ثم بعدها .. عبوس وتقميط! أو في أفضل الحالات .. ردة فعلٍ باردة غير متوقعة تُوئد فيك حماسك أنت الآخر! |
أتفهم شعور تلك اللحظة، حيث ينتقل فايروس الخذلان منه إليك، تشعر بأعراض ظاهرة "الهدايا الصادمة"؛ يتسلل الإحباط وشيء من الحزن إليكما، وتقعان سوياً في جوٍ كئيب واستياء عميق . |
يمكن أن يستخدم الأعداء والمتنمرون حولك سلاح الهدية ليضحكوا من ردة فعلك قليلاً، لكن في الإهداء الصادم الاستياء يتجاوز المُهدى إليه إلى المُهدي. |
هل جربت أن تهدي والدتك هدية ثمينة -حسب تقديرها- من مدخراتك، لكنك فوجئت بعتابها لك بعد أن فتحتها لغلو سعرها؟ : (الشعور بقلة الاستحقاق). |
هل سبق وأن توقعت هدية ثمينة من صديقك الغني، الذي أهديته قبل فترة سُترة من ماركة عالمية، لكنك فوجئت بصندوق حلوى صغير رخيص؟ (الشعور بقلة التقدير). |
هل جربت أن تهدي ابنك أو صديقك هدية نوعية، لكنه قابلك ببرود بعد معرفة ماهي؟ (توقعات أعلى). |
مع ذلك إياك أن تصدم من موقف والدتك، تأكد أنها كلما نظرت إلى هذه الهدية ستبتسم وتحدث نفسها كم هي محظوظة بك، ستشعر بالامتنان لوجودك. |
أما صديقك الغني الذي أشعرك بقلة تقديره لك كصديق، فتأكد أن صدمة الهدية التي شعرت بها ما هي إلا إشعار لك لإعادة تقييم علاقتك به، يمكن للإهداء الصادم أن يعمل كجرسٍ منبه لإعادة حساباتك وترتيب أولوية هذه العلاقة، وهذه ميزة نادرٌ الحصول عليها. |
يمكننا تفهم ماسبق، لكن تظل صدمة (التوقعات الأعلى) شديدة ومؤثرة للمُهدي، وأعتقد أننا هنا نحتاج أن نبحث خلف هذه التوقعات، هل نحن بعيدون من شخص عزيز لدرجة أننا صرنا لا نعلم ما يحب ومايكره؟ أم أن شخصيته وأحداث حياته باتت مختلفة عما نعلم؟ أرى أنها دعوى لنقترب أكثر ممن نحب، ونختبر مدى فهمنا لبعضنا. |
|
لا يمكن التنبؤ بجميع الأسباب والظروف التي تؤدي إلى الإهداء الصادم، فبطبيعتنا البشرية نحن نتغير في القناعات والأمزجة والأهداف والطاقات من وقت لآخر، ظروفنا تختلف فمابالك لو أخذت بعين الاعتبار تصوراتنا عمن حولنا التي قد لا تمثل حقيقتهم بالضرورة في حين نشعر أننا نفهمهم فهما تاماً! لذا من المريح تبني المرونة النفسية في حياتنا، أحياناً لا نملك أن نسيطر على توقعات الآخرين، قد نبذل جهداً لاختيار الهدية بعناية، ولكن تظل بعض الصدمات واقعة لا محالة. |
يمنحنا الإهداء الصادم ،مهارات عدة في كشف حقيقة العلاقات؛ لنقرر كيف نضمدها؟ كيف نرقعها؟ وكيف نلغيها حتى! |
قد يتساءل البعض، لماذا كل هذه الجلبة في الحديث عن الهدايا وصدمتها وتأثيرها! |
لأن الهدية تعبيرٌ وُدي لتوطيد العلاقات، وأرى أن كثيراً من العلاقات المقربة تستحق أن نستثمر فيها؛ نوعية العلاقة وجودتها وديمومتها، يمكن للإنسان أن يخرج بكثير من مكتسبات الحياة المادية، لكن تظل العلاقات الإنسانية الصادقة نادرة وقليلة، ووقع الحياة السريع مع العالم الافتراضي يكاد يجعلها باردة وقابلة للانقراض، تخيل معي بعد عُمرٍ من الزمن وقد تقدمت في السن، ألا تتمنى أن يبقى حولك أشخاص مقربون من الأهل والأحباب عوضاً عن الهاتف الذكي؟! |
أتمنى أن تكون هذه النشرة قد أعطتك بعض الجرعات الوقائية لتلافي تضخيم آثار "الهدايا الصادمة" مستقبلاً. |
لقراءة الأعداد السابقة من هذه النشرة 😃 |
التعليقات