إلتفاتة 🪞نشرة أروى لا.fi البريدية - العدد #8

10 أبريل 2025 بواسطة أروى لا.fi #العدد 8 عرض في المتصفح
شوقٌ كبير، ومن العايدين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسعد الله أوقاتكم بكل خير

ببالغ الإحترام وبقدرٍ كبير من الرسمية المحببة سأستفتح نشرتي هذا النهار وأسمح لها بأن تكون مساحة للإستدراك وصورة صافية لما قد يتشكل في ذهن من يلتفت إلى الوراء.

7 نشرات بريدية استغرقت مني جهداً مُقدَّراً، لا أزعم أني أتيت بما لم يأت به الأوائل ولست أبغي التغني بنفسي ولكنها فرصة لوضع النقاط على الحروف قبل الإنتقال لفصل جديد من فصول النشر، في البدء كانت الرغبة في أن أبدأ فقط، لا يهم ما سأنتهي إليه المهم أن تتخلق الخطوة الأولى، وهذا ما كان، ثم بعد ذلك تناسلت الأفراح على شكل منجز صباحي صغير تباعاً، وكل عنوان من هذه العناوين السبعة يشير إلى "بحبوحة" خاصة به، ولعل الجامع بينها هو اسمي، وأنها شيءٌ من رسمي وواقعي، وهذا ما دعاني للكتابة الآن، وهو التفكير بصوتٍ عالٍ حول عدة أسئلة:  هل الكتابة الواقعية سهلة؟ هل تسليط الضوء على بقعة في نفسك أو محيطك المجتمعي أو اسم شخص مجاور لك أمراً سهلاً؟ وما هي تبعاته الآنية والمستقبلية؟!

السؤال الأول: هل الكتابة الواقعية سهلة؟

بصراحة نعم، الإنهمار الكتابي، سيولة الفكرة وتفلتها مني كأنها طفل صغير يلعب لعبة الغميضة برفقة أصدقاءه، رسوخ المنطلق: وأن ما أكتبه مجهول الأهمية والأثر، الاختيار العشوائي للعناوين، حضور المناسبة والأسلوب الخطابي المباشر والقالب الثابت، ضحكات ريمان وابنة خالتي عندما أضع النسخة الأولى في أيديهن مما أكتبه قبل نشره، تجدد حِزمة المواقف التي انبثقتُ من جذع شجرتها كثمرة غير قابلة للأكل!

كل هذه العوامل والتداعيات تمثل لي: إما مقياساً لاختبار نجاح فعالية النشرة في حياتي، أو هي دليل نجاح على أن ما أفعله يستحق الإستمرار والمزايدة.

السؤال الثاني: هل تسليط الضوء على بقعة في نفسك أو محيطك المجتمعي أو اسم شخص مجاور لك أمراً سهلاً؟

بصراحة لأ، لا أعتقدُ أني ممن يحتفلون بحصة وافرة من اللامبالاة تجاه ما يقدمونه أو ما ينوون فعله دائماً، طالما أنّ المسار الذي اخترته يمس طيفَ المكان وصديقي الإنسان فإني وإن لم أراعِ عرض صورةٍ مثالية وناصعة البياض بطريقة متكلَّفة فإني على الأقل لم أعرض صورة مشوهةٍ للمكان والمجتمع الذي أنتمي له، وهذا يكفي! أن أكون صادقة ومعبِّرة ليكون ما أكتبه جميلاً، لا يهم أن يكون ذكياً أو خلاقاً أو واعداً بحل مشكلات ونقل صورة ثلاثية الأبعاد عن الوادي الذي أقطنه، بالرغم من تسرب نوايا مغرية لتلَقُّف هذه المسؤولية ولكني -حتى الآن- أسيرُ سير النائم! لا يقظان فيعود أدراجه ولا غفلان فيجمُد مكانه.

السؤال الثالث: وما هي تبعاته الآنية والمستقبلية؟!

أولاً: يهمني تحديد الكلام، وأن أجيب على السؤال بسؤالٍ مماثل: تبعات ماذا؟ ما الذي أقصده؟! أظنُّ أن ما أعنيه بشكل أدق هو تبعاتُ الانكشاف اليومي الذي وقعت في فخه وذقت حلاوته، فلم أعد أستحمِضُ عنباً ولا أستجلبُ كرزاً من غُصنٍ مرتفع! ثم من يتحملُ مسؤولية هذا الإسترخاء اللفظي الذي أنا في إساره الآن؟! أظنُّ أني بحاجةٍ إلى عمل تحقيق واستجواب لهذه الحقيقة الغائبة، لا يمكنني تحمل عقبات أمرٍ جلل كهذا وحدي، لذلك سأخلُص بحيلةٍ من هذ السؤال لأجيب عليه الجواب المرتجل التالي: وبدون تفكير متأنٍّ أو محاولة لإعادة الحسابات يسرني أن أفصح أن المسؤول عن هذا التفلُّت والتبعثر لحياتي الخاصة والمحافِظة على الملأ وكأنها مَحمَصةُ بُنٍّ حساويٍّ هو أنت أيها القارئ! نعم أنت، وجود القارئ المحب والضحوك والمتفاعل هو السبب، لذلك سأستمر في الكتابة ولا ملامة حتى ينفدَ الحبرُ الإلكتروني أو تتصحَّر مدرجاتُ الجمهور.

السؤال الرابع: قبل البدء (هل كنتُ أتصور أن أكتب بهذا الشكل؟) على مستوى اختيار الموضوع وطريقة الكتابة الشفافة؟

بصراحة لأ، أعتقدُ لو أنني استبطنت هذا الهدف بوضوح لتعاليت عليه أو قصَّرتُ دونه وخرجتُ مما كتبت مخرَجَ المُحبَط، أقصى ما كنت أستبصره من خفاياي هو أني سأظهر بصورتي في عينيَّ بَراح! لا كما أنا في عينيّ أمي غزالاً، ولا كما تراني جدتي بطلاً شجاعاً، ولا كما تراني ابنةُ خالتي زعّاقاً جديداً، ومع جهلي للشبه بيني وبين الزعاق إلا أن في قاموس اللغة كما لا تعلمون البراح: أحدُ أسماء الشمس.

وسأوردُ لكم هنا ختاماً، بعضاً من رداتِ فعل القارئ التي حببت لي فكرة النشرة البريدية بصورتها التواصلية التوددية:

نادي وادي ريم

سوالف صديقة حميمة تمتلك طباع فراشة.

النص ممتع، وأتعجب كيف أترعتيه بالحياة والأيام والأضواء الجلية.

حرية ألا تكون كاتبًا

بديع، مذهل ومليء بالإلهام، مترع بالجمال والفن الرمزي الذي يوضح علاقتك به بصراحة.. حبيت، خصوصًا تجليك النفسي العميق، لمسته بوضوح غير أي نصوص سابقة. وأنا أحب مودك هذا بالكتابة. جميل. وكاتب محترف بحق يكذب ويتفاخر باعتزاله لحلم عذبه زمنًا طويلا.

وحتى تصلنُي بقيةُ آراء ذلك الصديق سأكتفي بما ذكرت، وقد أضيفها للنشرة لاحقاً فلا تنسوها، وأسعد بمن يصلني رأيه فيما أكتب ناقداً أو صديقاً مقرباً أو متودداً، وبقي في جعبتي سؤالٌ أخير:

5️⃣| ما هو هدفي القادم؟

هدفي أن أكتبُ نصوصاً أطول عُمراً وحجماً، أن يكون للكتب التي قرأتها حضور معتبر، ألا أتوقف عن النشر، وأن أستمر في توثيق تجربتي في نادي وادي ريم، أن أخصص نشرة دورية لنقد ما كتبته هُنا، وأترقَّب أن يحين الوقت الذي أتوقف فيه عن النشرة البريدية لأني منهمكة في كتابة الرواية!

6️⃣| سؤال ما بعد الأخير: ماذا يحدث لو أننا لا نكتب؟

نتخثَّر.

7️⃣| عنوان بديل لهذه النشرة: آفة انعكاسات المرايا

انتهتِ الإلتفاتة.

مشاركة
نشرة أروى لا.fi البريدية

نشرة أروى لا.fi البريدية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة أروى لا.fi البريدية